يتعاون متحف المستقبل مع بلدية دبي في استشراف ملامح تكنولوجيا المستقبل في قطاعات حيوية للبشرية مثل البناء المستدام، والمدن الذكية، وتوفير الغذاء وتعزيز الأمن الغذائي.
وتسهم الشراكة بين متحف المستقبل وبلدية دبي ضمن معرض “المستقبل اليوم”، الذي يُقدم ضمن المتحف عشرات المعروضات بالتعاون مع شركائه على مساحة 700قدم مربع، في التعرف على تطبيقات التكنولوجيا المتطورة القادرة على طرح تقنيات وممارسات مبتكرة في التخطيط العمراني، وإنجاز البنى التحتية، وتطوير المناطق الحضرية، وتصميم المدن.
وضمن الشراكة بين متحف المستقبل وبلدية دبي يتم طرح أفكار إبداعية لحلول مستقبلية تستخدم مواد متقدمة وآليات بناء مستدامة وتوفر مساحات حضرية مؤهلة لطرق زراعية ذكية تحقق الاستفادة المثلى من المساحة في المدن والمناطق الحضرية وتسهم في تعزيز الأمن الغذائي لسكان العالم.
وقال سعادة داوود الهاجري، مدير عام بلدية دبي: “يعدّ التعاون بين بلدية دبي ومتحف المستقبل شراكة استراتيجية ثمينة، إذ تشكل منصةً للتعرف على أبرز الأفكار الإبداعية والابتكارية في استشراف مستقبل المدن الذكية والتكنولوجيا المتقدمة، وذلك ضمن العديد من القطاعات الحيوية الرائدة فيها بلدية دبي، كتصميم المدن الذكية، والبناء الصديق للبيئة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وتقنيات الاستدامة من توفير الغذاء، وتعزيز الأمن الغذائي في المناطق الحضرية؛ والتي من شأنها ترسيخ مكانة إمارة دبي لتضعها في صدارة مدن المستقبل، وبما يتماشى مع توجيهات القيادة الرشيدة في أن تكون دبي أذكى مدن العالم. وتمثل الشراكة الجديدة مع متحف المستقبل، فرصة مثالية لمناقشة حلول المستقبل في مجالات البناء المستدام وتعزيز الاستدامة البيئية والغذائية، مع توظيف كل التقنيات المتاحة لدعم تلك القطاعات الحيوية، للارتقاء بجودة الحياة وسعادة المجتمع، وخدمة الإنسان الذي يمثل المحور الأساسي لمدن المستقبل. كما أنها تعزز من ريادة إمارة دبي واسبقيتها نحو استشراف المستقبل، ونشر هذه الثقافة، ووضع الرؤى والخطط الاستراتيجية الكفيلة بتحقيقها، دعماً لتطلعاتها في أن تكون العاصمة القادمة للمستقبل.”
خلفان بلهول: شراكات تستشرف مستقبل المجتمعات الحضرية الذكية والمستدامة
بدوره أكد سعادة خلفان بلهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، الجهة التي تدير المتحف، أن “متحف المستقبل يجسد مبدأ أخذ المبادرة لتصميم مستقبل أفضل للبشرية، وهذا ما يقدم معرض “المستقبل اليوم”جانباً من ملامحه. وشراكتنا مع بلدية دبي لاستشراف حلول نوعية مستدامة لمجتمعات المستقبل الحضرية الذكيةتأكيد لمكانة دبي كرائدة للفكر المستقبلي اله
وأضاف سعادة بلهول: “متحف المستقبل بتجاربه وفعالياته يساعد الأفراد والمؤسسات على تشكيل تصورات طموحة شاملة حول المستقبل، ويلهم الناس لاتخاذ الخطوات اللازمة لبناء
بيئة مستدامة
ويقدم معرض “المستقبل اليوم” بالتعاون مع بلدية دبيابتكارات مستقبلية تعالج الأضرار التي تعاني منها الأرض بالحد من التلوث وتقليص وإدارة النفايات وتعزيز ممارسات الاستدامة، مثل أنظمة التقاط ثاني أكسيد الكربون في المنازل المستقبلية، ومستوعبات النفايات المتنقلة في مدن المستقبل، وتوسيع استخدام تقنيات البلاستيك القابل للتحلل، واختبار هياكل الشعاب المرجانية الاصطناعية في المسطحات المائية داخل وحول المجتمعات الحضرية، وذلك في إطار خمسة مجالات أساسية هي: معالجة النفايات، والبيئة، والأمن الغذائي، والزراعة والري، والتخطيط المدني.
مواد متقدمة وزراعة حضرية ذكية
كما يعرض “المستقبل اليوم” برعاية بلدية دبي، مجموعة من ابتكارات البناء المستقبلية الصديقة للبيئة، كمواد البناء المصنوعة من مخلفات ألياف جوز الهند، أو القائمة على الميسيليوم (الجسم الخضري للفطر)، أو تقنيات البناء بالطباعة ثلاثية الأبعاد بالاستفادة من الرمال والطحالب والحصى والصلصال، بالإضافة إلى تطبيقات واعدة تمكن الأفراد العاديين من إتقان التصميم الداخلي الحر لمنازل المستقبل باستخدام تقنيات التكنولوجيا المتقدمة.
