يختتم معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، فعاليات دورته الـ31 اليوم، بعد أسبوع حافل بالفعاليات والأنشطة الثقافية، أقيمت خلال الفترة من 23 وحتى 29 مايو الجاري، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.
وشارك في الحدث ما يربو على 1000 ناشر من أكثر من 80 دولة، قدّموا جدولاً متكاملاً من الفعاليات يضمّ أكثر من 450 فعالية متنوعة تُلبي تطلعات الجمهور، من ضمنها الجلسات الحوارية، والندوات، والأمسيات الأدبية والثقافية والفكرية، إلى جانب مجموعة كبيرة من الفعاليات التعليمية، وأنشطة البرنامج المهني للناشرين، وفعاليات الطفل، التي يقدمها نخبة من الأكاديميين والمتخصصين.
وشهد يوم أمس جلسة مركزية بعنوان «طه حسين ناقداً ومفكراً»، شارك فيها حسن ناظم، وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقية، والدكتور محسن الموسوي أستاذ الدراسات العربية والمقارنة في جامعة كولومبيا – نيويورك، والكاتب والباحث البحريني الدكتور حسن مدن، والدكتورة ضياء الكعبي، الأستاذة المشاركة للسرديات والنقد الأدبي الحديث، في كلية الآداب، جامعة البحرين، والدكتور أحمد السعيد، مؤسس ومدير عام مجموعة بيت الحكمة للصناعات الثقافية، وأدارها الإعلامي الدكتور نجم عبد الكريم.
حضر الجلسة معالي صقر غباش، رئيس المجلس الوطني الاتحادي، والسفير الدكتور مظفر مصطفى الجبوري، ممثل العراق الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا)، والدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وعدد من الشخصيات الرسمية والثقافية، وحشد من الصحافيين والإعلاميين.
استهل وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي الجلسة بورقة بحثية، أشار فيها إلى مكانة طه حسين الأدبية وعبقريته، التي قادت اللغة العربية إلى طرق جديدة بأسلوبه الذي يحث على التفكير، موضحاً أن عميد الأدب العربي سيد النثر الحديث، وذو بصيرة فذة اهتم بالتحديث والتجديد، وأسهم في إعادة التفكير بتراث الثقافة العربية.
وقال الدكتور محسن الموسوي: «لطالما شغلت قضية دفاع طه حسين عن القلة المثقفة، الذين وصفهم بأنهم يعيشون أحلامهم وتغرقهم أيامهم، فهو قامة أدبية ونقدية، وأراد أن يكون القيادات المثقفة، لتكون قادرة على قيادة المجتمع بشكل أو بآخر».
وقال الدكتور حسن مدن: «طه حسين رسم ملامح أساسية لخريطة طريق فكرية وأدبية، نحتاج إليها كعرب، فهو مشروع عربي يخص الثقافة العربية بأكملها».
وأشارت الدكتورة ضياء الكعبي في مداخلتها إلى أننا: «لا نتحدث عن مجرد ناقد عابر، بل مؤسس وملهم، قامة امتلكت عمق تفكير وبُعد نظر، ويوجد تلازم بين عميد الأدب وأبي العلاء المعري، الذي تماهى في المقاربات النقدية معه، وكان وكأنه ينطق باسمه، كما يمكن القول: إن طه حسين آخر الشفاهيين، إذ اعتبر أن العمى هو المجاز الأكبر في حياته».
واختتم الدكتور أحمد السعيد الجلسة بالقول: «وصل صدى أدب طه حسين إلى الصين، واهتم به كبار المفكرين والأدباء الصينيين، فهناك تصدر له روايات تكريماً لعميد الأدب العربي للمكفوفين».
واقع الإسلام والغرب
وفي سياق آخر، ناقشت جلسة «الإسلام والغرب: الماضي والحاضر والمستقبل»، التي أقيمت ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض النموذج العربي والإماراتي المعتدل والوسطي في التعامل مع الأديان، وكيف أصبح نموذجاً عالمياً بفضل الدبلوماسية الإماراتية.
تحدث في الجلسة التي أدارها الدكتور بلال الأورفه لي، أستاذ كرسي الشيخ زايد للدراسات العربية والإسلامية في الجامعة الأمريكية في بيروت، وعضو اللجنة العلمية لمركز أبوظبي للغة العربية، إد حسين الكاتب البريطاني البارز في حوار الإسلام والغرب، وأستاذ في جامعة جورج تاون في واشنطن.
وعن صورة الإسلام في دولة الإمارات، أكد حسين أن الدبلوماسية الإماراتية استطاعت أن تروج للإسلام المعتدل الوسطي عن طريق النماذج المشرقة، وقدمت الإمارات كنموذج ناجح للدولة التي تمثل الإسلام المعتدل.
ومن جهة أخرى، أكدت كلاوديا كايزر نائبة رئيس قسم التطوير المؤسسي في معرض فرانكفورت للكتاب أن إنجازات الإمارات في مجال تمكين المرأة انعكست على صناعة النشر في الدولة أيضاً معربة عن انبهارها بعدد الناشرين ودور النشر التي تترأسها النساء في الإمارات.
وقالت كلاوديا كايزر في تصريح لوكالة أنباء الإمارات «وام» على هامش المعرض، إن هؤلاء النساء الرائدات يمكنهن صنع فارق في الصناعة، مشيرة إلى أن تلك الشريحة تشمل مديرات لشركات، ما يمكنهن من الإسهام في تقديم حلول في مجالي الإدارة والإجراءات.
وأضافت إن معرض أبوظبي الدولي للكتاب يجسد التنوع الثقافي الذي يميّز دولة الإمارات، موضحة أن أبوظبي باتت تحتضن الكثير من الجاليات، وهو أمر يمكن ملاحظته عند النظر إلى زوار المعرض.
وسلطت كايزر الضوء على جهود تمكين المرأة في الدولة. ومن خلال اطلاعها على أحدث التوجهات في صناعة النشر في العالم العربي، قالت إن المنطقة تشهد تزايداً في الطلب على كتب التطوير الذاتي كما لاحظت تنامياً في الطلب على كتب الأطفال والروايات.