أكدت دولة الإمارات في اجتماع مجلس الأمن بشأن كولومبيا، أمس، أهمية التنفيذ الكامل لاتفاق السلام واتخاذ إجراءات لوقف العنف.
معتبرةً أن كلاً منهما يعزز الآخر، وضروري لتحقيق السلام والأمن الدائمين في كولومبيا. فيما شددت دولة الإمارات على الحاجة إلى: استمرار منح الأولوية للمبادرات المجتمعية لإعادة الإدماج، والمشاركة الكاملة والمتساوية والهادفة للمرأة، وإشراك الشباب في جهود عمليات بناء السلام وحل النزاعات.
وجاء في بيان وفد الدولة بمجلس الأمن، نشرته بعثة الإمارات لدى الأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني بشأن الحالة في كولومبيا، الذي ألقته أميرة الحفيتي، نائب المندوب الدائم، تقدير دولة الإمارات لجهود الحكومة الكولومبية المستمرة في تنفيذ الاتفاق النهائي، الذي يشمل الإصلاح الريفي.
والفصل المتعلق بالشؤون الإثنية، إلى جانب وضعَها نهج مبتكرة وشاملة تَضمن الأَخذ بآراء مختلف الجهات الفاعِلة في كولومبيا. فيما رحبت الإمارات بمواصلة إحراز تقدم في إعداد خطة التنمية الوطنية، خاصة من حيث التركيز على العمل المناخي ومعالجة التفاوتات الاجتماعية.
تطورات مشجعة
وأعربت الحفيتي عن قلق الدولة إزاء استمرار أعمال العنف والتهديدات ضد المدنيين، بما فيهم المقاتلون السابقون وقادة المجتمع المحلي، الأمر الذي يؤكد أهمية تنفيذ الضمانات الأمنية للاتفاق النهائي، باعتبارها أحد السبل الرئيسة لتوفير الحماية اللازمة للكولومبيين.
وقالت الحفيتي «ندرك جميعنا، أن ضمان التنفيذ الكامل للاتفاق النهائي، إلى جانب اتخاذ إجراءات لوقف العنف في كولومبيا، هما هدفان ضروريان لتحقيق السلام والأمن الدائمين في كولومبيا، لذلك من المهم أن يعزز كل من الهدفين الآخر، بما يحقق السلام المنشود».
وأضافت «نرى أن التقدم المحرز في الحوار ومختلف عمليات السلام من التطورات المشجعة، إلا أننا نكرر ضرورة وقف جميع الأعمال العدائية لإنجاح هذه الجهود. ونتطلع إلى انعقاد الجولة القادمة من محادثات السلام في كوبا، التي من شأنها المساهمة في ترسيخ السلام في كولومبيا. كما نرى بأن توصيات الأمين العام بشأن أي دور محتمل لبعثة الأمم المتحدة للتحقق في كولومبيا ستكون مفيدة في دعم هذه الجهود».
مبادرات محلية
وأكدت الحفيتي أن ترسيخ المصالحة بين المجتمعات في كولومبيا، يقتضي مواصلة التركيز على المبادرات المحلية لإعادة الإدماج، وعلى المبادرات التي تقودها المجتمعات المحلية، والعمل على توسيع نطاقها، مع ضمان الأخذ بآراء المتضررين مباشرة من العنف في كولومبيا، ووضعها في صميم هذه الجهود لتعزيزها.
وشددت على ضمان المشاركة الكاملة والهادفة والمتساوية للمرأة، وإشراك الشباب في مثل هذه المبادرات، نظراً لدورهم الجوهري في عمليات بناء السلام وحل النزاعات وإعادة الإدماج، مفيدةً بأن زيادة مشاركة المقاتلات السابقات في المشروعات الإنتاجية بنسبة تصل إلى 15 % خلال عام، وفقاً لتقرير الأمين العام، هي خطوة في الاتجاه الصحيح.
دعم تام
ونوّهت الحفيتي إلى أن التقدم المحرز في مختلف مكونات النظام الشامل للحقيقة والعدالة والتعويض وعدم التكرار، يواصل إرساء الأسس اللازمة لتحقيق المصالحة الشاملة والمساءلة الفعالة، بما في ذلك في القضايا التي ينظر فيها الجهاز القضائي الخاص من أجل السلام. واختتمت الحفيتي الكلمة بتأكيد دعم دولة الإمارات التام لحكومة وشعب كولومبيا في جهودهم لتحقيق السلام المستدام، وكذلك لبعثة التحقق التابعة للأمم المتحدة على الدور الهام الذي تضطلع به لتحويل هذه الغاية إلى واقع.