فجر التعادل المثير بين يوفنتوس وبايرن ميونيخ 2-2 في دوري أبطال أوروبا نشوة لدى الصحافة الإيطالية التي أشادت بـ”الأسود” الذين وقفوا بوجه “الدبابات الألمانية”، أما في ميونيخ فقد كانت الخيبة كبيرة من إهدار حسم مبكر.
إلى غاية الدقيقة الـ 63 من عمر مباراة يوفنتوس أمام بايرن ميونخ ضمن منافسات الذهاب للدور السادس عشر من دوري أبطال أوروبا، لم يكن أحد يشكك في اقتراب الفريق الألماني من انتزاع بطاقة التأهل مبكرا إلى الدور ربع النهائي من المسابقة، بعد أن كان متقدما بهدفين حمل الأول توقيع الدولي توماس مولر (43) والثاني الجناح آرين روبين (53).
غير أن ما حصل كان العكس، إذ انتفض اليوفي اعتبارا من الدقيقة 63 بإحراز الهدف الإيطالي الأول عبر ديابلا، ثم هدف التعادل والخلاص عبر البديل ستيفانو ستيورارو في الدقيقة (77). نتيجة المباراة أبقت جميع الأبواب مفتوحة على كل الاحتمالات، ما سيضمن لعشاق الكرة مباراة إياب على أعلى مستوى من الإثارة بعد ثلاثة أسابيع.
من جهتها احتفلت الصحافة الإيطالية بهذا التعادل بنغمة الفوز، مغدقة عبارات الإطراء على لاعبي اليوفي الذين وصفوا بـ”الأسود”، مثلاً على صفحات “غازيتا ديلو سبورت”، أو بالفريق “الألماني الذي لا يستسلم” والمقصود هنا اليوفي وليس بايرن، والكلام لصحيفة “كوريري ديلو سبورت”، التي أضافت أن الألمان استوعبوا الآن أنه لا يمكن المزاح مع اليوفي.
وفي هذا السياق أيضا أشادت وبحق بدور ماريو ماندزوكيتش لاعب بايرن السابق في إحراز التعادل بالقول إنه “كان الأسد المقاتل” أمام “الدبابات الألمانية”.
من وجهة نظر البافاريين، فبغض النظر عن التصريحات العاتبة التي أدلى بها قائد الفريق فيليب لام حول أخطاء بايرن، التي سمحت لليوفي “بالعودة إلى المباراة”، ركز رئيس النادي كارل هاينز رومينيغه على مباراة الإياب معتبرا التعادل المؤلم: “نتيجة جيدة، جيدة جدا.. وأنا متأكد أنها ستفتح أمامنا الباب نحو التأهل إلى الدور ربع النهائي”.
وبالفعل، عامل الأرض أهم ورقة سيواجه بها البافاري منافسه في 16 مارس 2016 موعد مباراة الإياب. ويكفي أن ينهي المباراة بالتعادل السلبي أو بهدف لكل منهما لانتزاع بطاقة التأهل. ويبقى البافاري المرشح الأكبر للفوز، ووصفة نجاح كشف عنها الجناح الطائر آرين روبن الذي أوصى فريقه باللعب تماما كما فعل في الدقائق الستين الأولى من ذهاب الدور، لكن على امتداد الثلاثين دقيقة الأخيرة.
من جهته بدا المدرب بيب غوارديولا راضيا جدا عن أداء لاعبيه لكنه ما لبث أن انفجر غضبا بسبب سؤال أحد الصحفيين الإيطاليين حول ما إذا كان ضعف اللياقة البدنية وراء تراجع أداء لاعبي البافاري في النصف ساعة الأخيرة، قائلا: “لتذهب اللياقة البدنية إلى الجحيم، ما يهمنا فقط هو نمط التفكير”.
وتابع “أنا لم آت إلى هنا (تورينو) معتقدا أن يوفنتوس غير قادر على هز شباكنا ولو لمرة واحدة وأننا سنقدم عرضا رهيبا طيلة المباراة… لا تنسوا أننا لعبنا أمام يوفنتوس”، ذلك الفريق المدجج بماندزوكيتش وديبالا وبونوتشي وبوفون.
وفي حوار لقناة سكاي الألمانية لم يخف غوارديولا تخوفه من اللقاء القادم، الذي قال عنه إنه سيكون صعبا، مضيفا “نحن أمام فريق إيطالي بروح عالية جدا وينتظر فقط الوقت المناسب”.