تحت رعاية الشيخة شمسة بنت حشر آل مكتوم، نظم مركز “اقرأ واستمتع” برئاسة السيدة وداد بوشنين، مبادرة دعم أهالي أصحاب الهمم، المؤتمر الخليجي الأول لعام 2024 بعنوان (التعليم للجميع: تمكين الطلاب ذوي صعوبات التعلم)، وذلك يوم الأحد الموافق 7 من شهر يوليو الجاري. بدأ المؤتمر بعزف النشيد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وألقت الأستاذة وداد كلمة الافتتاح حيث رحبت بالحضور والمشاركين في المؤتمر بأوراق العمل والتي بلغت اثنتا عشرة ورقة. تلا الكلمة فيلم تسجيلي عن المركز وأهم إنجازاته منذ تأسيسه، أعقبه كلمة للأستاذة لبنى الكندي، رئيسة مبادرة أهالي أصحاب الهمم، حيث تحدثت عن إنجازات المبادرة.
بعد ذلك، تم عرض أوراق العمل التي بدأتها الأستاذة لبنى الكندي بورقة عمل بعنوان (تقنيات التعلم المتمركز حول طلاب صعوبات التعلم)، استعرضت خلالها من هم طلاب صعوبات التعلم، والفرق بين صعوبة التعلم والإعاقة، وكيفية اكتشاف حالات صعوبات التعلم، وما هي الأسباب وكيفية العلاج.
وفي ورقة تحمل عنوان (صعوبات التعلم: الخصائص والصفات وتقنيات التدريس)، استعرضت أستاذة سعاد النهدي، أخصائية ومستشارة نفسية، أنواع صعوبات التعلم والفرق بينها وبين طيف التوحد، والفرق بين صعوبات التعلم واضطرابات التعلم، وكيفية التعامل معهم، والتقنيات التي تساعد على الفهم والتعلم.
كما قدمت الدكتورة حنان الجوهري، استشاري تأهيل الأطفال بمركز الغد للتأهيل، ورقة عمل تحمل عنوان (صعوبات التعلم ذات الخلقية اللغوية وكيفية العلاج)، استعرضت خلالها مقومات سلامة اللغة ونمو اللغة عبر مراحل العمر المختلفة، وأسباب تأخر نمو اللغة، ومتى نحتاج لزيارة اختصاصية تخاطب ونطق ولغة، وأوضحت الإدراك السمعي ومشكلات الوعي اللفظي، وأهمية تدريبات التخاطب لطفل صعوبات التعلم، وأهمية زيادة عدد المفردات اللغوية للطفل مع مرور الوقت.
وفي ورقتها التي تحمل عنوان (الدلالات النفسية لرسومات طلاب صعوبات التعلم)، شددت الدكتورة زهرة حسن، مدير مركز ليلاس لتطوير مهارات الحياة، على أهمية دراسة وفهم رسومات من يعاني من صعوبات التعلم، فلها دلالات نفسية تعبر عن احتياجاته ورغباته وطلبه للمساعدة، فقد تكون دليلاً على مشاعر ومشاكل نفسية يعاني منها تحتاج إلى تدخل وعلاج. فالألوان لها دلالات وكذلك رسم رسومات غير مكتملة وتكرار الخطوط في اتجاهات معينة، كل هذا دليل على أن الطفل يعاني وعلينا الاستماع له لفهمه وعلاجه.
وبعد استراحة قصيرة للصلاة، استأنفت الجلسات بورقة عمل لدكتور جمال مجاهد، مدرب معتمد من كلية الإمارات للتطوير التربوي، بعنوان (التوجهات الحديثة في علاج صعوبات التعلم)، استعرض خلالها تنمية وتنشيط الخلايا العصبية في المخ وأهميتها في إرسال الأوامر للمخ لفعل التعلم والتدريب على القراءة والكتابة والرسم وحتى لعب كرة القدم، وأن هناك استراتيجيات تعليمية وطرق جديدة لتحفيز الدماغ وخلق مسارات عصبية جديدة تزيد من الانتباه والذاكرة والإدراك.
كما قدم الأستاذ جمعة شعيب، مؤسس حملة “علم ينتفع به”، ورقة بحثية تحت عنوان (الإدراك السمعي والبصري وعلاقتهما بصعوبات التعلم)، استعرض خلالها أهمية الاستعداد للتعلم، وأن الأطفال يختلفون في درجة الاستعداد للتعلم، والتدريب الإدراكي وأنشطة لتحسين الإدراك السمعي والبصري والفرق بينهما، ومهارات التحليل البصري والسمعي.
