|  آخر تحديث يناير 31, 2016 , 21:47 م

السينما المصرية تودع معجزتها «فيروز»


السينما المصرية تودع معجزتها «فيروز»


ودعت السينما المصرية، أمس، الفنانة المصرية المعتزلة فيروز، صاحبة لقب «معجزة السينما المصرية»، بعد معاناتها مع المرض الذي داهمها خلال الشهور الأخيرة، وقضتها في حجرتها بمستشفى الصفوة بالقاهرة، وأصيبت فيها بمشاكل صحية بالكلى والكبد، ليسطر المرض بذلك المشهد الأخير في حياة الفنانة التي عرفها الجمهور العربي بالطفلة الصغيرة، صاحبة الاستعراضات وخفة الدم في أغلبية كلاسيكيات سينما الأبيض والأسود.

 

الفنانة الراحلة، عن عمر يناهز 72 عاماً، بدأت حياتها الفنية طفلة لا يتعدى عمرها ست سنوات، بعد أن اكتشفها الفنان اللبناني إلياس مؤدب، الذي كان يرتبط بعلاقة صداقة قوية في وقتها مع والديها، حينما التمس فيها قدرتها على تأدية استعراضات مُبهرة وصعبة لطفلة في مثل عمرها، فحصل لها على فرصة لتقديم موهبتها في ملهى الأوبرج الليلي، ومن حسن حظها وقتها، أن أحد حضور فقرات الملهى في ذلك التوقيت، كان الملك فاروق، والذي أُعجب بها بشدة وقتها، وأعطاها مكافأة 50 جنيهاً.

وكان ذلك كفيلاً لجذب منتجي السينما المصرية، الذين آمنوا جميعهم بموهبتها، وفي مقدمهم الفنان والمنتج الراحل أنور وجدي، الذي تبنى موهبتها، وهو من اختار لها اسمها الفني «فيروز»، لتبدأ معه سلسلة من الأعمال السينمائية التي حققت من خلالها نجاحاً مبهراً، يأتي في مقدمها أفلام «فيروز هانم»، «ياسمين».

وبعد فترة طويلة من العمل برفقة الفنان الراحل، رفض بعد ذلك والدها تجديد عقد احتكاره لنجلته، وقرر أن يُنتِج لها هو شخصياً، فقدم لها فيلم «الحرمان» الذي شاركت في بطولته الفنانة القديرة نيللي، وقتها كانت قد وصلت فيروز لسن 13 عاماً، وأدوار الطفلة الصغيرة التي تُجيد الاستعراضات المختلفة لم تعد تناسبها، فأصبحت تهتم أكثر بالأدوار الدرامية التي حققت بها نجاحاً ليس بالقليل، لكنه لا يُقارن بتجاربها السينمائية وهي طفلة.

وبعد ذلك، قدمت عدة تجارب سينمائية برفقة الفنان الكوميدي الراحل إسماعيل ياسين، وكان من بينها «إسماعيل ياسين طرزان»، الذي شهد التعارف الأول بينها وبين زوجها الراحل بدر الدين جمجوم، الذي تزوجته في وقت لاحق، وأنجبت منه أيمن وإيمان.

 

لكن قبل هذا، وأمام عدم تحقيق أفلامها وهي في مرحلة المراهقة من عمرها، نجاحاً يوازي نجاح تجاربها السينمائية وهي طفلة، فضلت الابتعاد عن الأضواء والشاشة، واعتزلت العمل الفني، حتى تستطيع الحفاظ على الصورة المرسومة لها في أذهان الجميع «الطفلة المعجزة».

وانزوت عن عالم الفن وابتعدت برغبتها، وفضلت أن تعتني بزوجها وأطفالها على حياة الفن والمشاهير، وغابت عن أنظار الجميع حتى ظهرت للأضواء مجدداً في عام 2001، حينما كرمتها دورة هذا العام من مهرجان القاهرة السينمائي، وبعدها عادت مجدداً إلى الاختفاء، حتى ظهورها الأخير برفقة الفنان خالد الصاوي بإحدى المناسبات العائلية.

حيث حرص وقتها بطل مسلسل «الصعلوك» أن يلتقط صورة تذكارية برفقة الفنانة الراحلة، ونشرها على صفحاته المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما أحدث ضجة وقتها بين الجميع، حينما شاهدوا صورة لها مجدداً.

 

السيرة

ولدت فيروز، واسمها الحقيقي «بيروز أرتين كالفايان» في 15 مارس 1943 في القاهرة، وامتد مشوارها الفني نحو 10 سنوات، مثلت خلالها في 10 أفلام، وهي من أسرة أرمنية من مدينة حلب السورية، وأخت الممثلة الاستعراضية الشهيرة نيللي، وشاركت في بطولة فيلم «ياسمين» (1950) و«فيروز هانم» (1951)، فيما كان فيلم «بفكر في اللي ناسيني» (1959)، آخر فيلم قدمته قبل الاعتزال.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com