الرجل قوام علي المرأة ليس معناها افضل منها بل معناها ان للرجل مهمة ودورا في الحياة، وكذلك للمرأة مهمة ودورا واضحا وخلاقا ، وجعل الله الدورين متكاملين متناسقين، حتى تتم مهمة إعمار الأرض واستمرار الحياة، والفضل بينهما متعلق بقيام كل منهما بواجباته تجاه ربه وشريكه والمجتمع، فالأصل في الحياة الزوجية أن تكون حياة اطمئنان، وعشرة الزوجين عشرة صحبة، وقوامة الزوج على زوجته قوامة رعاية، لا قوامة استبداد وتسلط، وقد فرض عليها الإسلام الطاعة الواعية وفرض عليه النفقة وحسن الرعاية بالمعروف،
رجوعا لكتاب الله: (وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ)
الأنثى خلقت ليقوم عليها ذكر (رجل) وتخلي الأب أو الأخ أو الإبن والزوج عن دوره في خدمتها ما إلا ضعف لذكورته وهو ما يجعل المرأة تجد نفسها وحيدة، ومشاعر الحاجة للأمان والدعم التي افتقدتها الأنثي بعد غياب دور الرجال في حياتها هو بذرة كل امراضها النفسية حين تختار أن تتخلي عن انوثتها لتحمل جينات النساء والرجال معا إن لم تتخلي عن كونها أنثي من الأساس بعد ان كرمها الله ورسوله و أشار في كتابه العزيز بقوامة الرجل عليها: “الرجال قوامون علي النساء “.. فلم يكن مصادفة أن يوضح الله سبحانه وتعالي قوامة الرجل علي المرأة بإحتوائه لها ولهشاشتها النفسية ، وتحمل المرأة أحمال الحياة علي كاهلها بعد أن تخلي الرجال عن دورهم واصبحو ذكورا في بطاقات الهوية ،لذلك لن تجد خلف تعاسة أنثي أو إمرأة تخلت عن كينونتها الفطرية كأنثي إلا سلسة من الرجال الضعفاء أو النرجسيين واشباه الرجال عاشت أو كبرت محاطة بهم، فتأثرت بكل خلل يملؤهم ومن ثم تخلت عن انوثتها مقابل الأمان الذي فقدته عي مر حياتها ،ما يجعلك انثي هو الرحم بيت الأنوثة والخلق وإضطراب طاقتك الأنثوية جراء ما حدث لكي من خلل هو ما يدمر هرموناتك الانثوية وبالتالي يجعل هناك خلل في علاقاتك مع الرجال.
من حقك الشرعي والنفسي كأنثي أن تعاملي برفق وحب وأن تجدي الأمان والدعم والتمكين والتقدير، انتي لم تخلقي للقيام بجميع الأدوار في الحياة ..انتي خلقتي للنور والحب ..
وللأسف لو نظرنا للخلف نجد أن من تربي الرجل هي انثي ….!!
الفطرة الربانية تقول بأن الرجل قائم علي رعاية الأنثي بما فضله الله عليها …فضله هنا تكليف وليست تشريف بأنه افضل منها ولكن كونه ميزه الله بصفات ذكورية تجعله مطالب بتوفير إحتياجتها التي أساسها الأمان النفسي والراحة بإشتغاله علي ذكاءه العاطفي.
“Emotional intelligence” وإشعارها بأنوثتها وليس فقط تكبير ونفخ العضلات ..
هي إحتياجات جوهرية لا غني عنها في نجاح العلاقة ،والأنثى دورها أساسي ومطالبة بإحتوائه ومشاركته والعمل علي توفير الرعاية والدفء والحميمية الكافية وإسعاده وإحترامه كما يحترمها وكذلك المشاركة في الحياة العملية ما إذا كانو في حاجة لذلك وبرضائها وليست مجبرة علي العمل إلا بقناعة منها، وخلق أجواء للتواصل الجيد الفعال مهمة الطرفين بشكل نسبي، أما عن تربية الأبناء فهي ليست قاصرة علي أحدهم وإن يكن العبء الأكبر في المتابعة علي الأنثي إلا ان الرجل دوره جذري وهام في المشاركة وهناك بعض الأمور نسبية تختلف من أشخاص لغيرهم ،وأي سموم وأفكار تدس لكم ممنهجة عن طريق ما يقال عليه إعلام ما هي إلا عبث بأرواحكم وعقولكم لتحطيم الثقة بين الأزواج…،ولها اهداف خفية ومصالح شخصية ،وأهمها تدمير الهوية الإنسانية ومنظومة البيت و الأسرة والعلاقات في المجتمعات وخاصة المجتمع العربي بخلق صراع علي السيطرة في قيادة البيت ما أنزل الله به من سلطان لأن رحلة الحياة مشاركة وإكتمال بناء علي ميزات وصفات مختلفة لكل طرف من الطرفين.
ونلاحظ ذلك واضح وجلي في نشر المثلية حول العالم بدء بعقول الأطفال.. حالة الرعب الحاصلة بين الطرفين هي ان المرأة اصبح قلبها مغلق واصبحت تختار الأسهل والعريس الجاهز علي شكل ماكينة الصراف الألي، والرجل الذي اصبح لديه هوس الخوف من الإرتباط لإن تكوينه وقناعاته عن العلاقة الزوجية او الإرتباط من البداية صفر و ليس له مرجعية واضحة إلا ما رحم ربي، و سببها أن الرجل الغير قادر علي القيام بدوره لديه مشكلة في هويته وتكوينه النفسي ويحتاج لإعادة توجيه نفسي وسلوكي لتصحيح معتقداته وتشوهاته المعرفية عن العلاقة لتأهيله نفسيا بشكل افضل يتناسب مع حياة زوجية متكافئة والأنثي المسترجلة وقالبة للأدوار لإن المجتمع يهددها بالعنوسة أو الطلاق وغير قادرة أن تعبر عن نفسها او مشاعرها “فالمرأة والبنت اصبح لديها صعوبة في التعبير عن حاجتها لرجل في حياتها “وموافقة علي قهرها تحت مسمي ( Strong Independent Woman) أو ربما هذا هو المتاح في الأسواق !
هي انثي مكبوتة فاقدة للهوية وتحتاج لإعادة توازنها بشكل طبيعي وإن لم يكن ستستمر الحلقة السامة في التزايد مع مرور الأجيال إلي ان نصل لنقطة اللاعودة ..
يحتاج مجتمعنا للتوازن وأن نعي أن اي علاقة تبدأ بقلب الأدوار (الذكورة والأنوثة) فيها الانثي تقوم بدور الذكر والذكر يقوم بدور الأنثي ولا يوجد بها توازن في حقوق الأخذ والعطاء من الطرفين حتما سيختل الميزان وتنتهي بفشل للطرفين ولكيان الأسرة بأكمله..!
بقلم: د. رشا أبو العز