|  آخر تحديث نوفمبر 11, 2022 , 15:13 م

يا فتاة قل نظيرها


يا فتاة قل نظيرها



يا فتاة قل نظيرها

يا مؤنستي حتى حين غيابها

أتأملك في فناء داري ترقصين

تجلسين على أريكتي تناظرين أشجار حديقتي، فأغرق فيكِ، كبحر هادئٍ أنتِ وعلى شاطئكِ أقف ساكنا أنتظر موجة   تلاعبني تداعبني، وإن شئتِ تأخذني إلى الأعماق.

كل البحار مخيفة في ذلك الموضع إلا أنتِ، أمان أعماقكِ.

تهب علينا نسائم تؤجج الشوق بيننا، يا للعجب! ألا تتعجبين؟

بلى إنّي حين أكون معكِ فإنّي مشتاق إليكِ، من قال أنّ الشوق يبرد حين الوصال؟

الثغر في محياكِ وردٌ باسمٌ يذيب الفؤاد حتى يختفي. 

والخدُّ يا للجمال، صفحةٌ بيضاءُ قد تلونت بحُمرةٍ، كخمرةٍ، تدع العقل في سكرةٍ ما أجملها من سكرة.

ارتقى العاشق بنظره إلى معنى جمالكِ حيث تسكن لؤلؤتان لا أكاد أعرف لونهما من شدة الأسر فيهما، تسكنان تحت جفنان مرهفان، تلك العينان تجعلني بعد السُّكرِ صاحياً كحكيم يتأمّل الكون العظيم، فيسكن ويئنُّ قلبه للمبدع المصوّر.

وهنا لا بدَّ للعاشق من لمس تلك الخيوط الناعمة التي لامست الخدًّ بلطفٍ حتى لا تخدشه،

ومنه تدلّت إلى جِيدٍ لا تجيد المعاني وصفها، تخاف أن تبخس حقها.

حينها أمسكتُ اليدين، فبادرتني فتاتي بقدِّها، ومالت على كتفي برأسها، هنا تدلَّت علينا الأشجار بظلالها وغبنا عن الكائنات.

كأننّا في الكون وحدنا، نجولُ فيه بحبّنا، نسبح فيه بلحننا، وكلّ النجوم تسبح حولنا.

نظرتُ حينها فلم أراني، رأيتُكِ كلّي قد غِبتُ فيكِ وتلاشيت، كذلك ظلّي.

يا للهُيامِ ماذا فعل؟ أيُترك المحبُّ دون أمل! أيُترك المحبُّ دون أمل.

توقفت الكلمات هاهنا، دون إيضاح ما حصل.

 

 

 

بقلم: محمد ربيع الخياط


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com