رسائل غاية في الأهمية ودلالات عظيمة تبعث بها رسالة محمد بن زايد الصوتية إلى أبنائه الطلبة، وإلى مجتمع الإمارات ككل، مع بداية العام الدراسي الجديد، فهي وإن كانت تشحذ الهمم بمحفزات لا تضاهى على تلقّي العلم والمعرفة بإبداع وتميز ومثابرة، إلا أنها تمتد إلى أبعد من ذلك لترسخ تأكيداً لا يتسرب إليه أدنى شك، على صدارة التعليم والمعرفة وبناء الإنسان المتسلح بأعلى درجات العلم في مقدمة كل الأولويات الوطنية.
هذه الأولوية يترجمها اليوم اهتمام قيادة الإمارات بأعلى مستوياتها، لتكون تحت الرعاية الشخصية المباشرة لرئيس الدولة، فهي الأساس المتين لكل التوجهات الاستراتيجية والتطلعات والخطط التي تهدف إلى تسريع مرحلة تاريخية جديدة من التحولات والقفزات التنموية والحضارية، كونها ركيزة بناء الإنسان الذي تعتبره قيادة الإمارات ثروتها الأغلى، وتضعه غاية لكل أهدافها التنموية.
رسالة رئيس الدولة كانت ملهمة لكل أبنائنا الطلبة، تشد عزائمهم وترسم لهم بوصلة توجهاتهم في مستقبلهم وأحلامهم، وتنير أمامهم الطريق لمواصلة مسيرة العلم والمعرفة التي لا تعرف التوقف، وتدعوهم إلى الاجتهاد واستثمار الأوقات في المفيد، ليكونوا جنوداً أوفياء لوطنهم ومجتمعهم في كل مواقع الإبداع والتميز، كما كانت محفزة وملهمة للمعلمين الذين خاطبهم سموه بـ «إخواني المعلمين وأخواتي المعلمات»، ليمنحهم أعلى درجات التقدير والتكريم على جهودهم ورسالتهم العظيمة ومسؤوليتهم الكبيرة.
الإلهام الذي حملته كلمات سموه ارتبط أكثر من ذلك برسالة واضحة المعنى للمجتمع بأسره، بأن هذه الأولوية الوطنية، أولوية التعليم وتسليح الجيل بالمعرفة، لا تتوقف عند المدرسة والمعلم والطالب فقط، فهي كما يقول سموه: «التعليم منظومة متكاملة.. ولا يمكن أن تحقق أهدافها من دون أن يقوم الأب والأم والأسرة.. بدورهم ومتابعة عيالهم وتهيئة البيئة المناسبة لهم.. وكذلك يقوم المجتمع بدوره بمختلف جهاته ومؤسساته.. بمساعدة منظومة التعليم ومعاونتها حتى تحقق أهدافها الكاملة».
هذه هي الأهمية التي تعطيها قيادة الإمارات للتعليم، بحجمها غير المنقوص، فكل المؤسسات والجهات مطالبة بأن تكون مساهمة وفاعلة في تسهيل وتشجيع تحقيق هذه الغاية، وتذليل كل العقبات التي تعترضها، وتمكين ثروة الإمارات الأغلى وبناة مستقبلها، من الإقبال على التعلم ونهل المعرفة بتفانٍ وحب وتميز.
ما رأيناه مع بداية العام الدراسي في جميع أنحاء الإمارات، مشهد عظيم يتناغم مع هذه الرسالة، في حشد كل المؤسسات الأمنية والخدمية لأقصى جهودها، في مساندة كبيرة للمؤسسات التعليمية ولأبنائنا الطلبة، وهو مشهد يؤكد أن مجتمع الإمارات بأسره يعي هذه الرسالة وهذه الأولوية، ويخدمها بإخلاص وهمّة.
بقلم: منى بوسمرة