مقوله لا اعلم مصدرها ولكنها في نظري خاطئه بكل مقاييس تفكيري انها مقولة البعيد عن العين بعيد عن القلب لا والله بل يزيد غلاه وشوقي اليه ومحبتي تتعاظم لمن يغيب عني ويغذيها اشتياقي اليه مسافرا كان او ميت او حتى زعلان مني ففي الثلاث حالات تجدني افكر في هذا الغائب ان كان ميتا سأدعوا له كثير وان كان مسافرا سانتظر عودته بفارغ الصبر وان كان زعلان فسوف اسعى واخطط لارضائه فكيف انتشرت هذه المقوله كأمر مسلم به ككثير من المقولات المغلوطه التي عالجتها في مقالات سابقه كقولهم المال وسخ دنيا وايضا كيد النساء عظيم وغيرها من المقولات الغير صحيحه وغير صحيه ايضا .
فمقولتنا محل التصحيح في مقالي هذا لاتحتمل التسليم بها ابدا ولو كانت صحيحه فسنكون مجتمع قليل الوفاء والاخلاص فعندما يغيب صديقي فسأبحث عن صديق اخر لانه ابتعد عن عيني وقلبي حسب كلام مثلنا المغلوط وكذلك الاخوان والازواج والاقارب هل سنبعدهم عن قلوبنا لمجرد غيابهم عن اعيننا . لاوالله ابدا فمن غاب من احبتنا لمده فان محبته تتغذى بالشوق اليه وتكبر وعند عودته سيجري شلال محبته بقوه تحدث طاقة تيار كهربائي يشعل كل مصابيح غلاوته وستجدنا نعامله افضل من الذي امامنا بشكل مستديم وقيل في السابق زد غبا تزدد حبا .
هذه ليست المقوله الوحيده التي ورثناها كمجتمع دون تفكيك رموزها ومعرفة دواخلها لذا توجب علينا الانتباه دون تسليم مسلماتي للاقوال والعادات دون معرفة اساسها ومصدرها ومدى صلاحيتها للتطبيق في عصرنا الحالي او حتى فيما مضى لان الخطأ ليس له زمان او مكان.

كلمتين ونص :
لايجب علينا اخذ الموروث كمسلم حياتي ابدا فهناك امور ضاره واستمرارها استمرار للخطأ الذي لن يقف عند حد واحد بل سيتطور محدثا فيضان اخطاء لايمكن تصحيحه.

بقلم : عماد عمر طيب