بارك سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء، وصول رائد الفضاء سلطان النيادي إلى محطة الفضاء الدولية رفقة طاقم مهمة «طموح زايد 2». وأكد سموه في تغريدة نشرها أمس في حسابه عبر «تويتر»، أن كل الإمارات والعرب يقفون مع سلطان النيادي مع بداية مهمته من داخل محطة الفضاء الدولية، حيث دون سموه: «مبروك الوصول سلطان، ونحمد الله على سلامتك، كل الإمارات والعرب يقفون معك مع بداية مهمتك من داخل محطة الفضاء الدولية، كنا نعد الثواني ونحن نتطلع لتسجيل إنجاز جديد يحمل طموح زايد».

وتفصيلاً نجحت المركبة الفضائية «سبيس إكس دراجون انديفور»، التي تحمل طاقم مهمة «طموح زايد 2» في الالتحام بمحطة الفضاء الدولية، أمس الجمعة، في تمام 10:45 صباحاً، وذلك بعد نحو 24 ساعة من الانطلاق الناجح للصاروخ «فالكون 9»، من المنصة رقم «39A» في مركز كينيدي للفضاء بفلوريدا. ‎ورحب طاقم محطة الفضاء الدولية، بفريق المهمة، والذين كانوا داخل المركبة بعد الالتحام، وذلك من خلال اتصال صوتي، فيما حظي سلطان النيادي بترحيب خاص باللغة العربية بعبارة «أهلاً وسهلاً»، وبعد نحو ساعتين من الانتظار لدخول المحطة الذي كان بتمام الساعة 12:48 بالتوقيت المحلي، تم استقبال النيادي ورفاقه رسمياً واحداً تلو الآخر، بعد أن استبدل «كرو 6» بدلات الفضاء ببدلات الإقامة داخل المحطة، والانتهاء من معادلة بيئتي الضغط بين المركبة والمحطة.

وقال النيادي في أول رسالة له لدى استقباله بمحطة الفضاء الدولية، إن الإمارات خطت خطوات كبيرة في سبيل استكشاف الفضاء واستشراف علومه، مقدماً شكره للقيادة الرشيدة التي منحته الثقة للقيام بهذه المهمة التاريخية.

وأكد أن وجوده ضمن طاقم المحطة الدولية أمر يسعده كثيراً، خصوصاً أن الهدف من المهمة هو القيام بأبحاث لخدمة وتطور البشرية، وتمنى التوفيق لطاقم المهمة خلال الفترة المقبلة من العمل والتجارب التي سيقومون بها. ‎ويضم فريق المهمة سلطان النيادي، اختصاصي المهمة، إلى جانب رائد الفضاء ستيفن بوين، قائد المهمة، من «ناسا»، ووارين هوبيرغ، قائد المركبة، «ناسا»، وأندري فيدياييف، اختصاصي مهمة روسكوزموس الروسية، حيث تم تحضير كل التجهيزات المسبقة، والخاصة باستقبالهم وبدء انضمامهم لفريق المحطة، ومن ثمّ بدء العمل لاحقاً على تنفيذ جدول المهام الموكلة للفريق.

كرو 5

ويتواجد حالياً طاقم «كرو5» على متن محطة الفضاء الدولية، حيث سيقومون بتدريب طاقم المهمة «كرو 6» على كيفية إدارة أقسام المحطة قبل مغادرتها بعد أيام قليلة، ويتكون الطاقم من رواد الفضاء الأمريكيين من وكالة ناسا وهم: فرنسيسكو روبيو، وجوش كاسادا ونيكول مان، بالإضافة إلى رائد الفضاء كويتشي واكاتا، من وكالة استكشاف الفضاء اليابانية «جاكسا»، ورواد فضاء من وكالة روسكوزموس، وهم: دميتري بيتلين، سيرجي بروكوبييف وآنا كيكينا.

‎رحلة ناجحة

‎وبدأت المركبة الفضائية رحلتها بعد الانفصال الناجح عن الصاروخ أول من أمس، لتبدأ مسارها نحو وجهتها بسرعة تقارب 17500 ميل في الساعة، وبمجرد الوصول إلى مدار الأرض، بدأ طاقم مراقبة المهمة في هوثورن بكاليفورنيا، سلسلة من المناورات الآلية التي وجهت المركبة «إنديفور»، حتى تكتمل عملية الالتحام، ومن ثم فتح باب «هارموني»، وهو وحدة التحام المركبات بالمحطة، حيث تم تصميم المركبة الفضائية للرسو بشكل مستقل وآلي.

ووجه سلطان النيادي بعد انطلاق الصاروخ فالكون 9، وفور دخوله مجال انعدام الجاذبية حول مدار الأرض، رسالة باللغة العربية من داخل المركبة الفضائية «سبيس إكس دراجون انديفور»، شكر في بدايتها والده ووالدته وعائلته والقيادة الرشيدة، التي وفرت كل الدعم لبرنامج الفضاء الإماراتي، بالإضافة إلى مركز محمد بن راشد للفضاء، ووكالات الفضاء العالمية والمؤسسات البحثية، التي دربته خلال الفترة الماضية والجهود الكبيرة التي تم توفيرها له ولطاقم المهمة.

إحداثيات الالتحام

‎وخصصت محطة الفضاء الدولية إحداثين للاقتراب منها وإعطاء الموافقة للدخول، ومن ثمّ بدء التحام المركبة «سبيس إكس دراجون انديفور»، حيث جاءت الإحداثية الأولى بمسافة 220 متراً، فيما تلتها الإحداثية الثانية المخصصة للالتحام، ووصلت مسافتها 20 متراً، وسبقت هذه المرحلة بدء محركات الدفع على متن المركبة الفضائية عمليات الاشتعال بهدف الاقتراب من المحطة الدولية.

وتابع فريق مركز محمد بن راشد للفضاء من خلال مركز التحكم بالمهمات الفضائية، تحضيرات التحام المركبة التي تحمل طاقم المهمة، حيث إن هناك دوراً رئيسياً يقوم به فريق المراقبة الأرضية في غرفة التحكم بمهمة «طموح زايد 2»، والذي تركز بمتابعة كل تفاصيل الرحلة نحو المحطة الفضائية الدولية، والتي استمرت نحو 24 ساعة، وصولاً لإنهاء عملية الالتحام معها بنجاح، وتم ذلك بالتعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» لتوفير متابعة لحظية للمهمة.

وبينت لقطات البث المباشر لرحلة «سبيس إكس دراجون انديفور»، والتي تم التقاطها من محطة الفضاء الدولية لاقتراب المركبة لها، بعض المشاهد التي تظهر به المركبة في الفضاء، وفي خلفيتها بدت واضحة، المعالم الجغرافية لدولة الإمارات العربية المتحدة من الفضاء.