حققت دولة الإمارات إنجازات استثنائية على مسارها الهادف لتعزيز التنوع والتوازن بين الجنسين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ما مهد الطريق أمام المرأة الإماراتية للانضمام إلى هذه المجالات والتفوق فيها، وتخطي التحديات المرتبطة بالقوالب النمطية، وإنشاء نماذج يحتذى بها للأجيال القادمة.

وحافظت الإمارات على مكانتها الرائدة في ترسيخ قيمة التوازن بين الجنسين في الشرق الأوسط، عبر تعزيز دور المرأة في مجال التكنولوجيا، ما أدى إلى توفير كم هائل من الفرص والإمكانات التي تسهم في تمكين النساء من الازدهار عبر هذا القطاع. ويتجلى تفاني الدولة في النجاحات التي حققتها المرأة الإماراتية عبر مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وتكتسب الجهود الرامية لتعزيز التوازن بين الجنسين في تلك الميادين أهمية استثنائية للمرأة والمجتمع على حد سواء، نظراً لدورها في دعم مسار النمو والمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والمجتمعية، وتأكيد المكانة الريادية للمرأة على مستوى العالم.

المرأة الإماراتية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات: كسر القوالب النمطية

وفي هذا الصدد تقول إيمان العمراني، مسؤولة الاستشارات الرقمية للجهات الحكومية الإماراتية في أمازون ويب سيرفيسز: «أثبتت المرأة الإماراتية مهاراتها في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، محققة إنجازات واسعة في هذا المجال، ما يؤكد قدرتها على التفوق والنجاح بناء على إرادتها الصلبة وموهبتها الاستثنائية وعملها الجاد لتحقيق تطلعاتها. فعلى سبيل المثال، تم اختيار الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، لتكون أول استشارية من منطقة الشرق الأوسط في المجلس الاستشاري لمركز المفاوضات (CEMUNE)، والرئيس التنفيذي للمُسرعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي. وتعتبر معالي سارة بنت يوسف الأميري، مثالاً آخر على نجاح المرأة في هذه المجالات، حيث تشغل منصب وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة في حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة. كما تشغل العديد من النساء الإماراتيات مناصب قيادية عالية في قطاع التكنولوجيا على مستوى الدولة».

تستمر المرأة الإماراتية في مسيرتها الهادفة لكسر القوالب النمطية، وتحقيق الإنجازات والنجاحات المتتالية، وإلهام الأجيال القادمة من الفتيات للعمل في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وأكدت السيدات بفضل عزمهن وإنجازاتهن، على تفوق المرأة في قطاع التكنولوجيا، وقدرتها على إحداث تأثير إيجابي حقيقي في هذا المجال. تمثل الإناث 56 % من إجمالي خريجي برامج العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات و44.5 % من طلاب كليات الهندسة على مستوى الدولة، وبالتالي تسجل دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من أعلى النسب المئوية لخريجات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات على مستوى العالم.

ولم يقتصر تفوق المرأة الإماراتية على مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات فحسب، بل تعداه إلى قطاعي الفضاء والطاقة النووية. وتمثل النساء 45 % من العاملين في مجال الفضاء بدولة الإمارات العربية المتحدة وحوالي 20 % من العاملين في مجال الطاقة النووية. تعتبر هذه الأرقام بمثابة شهادة على جهود دولة الإمارات العربية المتحدة لدعم المرأة في هذه القطاعات، وتطوير قوة عاملة أكثر تنوعاً وشمولية. ويبدو مستقبل هذه القطاعات مشرقاً في الدولة، تزامناً مع تزايد النجاحات التي حققتها بنات الإمارات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والتوازن بين الجنسين.

مبادرات دعم المرأة 

تسهم الجهود التي تبذلها دولة الإمارات في توفير بيئة داعمة للمرأة في مجال التكنولوجيا، الأمر الذي يعتبر عنصراً أساسياً في مسيرتها الرامية لتعزيز التوازن بين الجنسين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وأطلقت الحكومة العديد من المبادرات ذات الصلة، لتشجيع الفتيات على تحصيل الشهادات الجامعية في هذه المجالات. وشهدت الدولة إطلاق مجموعة من السياسات الهادفة لتعزيز تمثيل المرأة في المناصب القيادية العليا بشركات التكنولوجيا. فعلى سبيل المثال، توفر مؤسسة دبي للمرأة، مجموعة من إمكانات الدعم وفرص التقدم للمرأة في مختلف المجالات، بما في ذلك التكنولوجيا، وذلك عبر إطلاق البرامج والمبادرات التي تشجع على التواصل وتنمية المهارات. ويبذل الاتحاد النسائي العام تحت قيادة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، جهوداً استثنائية لدعم المرأة منذ تأسيسه عام 1975.

وبالإضافة إلى هذه المبادرات، اتخذت حكومة الإمارات العربية المتحدة خطوات متسارعة لتعزيز التوازن بين الجنسين في مكان العمل، بما في ذلك فرض قانون المساواة في الأجور، واتخاذ مجموعة من التدابير والإجراءات لزيادة تمثيل المرأة في مجالس إدارة الشركات. وأثمرت هذه الجهود عن نتائج إيجابية، حيث ازدهرت المرأة الإماراتية في قطاع التكنولوجيا، وقادت مسيرة التحول نحو تطوير قوة عاملة أكثر تنوعاً وشمولية. في الواقع، احتلت دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة 18 عالمياً في مجال التوازن بين الجنسين، متقدمة بثمانية مراكز عن عام 2019، متصدرة دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما احتلت المرتبة الأولى على مستوى العالم العربي في تقرير الفجوة العالمية بين الجنسين لعام 2022، والصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.

استشراف المستقبل

وأضافت إيمان العمراني: «تحافظ دولة الإمارات العربية المتحدة على التزامها الراسخ بتحقيق التوازن بين الجنسين وتمكين المرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ما يعزز مكانتها كقوة دافعة للتقدم والابتكار على مستوى المنطقة والعالم. ومن الأهمية بمكان، أن تستفيد المرأة الإماراتية من الفرص المتاحة، والاستثمار في الإمكانات الهائلة، لتشكيل مسيرتها الريادية والعمل على تحقيق آمالها وتطلعاتها في عالم سريع التحول. ومن المؤكد أن يسهم هذا التوجه في إثراء تجاربها وتمكينها من التقدم على مسار النجاح، والمساهمة في تنمية مجتمعها على النحو الأوسع. دقت ساعة التحدي، وبات على المرأة الإماراتية تحمل مسؤولية النجاح والتقدم عبر مجالات الحياة محلياً ودولياً، والمساهمة في بناء هذا العالم وتحسينه. ومن المؤكد أن العمل الجاد والتفاني والتصميم على الوصول، سيمكن المرأة من تحقيق أحلامها على أوسع نطاق، واستشراف مستقبل أفضل للجميع».

تشرف إيمان العمراني في إطار مهامها الوظيفية كمسؤولة الاستشارات الرقمية للجهات الحكومية الإماراتية في أمازون ويب سيرفيسز AWS على التزامات التحول الرقمي للجهات الحكومية ومؤسسات الرعاية الصحية والمؤسسات التعليمية والقطاعات غير الربحية. وتقدم، بناء على خبرتها الواسعة في قيادة برامج التحول الرقمي، خدمات التوجيه للجهات الحكومية الرائدة، بهدف دعمها ومساندتها وتمكينها من استثمار التكنولوجيا بشكل فعال لتحديث وتحويل برامجها، وتحقيق أهدافها مع القدر المناسب من السرعة وتأثير الأعمال.