|  آخر تحديث مارس 12, 2023 , 23:31 م

مرتزقة “مجموعة فاغنر” الروسية


مرتزقة “مجموعة فاغنر” الروسية



مجموعة فاغنر ( بالروسية группа Вагнера ) أسفر تفكك الإتحاد السوفييتي عن تسريح عدد كبير من العسكريين والأمنيين الروس الذين أقاموا علاقات مع الشركات العسكرية والأمنية الخاصة الدولية حيث خدموا كحراس شخصيين وطيارين ومدربين. وفي ظل تدهور المؤسسات الأمنية الروسية وانتشار عصابات الجريمة المنظمة التي تبتز رجال الأعمال والمواطنين لدفع إتاوات. أخذت الشركات الأمنية الخاصة في روسيا في التزايد وصولاً إلى تقنين عملها من خلال الحماية الخاصة في عام 1992 . وبحلول عام 1998 أصبحت نسبة عناصر الأمن الخاصة إلى الشرطة في روسيا ثلاثة إلى واحد مما عكس وجود سوق محلية كبيرة للأمن الخاص . ولكن الأمر لم يتسع ليشمل تقنين الشركات العسكرية الخاصة.

لم يؤد تقليص حجم الجيش السوفييتي إلى تسريح العديد من أفراده فقط ، إنما شمل أيضا تسريح وحدات عسكرية وأمنية خاصة مثل شركة ( ألفا جروب ) . التي تشكلت من مجموعة قوات خاصة تابعة لجهاز أمن الدولة الروسي( FSB) . كما برزت شركات ساهمت في تنظيم عمليات إرسال المتطوعين إلى الحروب مثل شركة ( Rubikon) التي أشرفت على تنظيم سفر المتطوعين إلى جانب الصرب أثناء الحرب الأهلية في يوغسلافيا السابقة في تسعينيات القرن العشرين. ثم توالى ظهور وتأسيس الشركات العسكرية الروسية وصولاً إلى بروز اسم شركة فاغنر لأول مرة في عام 2014 أثناء القتال في شرق أوكرانيا ثم ذاع صيتها مع مشاركة عناصرها في أعمال القتال والتدريب والحراسة في عدة دول مثل سوريا وليبيا وإفريقيا الوسطى والسودان.
– تأسيس شركة فاغنر:
أعقب سقوط وتفكك الإتحاد السوفييتي تسريح عدد كبير من العسكريين والأمنيين الذين اتجهوا إلى تأسيس شركات أمنية وعسكرية، حيث توجد حوالي 20000 شركة حماية خاصة في روسيا، وقرابة 4000 شركة أمنية خاصة، وما بين 10 إلى 20 شركة عسكرية خاصة . تعود جذور شركة فاغنر إلى شركة أوريل( Orel ) لمكافحة الإرهاب التي تأسست رسميا في مدينة أوريل في عام 2003 بإعتبارها ” مركزا للتعليم والتدريب غير الحكومي ” وهي شركة أسسها أفراد متقاعدين من القوات الخاصة، ووقعت تلك الشركة عقوداً مع شركات مدنية روسية مختلفة لحماية عملياتها التجارية في العراق. وانبثقت عن شركة أوريل( Orel ) عدة شركات من أبرزها شركة تدعى ( مجموعة موران للأمن ) مسجلة رسمياً في عام 2011 ، وتقول في موقعها الإلكتروني أنها تقدم خدمات الحماية في المجال البحري بما في ذلك الحراسة المسلحة للسفن، ولديها أنشطة في أفريقيا الوسطى وكينيا ونيجيريا وعدد من السفن البحرية الخاصة بها المسجلة في جزر الكوك .
في أكتوبر من عام 2013 طلبت الحكومة السورية من ( مجموعة موران للأمن ) المساعدة في استعادة السيطرة على البنية التحتية للنفط والغاز التي استولى عليها تنظيم الدولة الإسلامية.
وذلك قبل عامين من دخول روسيا بشكل رسمي في الصراع السوري ، وللقيام بتلك المهمة أسست( مجموعة موران للأمن ) شركة فرعية في هونج كونج تُسمى الفيالق السلافية( Corpus-slavonic ) يمتلكها فاديم جوسيف نائب مدير مجموعة موران .
أرسلت شركة الفيالق السلافية 267 مقاتلاً إلى سوريا، لكنهم لم ينجحوا في مهمتهم، وعند عودتهم إلى روسيا أعتقل مالك الشركة جوسيف وأحد مساعديه، وأُدينا بتهمة إدارة مجموعات مرتزقة بموجب المادة 359 من القانون الجنائي الروسي، وحُكم عليهما بالسجن ثلاث سنوات، ويبدو أنهما ضحية صراعات الأجهزة الأمنية الروسية. في تلك الأجواء ظهر اسم ضابط الاستخبارات العسكرية( ديمتري أوتكين ) المولود في عام 1970 ، شارك أوتكين في حربي الشيشان الأولى والثانية، ثم انتقل في عام 2000 إلى بلدة ” بيتشوري ” بالقرب من الحدود الإستونية، حيث خدم كقائد لفرقة العمليات الخاصة( سبستيناز ) في اللواء الثاني التابع للمخابرات