بحثا عن أسرة مستقبلية سوية ، لا بد من تغيير زاوية النظر للحياة الزوجية ، إن ترويجنا ليل نهار لفكرة أن الزواج : قفص ذهبي ، سجن مركزي ، اعتقال مؤبد ، هو معول هدم لأهم أسس المجتمع ، أعني : الأسرة
لماذا لا نطلق حوارا اجتماعيا يركز على الحقيقة ؟
الحقيقة هي أن الزواج ليس شرا مطلقا ، كما تحاول بعض الجهات المشبوهة و بعض قليلي العلم أن يروجوا …
لماذا لا يتم التركيز على الزيجات الناجحة التي استمرت لأكثر من 25 بل 50 سنة من الحب و الاحترام و الانسجام و الوئام ؟
إن ضخ وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام يوميا بقصص انهيار العائلات أمر عميم السوء ، بسبب هذه السلبية المفرطة ، صار الارتباط مقيتا في عيون الشباب و الشابات ، مما أدى إلى عزوف جماعي عن فكرة الزواج !
ثم ماذا بعد ؟ ألا يفكر هؤلاء بالعواقب ؟ ما عاقبة هذا الأمر ؟ بل ما عقوبته ؟
حض الدين و حض المجتمع السليم القويم على التحبيب بفكرة تكوين أسر سليمة قوية ، لأن هذا جزء من مرادات الخالق من المخلوق
لحياة زوجية سعيدة و للإقبال أصلا على الخطوبة أولا ، لا بد من إتلاف الصورة النمطية لشقاء الحياة الزوجية
لا بد من التركيز على مقومات العيش المشترك ، أعني أن يفهم الزوج ، كما أعني أن تفهم الزوج، أن القرين هو :
( شريك ( حياة )) و ليس مجرد شريك نجاح !
شريك حياة كاملة بحلوها و مرها ، بصعودها و هبوطها ، بإشراقها و غروبها .
لا بد من العودة السريعة الخاطفة باتجاه النبالة ، لا ليس الزواج هو مناسبة لاستعراض الممتلكات لا البيوت و لا السيارات ، الزواج هو مناسبة للفرح ، للبناء ، للاستثمار ، للاستمرار
لا بد من غرس الثقافة الإيجابية في مفردات ثم في سلوكيات الزوجين ، إن الأقوال الناصعة تحلّي الحياة ، كما أن الأفعال الحميدة تجعل الطرف الآخر يغض الطرف عن عيوب الشريك
لا بد من تجفيف منابع تدخل أسرتي الزوجين ، نعم للنصح المختصر المفيد ، لا للتدخل اليومي المباشر الحاض على العصيان و النكران ثم الهجران
إن الزواج نعمة جليلة من الله الجليل ، فلا بد من تجويد الحياة الزوجية الحالية ، كي يكون أبناء اليوم ، أزواجا صالحين مصلحين غدا ، يعيشون في أفياء أسرة سعيدة هانئة .
بقلم: د. أحمد عبد الشافي