تتميز إمارة الفجيرة الجميلة بإطلالتها الرائعة على المحيط الهندي، وجبالها الشاهقة تعانق السماء تكاد تلامس نجومها الزرقاء وسماءها الصافية، هذه الجبال التي تسير مع شواطئ أكرمها الله عز وجل بنعمة قل ماتراه في أي شواطئ، فرمالها البيضاء وصفاء مائها وعمقها البسيط يسمح للأطفال بارتيادها دون خوف أو وجل، وخيرات بحرها جعلت منها وجهة لمن يطلب أنواعا نادرة من الأسماك والحيوانات البحرية الأخرى، تطالعك وأنت تسير وعلى يمينك أمواج البحر وعلى يسارك الجبال السود والحمر والبيض، مناظر طبيعية لم يسمح ليد الإنسان أن تعبث بها، ومع التقدم الحضاري المتسارع في دولة الإمارات، كان للفجيرة ذلك النصيب من ذاك التقدم، فتطورت مرافقها واتسعت شوارعها واستحقت الفجيرة لقب لؤلؤة الساحل الشرقي بجدارة، وقد طال التطور أفضل مرافقها وأرقاها على الإطلاق مطارها القريب من وسط المدينة يجاور إلى اليمين مدينة كلباء.
تعد المطارات في أي بلد الرئة التي تتنفس منها التجارة ، ومظهر من مظاهر الحضارة، فإنك تعرف المدينة أو البلد من مطارها، تساعدك في لمّ الشمل بين الأهل والأحبة والأقارب، بل تعد المطارات ملتقى الثقافات، والاهتمام بها يمثل نهضة ثقافية وحضارية وعلمية تنصهر على أرضها عادات وتقاليد وفنون الأمم قاطبة، تختصر المسافات بي الشعوب ، تستطيع إيصال ماتريد إيصاله، حقا المطارات كتاب لا يقرؤه إلا أصحاب العلم والمعرفة والإدراك، أصحاب النظرة الثاقبة، ولنا في شيوخنا – أطال الله في أعمارهم ورحم الله من سبقهم – المثل الأعلى في ذلك.
مطارنا الغالي في الفجيرة يقع على طرف المدينة بين الفجيرة وكلباء ، يطالعك نسر كبير يتوسط الدوار، تصله بسهولة من كل الإتجاهات، وبرجه العالي يجثو على تلة مطلة على المدينة بأكملها كأنه يقول لهم إني أراكم وها قد جلبت حضارة العالم ووضعتها بين أيديكم، اختصرت لكم المسافات وجمعتكم مع الأحبة والأصحاب وفرت لكم كل عناصر التكنولوجيا لتسهيل أموركم، يسرت تجارتكم الداخلية يكون القلب النابض في المدينة ، والمنارة التي تهتدي بالأمم نحو أرض تستحق أن تزار، وشعب تميز بحسن الضيافة والكرم، وقد تم تزويد المطار بكل المستلزمات التي تؤهله ليكون في صدارة المطارات الأخرى في الدولة بحيث يكون قادرا على استقبال السياح من أنحاء المعمورة وتسهيل خدمات تشجعهم على تكرار الزيارة ولديه الكفاءة على تامين عودتهم سالمين إلى ديارهم، كما أصبح المطار الرابطة الوثقى بين الفجيرة ومحيطها الخارجي .
مبارك لحاكم الفجيرة صاحب السمو حمد بن محمد الشرقي وولي عهده الأمين صاحب السمو محمد بن حمد الشرقي، وعلى أبناء الفجيرة الطيبين وكل من يقيم على أرضها بهذا المعلم والإنجاز الكبير في تفعبل المطار وجعل الفجيرة ملتقى الحضارات ومأوى الأحبة والأصدقاء من كافة الاطياف، أهلا بكم في مطار الفجيرة الدولي.
بقلم: د. آمنة الظنحاني