العسكرية الروسية . غادر أوتكين الخدمة عام 2013 وعمل ضمن( مجموعة موران للأمن ) وشارك في بعثة شركة الفيالق السلافية إلى سوريا لكن لم يُقبض عليه عقب عودته إلى روسيا. أسس أوتكين شركة فاغنر في عام 2014 على اسم الموسيقار الألماني ريتشارد فاغنر ( 1813-1883) الذي يعشق موسيقاه، وقد ظهر أوتكين في بث فيديو لحفل استقبال أقيم في الكرملين في 9 ديسمبر 2016 ، وبعد أن أنكر الكرملين في البداية أي معرفة بوجود أوتكين، أقر السكرتير الصحفي لبوتين ديمتري بيسكوف في النهاية أن أوتكين حضر حفل تكريم للعسكريين السابقين في الكرملين.
ظهرت فاغنر لأول مرة بالمشهد في شرق أوكرانيا في مارس 2014 في وقت كان فيه الكرملين بحاجة إلى خوض الحرب هناك بشكل سري لتخفيف الضغوط الدولية ضده ، نشطت فاغنر في جزيرة القرم و دونباس ولوهانسك، وخاضت معارك ضارية ضد القوات الأوكرانية، ورصد جهاز الاستخبارات الأوكرانية( SBU) في فبراير 2015 مكالمات هاتفية بين أوتكين و أوليج إيفانيكوف أحد كبار ضباط الاستخبارات العسكرية الروسية بخصوص التقدم المحرز في الأنشطة العسكرية في شرق أوكرانيا. مع تراجع القتال في أوكرانيا، نُقل عناصر فاغنر في عام 2015 إلى قاعدة تدريب سرية في مولينكو بمنطقة كراسنودار بجوار منشأة قاعدة تدريب تابعة للقوات الخاصة العاملة ضمن اللواء العاشر في الاستخبارات العسكرية( GRU ) في جنوب روسيا، وظل أوتكين يقود فاغنر عسكريا في حين بدأ دورها يتوسع بمرور الوقت في سوريا حيث استفاد عناصرها من القواعد العسكرية الروسية والشبكات اللوجيستية الموجودة هناك .
في تلك الآونة برز دور رجل الأعمال يفغيني بريغوزين كممول ورئيس لفاغنر في حين لم يتعد دور أوتكين جانب القيادة الفنية والميدانية، ومن الملفت للنظر أنه لا توجد أي خلفية عسكرية أو أمنية ل بريغوزين والمعلومات المتوافرة عنه تذكر أنه بعد قضائه فترة في السجن بتهمة السرقة والاحتيال في أواخر الحقبة السوفييتية. أصبح صاحب مطعم يدير مطاعم راقية في مدينة سانت بطرسبرج التي عمل فيها بوتين .
وبحلول منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بعد استضافته لبوتين في مطاعمه، بدأ بريغوزين يشق طريقه إلى دائرة الرئيس ، ليتمكن في نهاية المطاف من أن يصبح متعهداً لتوريد الطعام إلى الكرملين ويشتهر بلقب ” طباخ بوتين ” . ثم توسع نشاطه ليشمل توريد الطعام إلى الجيش والشرطة والمدارس والمرضى في المستشفيات مقابل مدفوعات ضخمة تقدر بما لا يقل عن 3 مليارات دولار. تمويل بريغوزين لفاغنر وفر عدة مزايا للكرملين حيث أصبحت تحت يده مرتزقة دون الحاجة إلى دفع تكاليف عملها . ففي سوريا تكفل نظام بشار الأسد بدفع تكاليف الخدمات العسكرية التي تقدمها شركة فاغنر عبر منحها ربع أرباح حقول النفط والغاز التي تحرسها الشركة أو تستعيدها من خصوم النظام.
تعمل فاغنر تحت مظلة الدولة الروسية وبالتحديد تحت إشراف جهاز الاستخبارات العسكرية، لكن لديها حيز خاص مستقل تعمل في إطاره.
– من أين يأتي عناصر فاغنر؟ :
أجواء السرية المحيطة بفاغنر تجعل من الصعب تحديد هوية أعضائها وعددهم الإجمالي وقدراتهم بشكل دقيق فمعظم المتوافر عنهم يعود إلى تحقيقات استقصائية لصحافيين روس . وتشير تلك التحقيقات إلى أن عدد عناصر فاغنر يتراوح بين 3600 إلى 5000 مقاتل جلهم من المواطنين الروس ( معظمهم من أصل روسي وقوازق. وقلة من أوكرانيا وأرمينيا ومولدوفيا وجورجيا و روسيا البيضاء ) . وتتراوح أعمار المقاتلين من أوائل العشرينات إلى منتصف الخمسينيات. وينخرط أغلب عناصر فاغنر في العمل بدافع جني الأموال، حيث يحصلون على أجور أعلى مما يدفعه الجيش الروسي. ففي حين بلغ متوسط أجر عناصر فاغنر شهريا في عام 2017 قرابة 240 ألف روبل، بلغ متوسط الأجر في روسيا 39 ألف روبل، ورغم أنه تُحرك بعض عناصر فاغنر دوافع قومية فلا توجد عقيدة أيديولوجية واضحة تحرك عناصر الشركة ككل .

