شارك وفد الشعبة البرلمانية للمجلس الوطني الاتحادي، برئاسة مريم ماجد بن ثنية النائب الثاني لرئيس المجلس، في المؤتمر البرلماني للتعاون جنوب – جنوب لرابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في أفريقيا والعالم العربي، الذي عقد أول من أمس في مدينة الرباط بالمملكة المغربية، تحت عنوان «التعاون جنوب – جنوب: دور البرلمانات الوطنية والاتحادات البرلمانية الجهوية والقارية في أفريقيا والعالم العربي ومنطقة أمريكا اللاتينية في تعزيز الشراكات الاستراتيجية وتحقيق التكامل والاندماج والتنمية المشتركة».
ويضم وفد الشعبة البرلمانية كلاً من: سعيد راشد العابدي، وعائشة إبراهيم المري، وعائشة خميس الظنحاني، وهلال محمد الكعبي، ووليد علي المنصوري، أعضاء المجلس الوطني الاتحادي.
واستعرضت الشعبة البرلمانية جهود دولة الإمارات الحثيثة لوقف الحرب الدائرة في قطاع غزة، وإيجاد آفق دبلوماسية لحل الصراع وخفض التصعيد ووقف إطلاق النار، والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية للقطاع، وتكثيف جهودها الإنسانية بتقديم حزمة متكاملة من المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية، ضمن عملية «الفارس الشهم 3» للتخفيف من معاناة الأشقاء الفلسطينيين في القطاع.
كما استعرضت الشعبة البرلمانية تجربة الإمارات في إطلاق العديد من التشريعات والاستراتيجيات والسياسات والمبادرات التي تعزز ريادتها في تحقيق التوازن المنشود بين التنمية المستدامة والطاقة والبيئة، سعياً لخلق مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة والحفاظ على البشرية وكوكب الأرض.
وأكدت مريم بن ثنية في كلمة للشعبة البرلمانية الإماراتية على أن دولة الإمارات تفتخر بعلاقاتها الوطيدة وشراكتها الاستراتيجية المتنامية مع العديد من الدول العربية والأفريقية ودول أمريكا اللاتينية لإرساء دعائم الأمن والسلم الدوليين وتعزيز أوجه التعاون في العديد من الأنشطة الاقتصادية والتنموية والإنسانية، سيما في مجالات الأمن الغذائي والطاقة النظيفة والتكنولوجيا الحديثة ومواجهة التغير المناخي، وتقديم المساعدات الإنسانية والتنموية في مواجهة العديد من الأزمات والكوارث.
وأضافت أن العالم يعيش تحديات وجودية من الصراعات والنزاعات المسلحة والجماعات الإرهابية وموجات من خطاب الكراهية والعنف والتطرف، والآثار السلبية لتداعيات التغير المناخي في ظل نظام اقتصادي يتسم بالهشاشة، مما انعكس سلباً على الأمن والسلم الدوليين وتحقيق مستهدفات التنمية المستدامة.
مساعدات
وقالت: «إن الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، تمثل اختباراً حقيقياً للإنسانية جمعاء في رفض سياسة العقاب الجماعي، ومن المهم أن يكون لبرلماناتنا موقف ثابت يطرح إطار عمل مشترك تتواصل فيه جهودنا الجماعية بالتعاون مع جميع الشركاء الإقليميين والدوليين، لبحث سبل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وحماية جميع المدنيين وتقديم الدعم الإنساني لهم، وضمان ممرات إنسانية آمنة ومستقرة لتقديم المساعدات الإغاثية والطبية، وإيجاد أفق للسلام الشامل والعادل للقضية الفلسطينية».
واختتمت كلمة الشعبة بالتأكيد على أن انضمام المجلس الوطني الاتحادي كعضو مراقب في برلمان أمريكا اللاتينية والكاريبي والبرلمان الأفريقي، يؤكد عمق علاقات التعاون والشراكة البرلمانية المشتركة، والرغبة المشتركة في تعزيز العمل البرلماني، بما ينعكس إيجاباً على الحوار والتعاون الاستراتيجي في مختلف المجالات بين بلدان جنوب – جنوب.
وقالت عائشة خميس الظنحاني عضو المجلس الوطني الاتحادي في مداخلة للشعبة البرلمانية الإماراتية خلال مناقشة موضوع «ثلاثية التنمية المستدامة – الطاقة – البيئة»، إن دولة الإمارات اختتمت دورة تاريخية باستضافتها للدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28»، نجحت خلالها في إرساء معايير جديدة وخطوات جادة لنجاح العمل المناخي، وتفعيل الصندوق العالمي للمناخي، كما حققت تغيراً جذرياً في آلية مؤتمرات الأطراف وأجندتها، وطبيعة وتعزيز مشاركة ومساهمة البرلمانيين في هذا التجمع المناخي العالمي، فالدولة أدركت منذ البداية أهمية تحقيق التوازن بين أمن الطاقة العالمي الحالية والمستقبلية، وتعزيز قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة، ومن ثمة التحول الواقعي والمسؤول في قطاع الطاقة .
وقالت عائشة إبراهيم المري عضو المجلس الوطني الاتحادي في مداخلة للشعبة البرلمانية الإماراتية خلال مناقشة موضوع «تحقيق التحول الاقتصادي والتكامل الإقليمين والتنمية المشتركة: أهمية السياسات المرتبطة بتعزيز الشراكات الاستراتيجية وتشجيع الاستثمار والتكنولوجيا والبنيات الأساسية وتعزيز القدرات التنافسية»، أن دولة الإمارات عملت على تقوية وتوسيع شبكة علاقاتها وشراكاتها الاستراتيجية مع العديد من دول العالم، لمواجهة الأزمات والتحديات التي تعرقل تسريع التدفقات التجارية والاستثمارية، وتحقيق مستهدفات التنمية المستدامة، وتمتلك الإمارات إرثاً تاريخياً طويلاً، ورؤى مستقبلية في تحفيز التجارة الوطنية والدولية، وتعزيز التعاون وبناء الشراكات الاستراتيجية .
وقدمت عائشة المري مقترحات الشعبة البرلمانية الإماراتية، التي أشارت إلى ضرورة تعزيز وتطوير آليات الحوار والتفاعل والتعاون البرلماني المشترك، وتكثيف اللقاءات والزيارات والمبادرات المشتركة بما يساعد في تقريب وجهات النظر وتعزيز أوجه التعاون والشراكات الاستراتيجية لاسيما في القطاعات الاقتصادية والتنموية.
وأكد وليد المنصوري في مداخلة للشعبة البرلمانية الإماراتية خلال مناقشة موضوع «مداخلة تعزيز الحوار السياسي والأمن الإقليمي في أفريقيا والعالم العربي ومنطقة أمريكا اللاتينية من أجل تحقيق السلام والاستقرار والازدهار»، أن دولة الإمارات تؤمن بأن تغليب الحوار والدبلوماسية لحل الخلافات والنزاعات وبناء جسور الشراكة والتعاون، وتعزيز قيم التضامن والتسامح والتعايش السلمي، هو الضامن لمعالجة الأزمات والقضايا، واستدامة النمو والاستقرار والسلم العالمي للأجيال الحالية والمستقبلية.