|  آخر تحديث ديسمبر 20, 2023 , 23:21 م

الصحافة الحرة دليل رقي الحضارات


الصحافة الحرة دليل رقي الحضارات



ماذا نقول؟ ماذانسأل؟ لقد اغتيلت الحضارة يوم اعتدى جندي من كيان محتل على صحفي له حصانة عالمية أي كان جنسه.. أي كان عرقه.. أي كان انتماؤه.. لقد كانت الصحافة الحرة معيار لتقدم والتطور الحضاري لن نقول أن الصحفي جندي العدالة في الميدان ينقل للعالم كل الأحداث بمهنية عالية وحيادية لانه لابد للإنسان من خطأ والخطأ وارد فالإنسان لا كمال فيه والكمال لله الواحد الأحد ولكن حصانته وسلامته في الميدان من قبل الأطراف المتنازعة أي كان السبب هو دليل رقي حضاري.

منذ أكثر من ٦٠ يوما ونحن نرى انهيار الحضارة الإنسانية وانعدام الأخلاق الإنسانية العالمية أمام عقول تحجرت وقلوب جعلتها مطامع السلطة والسيطرة تغلب في كل لحظة لقد كانت النازية والفاشية سقطة للحضارة الإنسانية تبناها رجل عرف عبر التاريخ بدهائه وقدرته العسكرية وعبقريته في القيادة ولكن النتيجة كان كوارث أخلاقية على البشرية لازال بعض البشر يدفع ثمنها إلى اليوم…. نعم اليوم وكل يوم يتجاوز الطغيان المادي في جفاء سياسي وعقلية فقيرة إلى الحضارة الإنسانية والقدرة على متابعة الحوار السلمي الذي لا ننكر أنه كان ذا أثر بشكل ما رغم الظلم والعدوان.

كل بلد في هذا العالم وعلى سطح الكرة الأرضية كان يوما إما غازيا أو محتلا أو قد أصبح ضحية للغازي أو المحتل وهذه سنة الله في الأرض وحكم الأقوياء على الضعفاء مع حفظ حق الضعيف في محاولة إستعادة الحقوق والإنتصار لنفسه والدفاع عن حقوقه وهذا حق مشروع قائم ضمنته الشعوب لنفسها وهنا يكون الزملاء الصحفيين في هذه المهنة الخطرة جدا التي تحفها المغامرات وذات القيمة العظيمة في نقل الأخبار وتسجيل التاريخ العالمي للجميع والعين على الحقيقة في كل مكان ليبقى العالم في حضارته ورقيه الأخلاقي، ولكن مايحدث الأن في أرض العزة غزة من معارك أثبت أن الكيان المحتل لهذه الأرض قد انتهك هذه الحصانة العالمية وكل الخطوط الحمراء فنجد مواجهات مباشرة مع أصحاب المهنة وللأسف تاريخ هذا الكيان المحتل الذي كان سبب في قتل و استشهاد عدد عظيم من الأخوة والأخوات الصحفيين من أنحاء العالم لم يفرقوا بين أخلاق وعهود ومواثيق دولية يجب عدم تجاوزها بالضرب والإهانة والتعدي والمنع والاجبار والإصابات المباشرة وغير المباشرة لقد أثبت عدم أهليته ليكون في الركب الحضاري لا في السلم ولا في الحرب ولا نستطيع أن نقول إلا أسفين أن الارواح الحرة الشريفة التي اغتيلت أثناء ممارسة هذه المهنة العظيمة وهي لسان الحقيقة وإعلام الحق قد انتهك أمام مرأى الجميع وقد سكتوا.. وسكتوا.. حتى ازداد طيغان الظلم والعدوان كل أحد فبات هذا الكيان يقتل شعبه بالخطأ وأخر بالعمد لعدم الوعي أن السلم أخلاق وقيم وكذلك الحرب ، فمرت نرى عري المدنيين وأخر قتل المرضى والرضع والأطفال والنساء والاعتداء على المشافي وقتل العزل في مدارس الإيواء ومازاد الطين بلة خروج جنود في المساجد وقد تجاوزوا حرمات المقدسات الدينية علنا ويصورون بأيديهم مالم يحدث في تاريخ مسبق تدنيس مقدسات دينية مختلفة عنهم بعد أن هدموا ودمروا أخرى وقتلوا من فيها نعم الأمر عظيم و هذا إن دل على شيئ وهو أن الحضارة الإنسانية في عمق انحلالها وانحطاطها وضعفها الأخلاقي .

إنما الأمم الأخلاق مابقيت… فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا…
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه… فقوم النفس بالأخلاق تستقم..
إذا أصيب القوم في أخلاقهم…. فأقم عليهم مأتما وعويلا…

ومحاولة قطع الاتصال والانترنت عن منطقة الحرب القائمة ربما تكون فكرة صائبة للمحتل الأحمق الأن ولكنه لا يعرف أنه سيجد نفسه في عمق الظلم وهنا تتدخل القوى الربانية وسيخرج الخاسر الوحيد في حربه الحمقاء التي إلى اليوم لم يحقق منها غير العار والهزائم وإن كان هناك من عاقل يتدخل فينهي هذا الظلم البائن الذي حرمه الله عزوجل في الأديان السماوية جميعها وضمن للمظلوم النصرة ولو بعد حين في حديث النبي صلى الله عليه وسلم القديسي ياعبادي إني حرمت الظلم على نفسي فلا تظالموا… الأن وفي هذه اللحظة وجب على العالم ان يتوحد لإيقاف الظلم الفاجر وإلا سنخرج جميعا من العناية الإلهية والصحافة الحرة أحد أوجه إيقاف الظلم الغاصب وبه تكون الأمور للجميع نافعة فهي للمظلوم دعم وللظالم ردع ومن يرى غير ذلك فهو واهم وغافل واحمق والأحمق لا دواء له أبدا…
الرحمة لأرواح الشهداءوذويهم عامة وندعو للمصابين والجرحى وذويهم بالصبر والسلوان وأن يجعل لهذه المرحلة الحرجة من أهل الرشد والصلاح والقوة لإيقاف شلال الدم الذي لن ينفع أحدا من العالمين فصاحب الحق منصور والمحتل الغاصب مقهور عاجلا ام آجل…
ونتعلم من حكمة الشيخ زايد الذي عاصر الازمات في عهده فكان خير سند للاشقاء وخير محاور للأجنبي ودفع بحكمته الجميع إلى تبني لغة الحوار الإيجابي ودعم حرية الشعوب في المطالبة في حقوقها وأن السلام هو السبيل الوحيد وحل لكل مشكلة وليس التعنت والحرب فرحمة الله على الشيخ زايد وجعلنا على نهجه ومتابعة لرسالته في نصرة الضعيف ورد لهفة المظلوم وردع الظالم عن الظلم بما استطاع.

 

 

بقلم: ندا محمد مختار الجدي


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com