لماذا محمد صلى الله عليه وسلم من العرب ؟
لماذا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الانبياء؟
هذا سؤال طرح في الماضي البعيد عندما تنبأت الأديان السماوية الأخرى بأنه هناك نبي في أخر الزمان وتوقعوا أن يكون منهم فكانوا يستشرفون على باقي الاعراق والأجناس بأنهم قوم الانبياء ولربما من قرأ التاريخ يفهم لماذا يثرب المدينة التي تعاني من ويلات الحروب وكيد اليهود قبلت دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومن أكثر الأسباب الطارئة أنهم بجوار اليهود، وهم يسمعون منهم عجرفتهم ،وهم يهزؤون منهم ومن معاركهم مع بعضهم وهم من نفس العرق ومن نفس القرابة الأوس والخزرج .
لما احترق قلب العرب من كلام اليهود في زمنهم وقد كانوا قبائل كثيرة وتجمعات في مساكنهم لم يعرف اليهود أنهم بشروا وكانوا سبب لقبول أهل المدينة لحمل هذه الرسالة المحمدية التي وجدوا فيها حلول جذرية لكل مشكلاتهم وأيضا سبب لشرفهم بين العرب والعجم، فهم سيكونون حماة خاتم الانبياء من قرأ في التاريخ يجد أن قصة النبي محمد صلى الله عليه وسلم كانت منذ البداية معجزة في انتسابه لجده من أبيهم وشريف نسبه من أمه وأيضا قصة أبيه عبد الله الذي تم الفداء له من جده عبد المطلب القرشي وكل هذا نجد ولاية الله له في رضاعه فقد جعله في أكثر الصفات العظيمة بين يدي حليمة السعدية من بني سعد وإن رأينا تاريخ العرب مجملا فقد كانوا ذوي صفات حميدة من حيث الاخلاق رجالا أو إناثا ولم يكن لهم اتباع لاي ديانة آخرى غير دين إبراهيم خليل الله عليه السلام، ومن اسفارهم وتجارتهم دخلت عليهم الأهواء وغيرها من الوثنية ولكن عقلاء القوم منهم كانوا يتبعون الحكمة فلا تجد فيهم حكيما يبيح الخمر لنفسه فلا يجد لائق به أن يغيب عن وعيه، وهو سيد قومه وكانت الحرة من النساء لها قدرها، وكذلك العبيد من الاماء في زمن زاد ظلم الرومان والبيزنطين الكرة الأرضية وعسى الفرس المجوس في جبروتهم بين خلق الله حتى أن اليهود أنفسهم اتباع موسى عليه السلام شعروا كم زاد الظلم عليهم وكذلك النصارى واتباع ديانة عيسى عليه السلام فأصبحوا متأكدين من صحة بشرى النبوة، ولكنها كانت مفاجأة للجميع من قوم يحبون الحرب ويعشقون الدماء فيوم لا يجدون من يحاربونه يحاربون أبناء عمومتهم كما جاء في أشعارهم .
يأتي نبي خاتم يحمل حلول للعالم كله ويجعل السلام رسالته نعم للاسف لم يعرفوا قدره فحاربوه كما كانت سنة الانبياء في قومهم وأخرجوه وآذوهم وهم المقربين وآذوا أتباعه من الضعفاء والمساكين وعرف الملوك قدره ولكن الكبر منعهم من الإيمان به واتباع دينه إلا من هداه الله فكان النجاشي الملك الوحيد الذي آمن به واتبع الاسلام لهداية من الله ولحكمة أرادها للبشرية أن الملك الذي لا يظلم عنده أحد يؤمن لمحمد صلى الله عليه وسلم بن عبد الله ويدخل دينه ويموت عليه ولاجله تشرع صلاة الغائب على الميت .