أما الدكتورة أمل موسى، معلمة التربية الخاصة، فقد كان محور ورقتها تحت عنوان (الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية لتعليم ذوي صعوبات التعلم)، شرحت فيه تعريف الذكاء الاصطناعي وفوائد استخدام تطبيقاته مع ذوي صعوبات التعلم وتأثيره على تعلمهم، وقدمت نماذج لتطبيقات الذكاء الاصطناعي يمكن الاستفادة منها وكذلك يمكن لأطفال التوحد التعلم منها أيضًا.
وفي ورقة عمل للدكتورة حصة النهدي، كوتش العلاقات والعلاج الاحترافي، تحت عنوان (دور الأسرة في تنمية قدرات الانتباه لدى ذوي صعوبات التعلم)، أوضحت أهمية دور الأسرة وخاصة الأم في تنمية قدرات الطفل من ذوي صعوبات التعلم أو الإعاقة؛ فالشعور واللغة بين الأم والابن يكون لهما تأثير سواء إيجابي أو سلبي. وعلى الأم أن تكون متزنة وواعية لأفكارها ولغتها ومشاعرها للاحتواء، وتكون قوية ليكون ابنها قوياً مثلها. كذلك استعرضت أهمية الألوان المختارة لغرفة نوم الأبناء، فلها تأثير قد يكون سلبي على الأطفال.
وبعد استراحة قصيرة، استأنفت الجلسة الثالثة والأخيرة حيث قدم الدكتور محمد السريحي، رئيس المجلس العربي للإبداع والابتكار بالاتحاد العربي، ورقة بحثية بعنوان (نقاط الإبداع لدى أبنائنا من أصحاب الهمم)، استعرض خلالها مفهوم الإبداع والعلاقة بين التفكير الإبداعي وصعوبات التعلم، وكيفية اكتشاف مهاراتهم التي تشبه مهارات المبدعين، وكيفية التفاعل اليومي معهم واحترام اختلاف الرأي، وكيفية دعمهم وتشجيعهم وتقديم وسائل تعليم مختلفة وتعزيز الثقة بالنفس وتحفيز الفضول والتشجيع على الاستقلالية والتعاون وخلق فرص لهم للاندماج والابتكار والتعلم.
وفي ورقة الدكتورة بدرية الظنحاني، أخصائية تعديل السلوك والمدرب المعتمد، التي تحمل عنوان (التحديات التي يواجهها ذوي صعوبات التعلم بسبب عدم التشخيص الصحيح)، نبهت لأهم التحديات الأكاديمية والنفسية والاجتماعية والبيئية، بالإضافة إلى التنمر على ذوي صعوبات التعلم وكيفية حمايتهم من التنمر والتوعية ضده، وقدمت توصيات لعلاج التنمر.
أعقب ذلك ورقة عمل لاختصاصية العلاج الطبيعي الأستاذة آمنة معتوق تحت عنوان (دور العلاج الطبيعي مع ذوي صعوبات التعلم)، قدمت فيها طرق علاجية وتدريبات لتشغيل المخ ولتعزيز التركيز والحركة والانتباه، مثل الحركة والمشي الدوري، ونبهت إلى أهمية تثقيف المريض وولي الأمر للتعامل مع حالته الصحية، وطالبت بالاهتمام بالصحة وممارسة الرياضة فهذا الجانب مهمل بالنسبة للعلاج في حالات صعوبات التعلم.
وجاءت آخر ورقة بحثية في المؤتمر والتي قدمتها الأستاذة جمانة سمير، أخصائية لغة ونطق وصعوبات تعلم، تحت عنوان (الأنشطة التعليمية الهادفة لطلاب صعوبات التعلم)، قامت بتعريف الأنشطة المفيدة لذوي صعوبات التعلم لزيادة الإدراك والوعي الحسي والحركي مثل ألعاب الليجو والبينجو وغيرها من الألعاب التي تزيد الوعي وتنشط الذاكرة والتركيز.
وفي ختام الجلسات التي استمرت لمدة خمس ساعات، تم فتح باب المناقشة للأسئلة والتعليقات والمشاركات. أدار الجلسات الأستاذ جمعة شعيب، وقد أشاد الحضور بحسن التنظيم، كما شهد المؤتمر جمهور غفير من عدة بلدان عربية عبر برنامج زوم.