|  آخر تحديث فبراير 24, 2023 , 23:28 م

زاغ العقل وفُتلت العضلات


زاغ العقل وفُتلت العضلات



تتسع الأرض للجميع، خيراتها كثيرة، واستهلاكها كبير، وبشرها تجاوزوا سبعة مليارات نفس!

للولايات المتحدة أسواق مفتوحة، ولروسيا طرق ممهدة تصلها بالأصدقاء والحلفاء، وللصين من يبحثون عن تجارتها، ومنافذ بيع لا تستغني عن بضائعها.

وللألمان والفرنسيين والهولنديين والنرويجيين والبولنديين وسواهم «سكك»، يمرون من خلالها إلى من يشاؤون.

فماذا يريدون؟

الهيمنة، النفوذ، التحكم في مصير الأرض ومن عليها، هل هذا ما يريدونه؟

بسيطة، المسألة لا تحتاج إلى تعقيد، حلها بسيط جداً، بعيداً عن الجيوش، والصواريخ، والطائرات المسيرة، والمؤامرات، والتخطيط السري، ومحاصرة الآخرين، وفرض عقوبات، وتجميد الأموال ومصادرتها، وتمويل عمليات التخريب، وإرسال «مناطيد» تجسس، وإثارة الفوضى، وخلط السياسة بالاقتصاد، ومحاولات تدمير الأسس التي تقوم عليها المجتمعات، واختراع قضايا تخالف طبائع الإنسان.

الحل بين أيديهم، ولكنه لا يمكن أن يتحقق عندما يعتقد كل طرف أو شخص بأنه على حق، وغيره على باطل، وبعبارة أدق «أنه يستحق وغيره لا يستحق»، هنا، عند هذه النقطة بالذات يزيغ العقل، و«تُفتل العضلات»، والنتيجة فوضى شاملة تسود العالم كله، ويضيع بين تفاصيلها الجميع، صاحب الحق يفقد حقه، وصاحب السلاح لا ينتصر، والمظلوم لا يُنصر، والمستبد لا يهنأ، وصاحب الجبروت يرتد غروره إلى نحره.

صراع البشر أقسى على هذا الكوكب من كل الصراعات، يهون أمامه صراع الضواري، وتوحش سكان الغابات، فالغابات اليوم يديرها من كان يفترض فيهم قيادة التحضر والتقدم البشري، الدول والمناطق التي كان المتخلفون يقتدون بها، وللأسف، ما عادوا قدوة، وما عادوا يستحقون المكانة التي وضعوا فيها.

ضاقت الأرض، وما زال بايدن يواجه بوتين، ويردان على بعضهما بالخطابات، وكل واحد منهما يطلب نصراً في حرب أشعلت لاختبار القدرات، وهي حرب، المنتصر فيها مهزوم!

 

 

بقلم: محمد يوسف


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com