|  آخر تحديث فبراير 9, 2023 , 15:13 م

كنزي المفقود


كنزي المفقود



عندما يكتب الانسان عن موضوع ما او شخصية ما فانه عادة مايتعمق معلوماتيا فيما يكتب لكي يكون حقيقي ومنطقي وواقعي في طرحه الا الموضوع الذي ساكتب عنه اليوم فانه لايخضع الا لقانون واحكام العاطفه الجياشه وهي من يكتب الان فلا معلومات تتراكم وتصطف ولا اسلوب كتابه يشفع ولا تنميق عبارات يجدي فقط المشاعر القويه هي من يدفع القلم ويحركه ليصب ويترجم الاحاسيس وفق لغة الحب المستخدمه في مدينة الرحمه الواقعه في مملكة ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا.

رحلت امي بعد ان رحل ابي ووجدتني اتحرك بدون بوصله مشتت الافكار اوراقي مبعثره وكلما حاولت ترتيبها تهب عاصفة الفراق والفقد وتنثر كل مارتبته وجمعته. لقد كنت وانا في سن صغيره كلما شعرت بالخوف الوذ بجناح ابي فاتقوى روحيا ويؤمن خوفي بمجرد النظر لوجه ابي وبعدها ارتمي في احضان امي لاجد قلبي يرتاح وينجلي بصري وبصيرتي واتقوى عاطفيا واتهيئ نفسيا لمواجهة اي موقف في حياتي كطفل وعندما كبرت وتزوجت وانجبت حاولت ان اكون منظومه دفاعيه ذاتيه واتحرر واكون مستغني بما حصلت عليه من قوة الوالد وحنان الوالده مكونا شخصيه مستقله ذات طابع متفرد بالقرار دون الرجوع لتلك الايقونه الملهمه ولكني كنت اعود من رحلتي بقرار تاجيل غير معروف الموعد لان ماينهله الانسان من والديه شئ كبير وثمين ومغري وسهل الحصول عليه هو لايطلب ولايباع ولايشترى فقط المثول امام احد الوالدين يكفي لحصولك على جرعه من التوفيق ممزوجه بقوة حنان مصبوبه في قالب من صفاء الذهن وصدق المشاعر.

 

يا ساده الوالدين لايعوضان انهما من اجل النعم المهداه من الخالق سبحانه وتعالى فحافظوا على علاقات عميقه ومتميزه معهما وتعمقوا في بحر محبتهما لان هذا البحر لايهيج ولاتضر امواجه ولاتغرقك اعماقه بل ستجد نفسك كلما تعمقت تأمنت وكلما غصت طفوت وكلما شربت ارتويت انه بحر كلما سافرت فيه وابحرت وابتعدت عن شاطئه احتضنك كوطن وانساك غربة ايامك وسنينك وكلما رجعت لشاطئه ويابسته احسست بالغربه انه البحر الوحيد الذي يشعرك بالامان والاستقرار وكل البحور تغربك عن اوطانك الا بحر محبة الوالدين كلما سافرت فيه تحس انك عائد وليس راحل.

رحل والدي فاوجعني رحيله وترك مساحه كبيره خاليه من ارض حياتي ولكن عندما رحلت امي فضيت كل مساحة في حياتي فانا الان اتجول في مساحه شاسعه دون بوصله لاني كنت اخوض في بحر سبق وصفه والان اخوض في صحراء واسعه منبسطة التضاريس قليلة الموارد فقد رحلا من كانا يمداني بتلك الموارد وجف بحر المحبه الذي كنت اخوض فيه وبقيت الذكريات وبقي الدعاء لهما وبقي وصلهما بوصل اهل ودهما وبقي العمل الصالح من صدقه وعمره وخلافه من اعمال البر.

امي وابي اقسم بمن احل القسم ان رحيلكما مر وموجع والمه عميق لاينتهي فقط يبدأ ، اسال الله في علاه ان يسكنكما الفردوس الاعلى من الجنه وان يرحمكما كما ربيتموني صغيرا .
كلمتين ونص :
هناك امور لانشعر بوجودها الا اذا فقدناها ولكن المشكله تكمن اننا عندما نشعر بالفقد ونعرف القيمه يكون الوقت قد فات ومافات لايعود فقط نتذكره.

 

بقلم: عماد عمر طيب


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com