– أنشطة فاغنر:

– سوريا:
شارك عناصر فاغنر في تدريب الجيش السوري النظامي كما شاركوا في أعمال قتالية ضد الفصائل المناهضة لنظام بشار الأسد. وبرز دورهم في استعادة سيطرة نظام بشار الأسد على مدينة تدمر من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية في فبراير و مارس 2016 . وهي المعركة التي فقدت فيها فاغنر 32 مقاتلاً من بين 2500 عنصراً شاركوا في القتال. كما شارك عناصر فاغنر في استعادة مدينة تدمر للمرة الثانية في عام 2017 . وقد زودوا خلال القتال بأسلحة ثقيلة مثل دبابات القتال T-72 وقاذفات صواريخ غراد المتعددة ومدافع الهاوتزر عيار 122 مم . وتشكلت قوات فاغنر خلال تلك المعارك من أربع سرايا استطلاع، و سرية دبابات، ومجموعة مدفعية مشتركة ووحدات استخبارات وأعمال لوجيستية.

 

 

 

– السودان:
بدأ ظهور فاغنر في السودان عقب زيارة الرئيس السوداني السابق عمر البشير إلى موسكو في شهر نوفمبر من عام 2017 ، ففي تلك الزيارة الشهيرة طلب البشير علناً من بوتين المساعدة ضد التدخلات الأمريكية في الشؤون السودانية . وعقب الزيارة بأقل من شهر نقلت روسيا أول سرية من شركة فاغنر بقيادة الرائد المتقاعد بالقوات الخاصة( ألكسندر كزنيتسو ) إلى السودان، وجرى إنشاء معسكر لهم في مدينة أم درمان أشرف خلال عناصر فاغنر على تدريب عناصر القوات الخاصة والاستخبارات السودانية، وفي يونيو 2018 بدأ تدريب قوات الدعم السريع في المعسكر المذكور على كيفية التصدي للمظاهرات.
– ليبيا:
بدأ الحديث عن تواجد لفاغنر في ليبيا خلال عام 2018 ، وهو العام الذي شهد حضور بريغوزين اجتماعاً في موسكو بين قيادة الجيش الروسي وحفتر. ثم أخذ ظهورهم يتزايد مع هجوم حفتر على طرابلس في إبريل 2019 ، حيث شاركوا في القتال فضلاً عن قيامهم بأعمال الحراسة لحقول النفط الواقعة ضمن مناطق سيطرة حفتر، ونص تقرير للأمم المتحدة في عام 2020 على( أن الدعم اللوجيستي العسكري الروسي المباشر المقدم إلى فاغنر زاد بشكل كبير حيث رُصدت نحو 338 رحلة جوية بواسطة طائرات عسكرية روسية أقلعت من سوريا إلى ليبيا بين 1 نوفمبر 2019 و 31 يوليو 2020 ) . وفي تقرير سري أممي صدر في مايو ، قال مراقبو العقوبات أن مجموعة فاغنر الروسية لديها ما يصل إلى 1200 مقاتلاً في ليبيا.
دول أفريقية أخرى:
تزايد اهتمام روسيا بمد نفوذها في القارة الأفريقية حيث صدرت 39% من الأسلحة المصدرة إلى القارة خلال الفترة من 2013 إلى 2017 . كما أبرمت موسكو 19 اتفاقية تعاون عسكري مع دول أفريقية خلال الفترة من 2014 إلى 2019 . فضلاً عن انعقاد أول قمة روسية أفريقية في سوتشي في أكتوبر 2019 بحضور 43 دولة من دول القارة البالغ عددها 54 دولة .
– مخالفة للدستور ولكن ! :
ولا يجيز الدستور الروسي إنشاء شركات عسكرية خاصة أو جيش مرتزقة، إذ ينص على أن مسؤولية الأمن والدفاع عن البلاد تقع على عاتق الدولة دون غيرها ، فيما يحظر القانون الروسي على المواطنين الروس العمل كمرتزقة. ورغم ذلك فإن القانون يسمح للشركات التي تديرها الحكومة بإنشاء وامتلاك قوات أمن مسلحة خاصة ، وهي ثغرات قانونية تمثل منطقة رمادية شبه قانونية تتيح لفاغنر بالعمل .
