|  آخر تحديث نوفمبر 7, 2022 , 12:31 م

“أعداء أنفسنا”


“أعداء أنفسنا”



لم يخلق الله طريقا واحدا للحقيقة ولا مجموعة عرقية أو ثقافة لشعب وفضلهم علي الآخرين، ولا آمة ولا دين بميزة خاصة عن باقي الآديان ولم يمنح اي جنس أو عرق تفوق علي غيره ولا طريق روحي علي غيره من الطرق ..

البشر هم من إبتدعو الفرقة علي الأرض ،هم من نشرو السخرة ووأد البنات وجرائم القتل والحروب والدمار وتشريد الأطفال والغلاء والعنصرية والكذب والزنا والنميمة والغيبة والحقد والحسد والمجتمع الذكوري وإحتكار السلع والمغالاة في كل شيء والتحقير من قيمة الإنسان !

حتي كافة الأديان بنيت علي معتقد كاذب وهو أن طريقها هو الطريق الوحيد الصحيح وأي إعتراض علي ذلك ستصيبك اللعنة الأبدية ..

كافة الأديان تستخدم الخوف والترهيب بدلا من الحب للسيطرة  علي اتباعهم،

حين نتحدث عن العلاقة بين  البشر نجد كلمة “أفضل” هي التي تحكم ، وهي من أخطر الكلمات في المفردات،ولو لم ما نشغل انفسنا بأن نكون الافضل وشغلناها بأن بأن نتعلم عن الحق ونفعله .. الكل يعلن أنه الأفضل حتي تمكن المتغطرسين والعنصريين وهمشو معاناة الآخرين، وحين يتوقف المتغطرسين والعنصريين عن موقفهم ستختفي المعاناة في عالمنا الزائف المسخ ،

هل تعتقدو أن الكنائس والشيوخ والأحزاب السياسية والرؤساء والوزراء والملوك والزعماء لديهم الشجاعة للإعتراف بذلك …؟

لديهم الشجاعة للتوقف عن أن يقتل الإنسان إنسان مثله، التوقف عن الكراهية من أجل قطعة الأرض ورغيف الخبز؟
هل يمكن وقف التحيزات العرقية والطبقية والثقافية في العالم؟

الإجابة بالطبع لا لإن الإنسان هو ألد أعداء نفسه وعبدا لأناه وأفكاره ومعتقداته المتجسدة في الدمار علي الأرض وإن تعلم كيف يحب نفسه لن يقدر علي أذي الآخرين!

حين تصبح نوايانا حقيقية ومشاعرنا نقية وحدها فقط نقدر علي ملامسة مشاعر الأخرين وفهمها وحين نسأل أنفسنا ما هي السلوكيات النابعة من الحب الغير مشروط بدون أحكام ظاهرية علي الآخر وبدون رغبات دفينة أو تخطيط للتعبير عن النفس أو طلب مقابل خلف الكلمات النابعة من القلب.

الحب الذي يلغي الحدود بينك وبين الآخر وليس له نهاية ولا يمكن لأي عوائق ان تقف أمامه ولا يحاول الحفاظ علي شئ لا يريده ،ولا يقدم اي شئ وهو مجبر .. الحب المجاني ،الحر الملئ بالتعبير عن الجزء الخفي من حقيقتك وهو حقيقة وجودك وجانب من جوانب ذاتك،

 السبب للبؤس والألم الرئيسي علي الكوكب هي أننا لم نتعلم عن الحب بعد  ،عن جوهر ماهية الله، المحبة هي الله التي يعبر عن ذاته من خلالها  والصعوبة في حب بعضنا البعض كلها تكمن في الصعوبة في أن نحب الله لنعمر الأرض بالخير ونري جنته تتجلي لنا علي الأرض..!
ويبقي السؤال هل من نجاة لأرواحنا الضائعة التي ارهقتها الكراهية ؟

قال تعالي: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ.

بقلم الإعلامية الباحثة: رشا أبو العز


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com