حين نتحدث عن الإنسانية ومن هو صانع الخير والابداع والقيادة المحنكة والكثير فنحن نتحدث عن قائد مسيرة التمكين والخير الشيخ خليفة بن زايد قد أدى أمانته.. وخدم رعيته .. وأحب شعبه.. اللهم إن شعبه قد رضي عنه .. فارض عنه .. وتغمده بواسع رحمتك .. وأسكنه فسيح جناتك .. وألهمنا وألهم شعبه وأهله وأحبابه الصبر والسلوان .. إنا لله وإنا إليه راجعون..
رحل رئيس دولة الإمارات العربية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان اسطورة الإنسانية ، القائد المعطاء ، رجل التميز والتفرد بكل ما انجز وقدم واعطى لدولة الإمارات وشعب دولة الإمارات العربية المتحدة ، نعم قد رحل قائدنا ورئيسنا ، غير أن إرثه من العطاء باق ويستمر في كل المشاريع والمساعدات التي قدمها إقليميا ودوليا.
الشيخ خليفة الذي توفي اليوم عن عمر يناهز الـ 73 عاما، يعد الابن الأكبر للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة وأول رئيس لها منذ عام 1971. ، حيث تولى الشيخ خليفة بن زايد مقاليد الحكم في نوفمبر من العام 2004 خلفا لوالده.
ان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لازم المجالس العامة، والتي تعد مدرسة مهمة لتعليم مهارات القيادة السياسية في ذلك الوقت. وكانت لنشأة الشيخ خليفة في مدينة العين أهمية خاصة؛ إذ إن هذه المدينة (التي تعدّ ثاني أكبر المدن في إمارة أبوظبي) تشكّل قاعدة لكثير من القبائل المحلية، مما وفّر له فرصة واسعة للاحتكاك بهموم المواطنين، وجعلته قريباً من تطلّعاتهم وآمالهم، كما أكسبته مهارات الإدارة والاتصال.
رأى الشيخ خليفة تفاني والده لتحقيق الرخاء والرفاهية للقبائل وحرصه على الحفاظ على أمنهم ووحدتهم الوطنية ومبادراته في رعاية البيئة، والحفاظ على التراث الشعبي، فأصبح مؤمناً أن القائد الحقيقي هو الذي يهتم برفاهية شعبه، كما كان لجلوس الشيخ خليفة في مجالس جده من جهة أمه (الشيخ محمد بن خليفة) والذي عرف وقتها بحكمته إضافة مهمة لمهاراته القيادية. تمتع الشيخ خليفة بن زايد برعاية والدته، بالإضافة إلى رعاية واهتمام خاصين من جدته (الشيخة سلامة) التي كانت تحظى باحترام كبير لحنكتها وحكمتها..
كما انه أعطى وطنه بلا حدود ، وكانت رفاهية مواطنيه شغله الشاغل .. وعلى مدى أكثر من خمسين عاما، ومن موقعه نائبا للقائد الأعلى، ثم قائدا أعلى أشرف على مسيرة بناء قواتنا المسلحة وتعزيز قدراتها ومكانتها ما رسخ الأمن والأمان ووفر الحماية الشاملة لمسيرة الاتحاد المباركة.
ومما لا شك فيه ان مآثر الشيخ خليفة أكثر من أن تحصى أو تسجل على صفحات الكتب والمجلدات .. لقد كان خير وريث للشيخ زايد حافظ على نهجه وأضاف إلى إنجازاته.. وفي شخصه تجمعت مكارم الأخلاق.. كان كريماً حليماً حكيماً وقوراً ووفياً ..خسارتنا كبيرة برحيل الشيخ خليفة..
كما نعزي أنفسنا وأبناء الإمارات والعالم أجمع برحيل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، القائد الفذ صاحب المسيرة المضيئة في تاريخ الدولة وترسيخ دعائمها والذي ترك بصمات لا تنسى وإنجازات لا تحصى في نهضة الإمارات ورفعتها”.
نعم الامارات فقدت ابنها البار وقائد “مرحلة التمكين” وأمين رحلتها المباركة، مؤكداً أن مواقف وإنجازات وحكمة وعطاء ومبادرات الشيخ خليفة بن زايد في كل زاوية من زوايا الوطن والعالم بأكمله حيث أن إنجازاته تجاوزت الحدود بصماته في كل زمان ومكان تشهد له على مدار السنوات بصمة خالدة لا تختفي.
عرفناه “قائد عظيم حمل الأمانة بإخلاص وفاز بمحبة شعبه وجلب لوطنه محبة العالم فأضحت الإمارات منارة شامخة يشار لها بالبنان، يقصدها القاصي والداني ليشاهد بنفسه البصمات الخالدة والإنجازات البارزة في كافة المجالات وتحتضن المبدعين والمثقفين والمبتكرين لتكون منارة علم ومدرسة تخرج القادة في كل زمان ومكان .
وداعاً أسطورة الإنسانية خليفة بن زايد آل نهيان ، إلى جنات الخلد ونعيمها .
بقلم: د. تهاني التري