لكن روسيا الدولة الوحيدة في العالم التي تمتلك شركات عسكرية خاصة بل يمتد الأمر إلى دول مثل الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا والعراق وكولومبيا، إذ تمتلك هذه الدول شركات عسكرية خاصة تعمل داخلها وخارجها.
لكن اللافت في مجموعة فاغنر يتمثل في علاقتها الوثيقة مع الحكومة الروسية، فضلاً عن نطاق انتشارها الكبير. ففي الوقت الذي تنصب فيه مهمة العناصر التي تعمل في الشركات العسكرية الخاصة الأخرى على توفير الخدمات الأمنية ، انخرطت عناصر فاغنر في تنفيذ مهمام كبيرة في نزاعات وحروب أهلية ، فضلاً عن تضرر سمعتها بسبب تبني عناصرها أفكاراً يمينية متطرفة.
اتهمت الأمم المتحدة والحكومة الفرنسية مرتزقة فاغنر بإرتكاب عمليات اغتصاب وسطو ضد المدنيين في جمهورية أفريقيا الوسطى، وجراء ذلك فرض الإتحاد الأوروبي عقوبات عليهم . كما اتهم الجيش الأمريكي عام 2002 مرتزقة فاغنر بزرع ألغام أرضية وعبوات ناسفة أخرى في العاصمة الليبية طرابلس وفي محيطها. في الأسابيع التي سبقت الغزو الروسي لأوكرانيا، يُعتقد أن مرتزقة مجموعة فاغنر نفذوا هجمات متبعين استراتيجية ” العلم الزائف ” في شرق أوكرانيا لإعطاء روسيا ذريعة للهجوم .
– لماذا لم يُقنن نشاط فاغنر في روسيا؟ :
الشركات العسكرية الخاصة غير مقننة في روسيا بموجب المادة 359 من القانون الجنائي الروسي لعام 1996 والذي يعرف ب ” المرتزق ” على أنه شخص يعمل بغرض الحصول على مكافأة دون أن يكون من مواطني الدولة التي يشارك في نزاعها المسلح أو في الأعمال العدائية الجارية على أراضيها. ولا يقيم بشكل دائم ضمن إقليمها . وفي سبتمبر 2018 ، وقّع بوتين مرسوماً صنف جميع المعلومات المتعلقة بالمتعاونين من غير الموظفين من أجهزة الاستخبارات التابعة لروسيا على أنها سرية ، وهو ما ينطبق على مجموعة فاغنر المتعاونة مع جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية.
ختاماً …
في ظل تنامي أنشطة فاغنر في القارة الأفريقية فضلاً عن أوكرانيا و روسيا وما يمثله ذلك من زيادة للنفوذ الروسي سياسيا واقتصاديا وتجاريا وعسكريا، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية في 20 يونيو 2017 عقوبات ضد فاغنر ومؤسسها دميتري أوتكين. كما اتهمت وزارة العدل الأمريكية في 2018 بريغوزين بالتدخل في الحملة الرئاسية الأمريكية لعام 2016 عبر تمويله حملات تضليل على وسائل التواصل الاجتماعي تدفع بإتجاه انتخاب دونالد ترامب. تلك العقوبات تمثل ضغطا على فاغنر والدول التي تفكر في الاستعانة بها . وفي ظل فشل فاغنر في تغيير معادلات الصراع لصالح حلفائها في عدة ساحات مثل موزمبيق والسودان وأفريقيا الوسطى، وعدم تمكنها من التصدي للهجوم المضاد على قوات حفتر في طرابلس وترهونة وغريان الذي شنته حكومة الوفاق وحليفتها تركيا .
يمكن القول بأن فاغنر نظراً لحجمها ومحدودية قدراتها تقتصر أنشطتها على شن عمليات صغيرة النطاق ضد خصوم ضعفاء ، ولا ترقى لأن تدخل في نزاعات عسكرية على مستوى الدول ، وستبقى هي وأشباهها تلعب دور الذراع الذي تستخدمه الدولة الروسية لتحقيق أهدافها السياسية والإقتصادية والعسكرية مع سهولة التنصل رسمياً من أنشطتها.

 

 

بقلم: فاتن الحوسني
باحثة وكاتبة في الشؤون الدولية


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com