الحكمة هداية من الله لعبده فتجدها تهديه لخيري الدنيا والآخرة وإن نظرنا إلى هذا الزمان فنجد من يحكم في هذا الزمان أبعد مايكونون عن الحكمة وهمهم إثارة الحروب والفتن بين الناس ونشر الظلم حتى بدأت الزالزال والفيضانات والأعاصير والحرائق وغيرها من الكوارث ولا نجد بينهم من رجل رشيد فالأحمق يحظر عباءة واسعة يضطهد فيها شعبه والآخر ينشر فاحشة قوم لوط ويرفع علمها راية لجنده يدافع عنها ويريدون استقرار اقتصادي ورفاه لهم ولشعوبهم، وهم يفتقدون لأدنى أسباب الحكمة حتى بسيط العقل لا يفهم لهم حاجة في ذلك طالما الأمور كانت في السر، فلماذا الجهر ؟ولماذا هذا التعنت في الظلم والفجور فيه؟ لا نستطيع فهم هذا إلا بغياب الحكمة من بين البشر والمحزن في الأمر أن الضعفاء يزداد عليهم الأمر في الشدة والاضطهاد في كل مكان فنرى الإنسان في أحضان المخدرات في كل مكان يجعلونها قانونيةتنهش عقله وقدراته وكأنه أداة لها عبد لشهوته وتزداد الجرائم في كل مكان فزنى المحارم هنا وهناك وجرائم تندى لها القلوب وتدمع لها العيون دما لا دمعا ولماذا كل هذا ياترى ؟فقط لأن الحكمة غابت عن العيون ولم تسمع بها القلوب فصرنا نرى الإنسان يتمنى أن يكون كلبا ليرتاح من مشاكل الحياة ومنغصاتها وجوعه وعطشه والعمل فيها بلا بركة و الذي لامبرر له سوى أن البهيمية انتشرت فلم يعد هناك حدود والمخزي أن نسمع حكومات دول تتناقش في أمور بديهية كحماية الجنس مع الجثث لبني الإنسان أي زمن هذا وصلت به البشرية من الإنحلال وانعدام الإنسانية وكل منهم يخرج تقرير أنه الأسعد في العالم أي سعادة هذه أيها القوم.
إن قارنا العصور القديمة نجد السلام والأمان في كل العقود وكل الاماكن التي سادت فيها شىيعة محمد صلى الله عليه وسلم في شخصه أو ساد دينه من بعده في خلافة صحابته أو غيرهم ممن تولوا الحكم في أزمنة مختلفة إن تكلمنا عن عهد النبي صلى الله عليه وسلم فنجد اليهود أخذوا اعتراف لهم منه بحمايتهم وأقروا أن محمدا كان افضل من تعامل معهم إلى يوم أن خانوا العهد وتم إجلاؤهم من المدينة المنورة والنصارى في بقاع العالم يدينون إلى عمرو بن العاص خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مصر أن أعاد لهم احترامهم ولمن هرب من رهبانهم من جبروت الظلم فأعاد له كرسيه وعرشه وحماه من ظلم بني جلدته وأما الأمويين فقد ازدهرت الدنيا في زمانهم بالرخاء والعلم والعمل وأثارهم باقية إلى اليوم وكذلك العباسيين ومن بعدهم في الأندلس وكذلك في الدولة العثمانية وفي كل مكان حل فيه دين محمد صلى الله عليه وسلم كما أمر عاش الناس سعادة ورخاء.
عكس ما نعيشه الآن من شقاء في كل مكان بسبب سيادة الشيطان وأتباعه .
يارسول الله صلى الله عليه وسلم بشرتنا بكل خير وقد رأينا البشرى وحذرتنا من الفتن وأنها كقطع الليل المظلم فهل نحذر. ياقوم اتقوا الله وكل إنسان عليه نفسه وأهله فلا يظلم ولا يغتر بأنه ظلم ولم يلقى العذاب فإن العذاب أتى على غيرنا لنحذر .
اللهم ارزقنا الحكمة والهداية فلا نضل ولا نشقى كما فعل أقوام عاد وثمود واجعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم البارين المهتدين الهادين .اعلموا عباد الله مامن أمن وسلام إلا باتباع دين الله الحق وطاعة رسوله فاتقوا الله في أنفسكم وفي أهليكم ولا تبطروا النعم فتزول ربنا اهدي ولاة أمرنا لما تحب وترضى واجعل لهم بطانة حسنة تعينهم واجعلنا ممن نعينهم على طاعتك ولا تجعلنا عبرة لمن يعتبر .
بقلم: ندا محمد مختار