وتشمل المعروضات أيضاً تقنيات مستقبلية للزراعة العامودية في مدن المستقبل والمجتمعات الحضرية دون الحاجة إلى أراضٍ زراعية، لما فيه اختصار سلاسل إمداد مدن المستقبل بجزء كبير من حاجاتها اليومية للمنتجات الزراعية، وتعزيز إنتاجية الغذاء، ودعم الأمن الغذائي للأفراد والمجتمعات.
ابتكارات هادفة
وينقسم معرض “المستقبل اليوم” إلى عدة أقسام، يعرض كل منها نماذج أولية وحلولاً مصممة لمواجهة تحديات معينةفي مدن ومجتمعات المستقبل. وتشمل المعروضاتوالاب
قارب لجمع النفايات
يستعرض المعرض أحد الحلول لجمع النفايات من خلال استخدام تكنولوجيا القيادة الذاتية بما يساهم في تغيير مدننا وممراتها المائية. وتمتد استخدامات القوارب ذاتية القيادة لتشمل إمكانية إنشاء بنية تحتية عند الطلب لجمع النفايات ونقل البضائع.
نظام التقاط ثاني أكسيد الكربون
تم تطوير نظام التقاط ثاني أكسيد الكربون لتخزين ثاني أكسيد الكربون كمعادن صلبة. إذ يُخلط ثاني أكسيد الكربون بالماء ثم يُحقن في الصخور العميقة تحت الأرض ويتحول إلى صخور بازلتية ليتم عزلها بشكل دائم. وهو حل مبتكر لتقليل الكمية المتزايدة من ثاني أكسيد الكربون التي ينتجها البشر وصنع مستقبل أكثر إشراقاً للكوكب.
مادة بديلة للبلاستيك
يوفر المعرض فرصة التعرف على مادة بديلة للبلاستيك ذات بنية مصنوعة من الأعشاب البحرية. وتتميز المادة بصلابتهاوقابليتها للتحلل بالكامل مما يساهم في الاستغناء عن العبوات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في المستقبل.
هياكل الحيد المرجاني الصناعي “مارس” MARS
هياكل الحيد المرجاني الصناعي “مارس” MARS)) مصنوعة من السيراميك ومطبوعة بتقنية الطباعة ثلاثيةالأبعاد بغرض إنشاء موطن للشعاب المرجانية دون الحاجة إلى معدات شديدة التحمل، لاستخدامها بالتزامن مع مشاريع الاستزراع المرجاني وترميم الشعاب المرجانية.
الزراعة العمودية
مقطع قصير يسرد أبرز التحديات الخاصة بالأمن الغذائي والتي ستواجه البشرية مع الزيادة السكانية المستمرة، حيث سيطرح أهم السبل التي يمكن معها توفير الغذاء لأكثر من 10 مليار شخص بحلول عام 2050.
قطع بناء متميزة
مجموعة من قطع البناء المصنوعة من مواد نباتية متنوعة، يتم استعراضها بهدف تعزيز مفهوم الاستدامة في تشييد المباني وتشجيع الاعتماد على المخلفات النباتية واستخدامها في كبديل صديق للبيئة مقارنة بالمواد الصناعية.
تصاميم فنية مصنوعة من الرمل
قطعة فنية باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد حيث تتيح هذه القطعة المصنوعة من الرمل نمو النباتات ضمن تفاصيل البناء. وتستهدف القطعة الفنية هذه الترويج لفكرة الارتباط بين العمارة والطبيعية وأهمية التداخل بين الكيانين من أجل الوصول إلى الجمالية وإلى توفير سبل العيش الصحي للإنسان.
قطع بناء قابلة للتحلل
مجموعة من قطع البناء المصنوعة عن طريق التجفيف البطيء للفطر الذي ينمو من النفايات الصناعية الزراعية.وتتميز القطع بقابليته
بلاط طيني
بلاط تم تصنيعه بالطرق التقليدية التي عرفتها الإنسانية في البناء عن طريق ضغط التربة التحتية الرطبة بالرمل والحصى والطين في القوالب المرغوبة. وقد تم تطوير هذا النظام في التصنيع ليحاكي متطلبات البناء الحديثة بما يحقق وفورات في الطاقة ويقلل من الهدر في المواد المستخدمة.
تجربة بتقنية الواقع المعزز
فيلم بتقنية الواقع المعزز لاستكشاف علاقة الإنسان مع منزله ومعايير الإسكان الذكية التي تؤثر على مستويات صحة وراحة ورفاهية الإنسان.
أدوات عرض متنوعة
ويستكشف معرض “المستقبل اليوم”، الذي يقام في الطابق الثاني من متحف المستقبل، الطرق التي يمكن عبرها للتكنولوجيا تشكيل المستقبل والاستجابة للتحديات التي يواجهها الكوكب والمجتمع اليوم وغداً، باستخدام أدوات عرض متنوعة تدعو الزوار لاستكشاف فرص المستقبل، عبر النماذج الأولية والاختبارية والمعروضات التفاعلية والأفلام التعريفية القصيرة والعيّنات الفعلية، لتشكل معاً نظرة شاملة لزوار المعرض على ملامح المستقبل.
ويعدّ متحف المستقبل مساحة جديدة في قلب دبي توفر تجربة تفاعلية ويتألف من مجموعة من المعارض والتجارب الغامرة. ويرتفع متحف المستقبل 77 متراً فوق سطح الأرض ويضم 1024 لوحة مركبة فريدة من الفولاذ، وتم تصميم متحف المستقبل ليشكل تجربة غامرة وواسعة النطاق، ويشجع الزوار على بناء تصوراتهم الخاصة عن المستقبل.