هل أصبح الذكاء الإصطناعي يمثل خطرا واضحا يهدد بإنقراض البشرية؟
ثورة مرعبة مثيرة للجدل نعيشها اليوم بالرغم من دورها في تحسين حياة البشر إلا أن مساوائها بدأت تتكشف بما تحمله من تناقضات كسلاح ذو حدين …!
بداية من عمليات الإحتيال والصور المفبركة وإستنساخ الأصوات ومخططات لإنتحال هوية البشر عبر الهاتف ،ومساومة الأهالي علي مبالغ مالية لإسترجاع أبنائهم ، إنتقالا إلي التشجيع علي الإنتحار من خلال
– AI Chat-والتأثير علي سلوكيات والأنماط الحياتية للبشر بالترويج لعادات إدمانية غير صحية ،
تم الإعلان عن مخاطر الذكاء الإصطناعي
بعد أصدار مجموعة من العلماء وخبراء التكنولوجيا، الأسبوع الفائت بيانًا جديدًا بشأن ما وصفوها بالأخطار التي قد يمثلها الذكاء الإصطناعي..؛
قال البيان الذي نشر أن “التخفيف من خطر انقراض البشرية من جراء الذكاء الإصطناعي يجب أن يكون أولوية عالمية مع المخاطر الأخرى مثل الجائحات والحرب النووية”.
ومن أبرز الموقعين على البيان، سام التمان، الرئيس التنفيذي لشركة “Open AI”، المسؤولة عن برنامج “Chat GPT”، وجيفري هينتون، عالم الكمبيوتر المعروف بلقب الأب الروحي للذكاء الاصطناعي، وكيفن سكوت الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في شركة مايكروسوفت، وغيرهم ؛
كما حض الرئيس الأميركي “جو بايدن” الكونغرس على إقرار قوانين تضع قيودا
أكثر صرامة على قطاع التكنولوجيا.
والمرعب هو توقيع أكثر من ألف باحث وخبير في التكنولوجيا بجامعة إكسفورد ، وعلي رأسهم مالك تويتر وتسلا” إيلون ماسك”، رجل الإختراعات والتحولات المثيرة للجدل وثاني أغني رجل في العالم خطابا في مطلع العام الجاري، دعوا فيه إلى وقف تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي لمدة 6 أشهر لما قد تمثله من مخاطر كبيرة على المجتمع والبشرية بأكملها بحلول عام 2025 بعد إصداره لشريحة يمكن زرعها في الدماغ والتحكم في عقول البشر مع تدرج مستوي الخطورة بإختلاف أنواع الذكاء الإصطناعي وهذا التناقض هو ما يدعو لإثارة الجدل العالمي. !فهل إنقلب السحر علي الساحر ، أم يتم التمهيد بهذا الجدل والتهديد لكارثة عالمية محققة ؟
حلقة مرعبة قد تتجاوز ذكاء البشر وتخرج عن السيطرة مع كل إصدار لجيل جديد من برامج المحادثات بإختراق واضح للهوية الإنسانية دون وضع ضوابط او حواجز لحماية المستخدم ؛
الجميع يلقي عبء المسؤلية علي عاتق الآخر بداية من الإدارة الامريكية والشركات المنتجة إلي رواد هذا القطاع ،تقع حالة من الإنقسام وإثارة للجدل بين مؤيد ومعارض كونه يمثل خطرا هائلا علي إنقراض البشرية وإختراق الخصوصية في كافة المجالات العملية والحياتية ، وما له من أثار وخيمة ستظهر واضحة علي الحالة الإجتماعية والإقتصادية، فمن المتوقع الإستغناء عن نسبة كبيرة من الأيدي العاملة والمهن مما يؤدي إلي زيادة نسبة البطالة وتدهور الحالة الإقتصادية للكثير من الفئات وتزايد نسبة البشر الذين يعيشون تحت خط الفقر ، وما للذكاء الإصطناعي الخارق الذي يسعي لمحاكاة الإنسان كنموذج لنظرية العقل البشري والقيام بمهامه والتعبير عن مشاعر الآخرين والتفاعل معها ..
ما يحدث وتتدرج مخاطره هو ثورة أكبر من إستيعاب العقل البشري لا يمكن توقع نتائجها بالرغم من قدرته علي الإنجاز في حياتنا إلا أنه سلاح ذو حدين يشكل خطورة علي مستقبل البشر وإستقرارهم ..!
الجدير بالذكر هو أننا كلما إبتعدنا عن الطبيعة والفطرة البشرية زادت معانتنا ،وزاد شقاء الإنسان فالخبث منا وإلينا ..؛
لهذا السبب نجد الكثير ممن يترك كل هذا التطور الحضاري ويعود للعيش في الطبيعة الأم والجبال ليتعافي ويتنفس هواء نقيا حماية لنفسه من مخاطر إندثار هذا الكوكب المرعب.
غطرسة الإنسان جعلته هو ألد أعداء نفسه وعبدا لأناه وأفكاره ومعتقداته المتجسدة في الدمار علي الأرض وإن تعلم كيف يحب نفسه وكيف يعلو نوره علي ظلامه لن يقدر علي أذي الآخرين …!
وهل من حلول وقوانين رادعة لهذا الخطر؟
بقلم: د. رشا أبو العز