|  آخر تحديث أبريل 15, 2022 , 1:25 ص

الإمارات نموذج رائد لاستشراف وتطوير العمل الإنساني


الإمارات نموذج رائد لاستشراف وتطوير العمل الإنساني



الشيماء خليف –  دبي

 

 

تعد المزادات الخيرية أداة مبتكرة معاصرة في دعم العمل الخيري والإنساني في عالم اليوم. وتنظم العديد من المؤسسات الخيرية والإنسانية والاجتماعية مزادات يعود ريعها لدعم أهداف حملاتها الرامية لمساندة القضايا الإنسانية الملحّة ودعمالفئات الضعيفة في المجتمعات الأقل حظاً.

وتمكّن المزادات الخيرية المشاركين من رواد العمل الخيري والإنساني والحريصين على فعل الخير والمساهمة في دعم القضايا الإنسانية من المزايدة على معروضات؛ بغض النظر عن قيمتها الفعلية من أجل هدف أسمى، لا يتمثل باقتناء السلعة المعروضة، بل المساهمة بريعها في مساندة عمل خيري هادف.

ومن ناحية أخرى، يمكن للأفراد أو المؤسسات أن يقدموا سلعة أو خدمة أو إحدى المقتنيات الثمينة ويتبرعوا بها لطرحها في المزاد الخيري من أجل أن تذهب عائدات بيعها إلى حملات خيرية أو منظمات إنسانية أو برامج إغاثية محددة.

مزادات للخير من الإمارات للعالم

وقد طبقت دولة الإمارات هذا النهج المبتكر في العمل الخيري والإنساني مبكراً، حيث ساهمت العديد من مزادات الأرقام المميزة للوحات المركبات التي نظمتها شرطة أبوظبي على مدى السنوات الماضية في جمع عشرات الملايين من الدراهم لدعم العمل الخيري داخل الدولة وخارجها.

ونظمت “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية” في شهر رمضان عام 2021 مزاداً فنياً خيرياً حقق أكثر من 36 مليون درهم من ريع مقتنيات فنية لفنانين عالميين من بيكاسو وهنري ماتيس، ذهبت جميعها لدعم جهود حملة “100 مليون وجبة” من الإمارات لإطعام الطعام في 47 دولة.

وقبلها نظمت هيئة دبي للثقافة والفنون عام 2017 بالشراكة مع دار “كريستيز” العالمية مزاداً خيرياً على مجموعة من الأعمال الفنية واللوحات لفنانين محليين ودوليين، وتم تخصيص ريعها لدعم اللاجئين في المنطقة.

كما نظمت شرطة الشارقة عام 2018 بالتعاون مع شركة الإمارات للمزادات مزاداً خيرياً على أرقام مركبات مميزة ذهب ريعه لدعم المشروعات الإنسانية لمؤسسة القلب الكبير.

مزادات “أنبل رقم”

وتشهد الدولة الأسبوع المقبل تنظيم مزادات “أنبل رقم” الخيرية الداعمةلمبادرة “المليار وجبة”، الأكبر في المنطقة، التي تنظمها “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية” لتوفير الدعم الغذائي للفقراء والمحتاجين وخاصة الفئات الضعيفة من الأطفال واللاجئين والنازحين والمتضررين من الكوارث والأزمات في 50 دولة حول العالم.

وتعرض مزادات “أنبل رقم” في كلٍ من دبي وأبوظبي وعبر الإنترنت أرقاما مميزة للوحات للمركبات في كلٍ من دبي وأبوظبي، منها أرقام فردية وثنائية وثلاثية ورباعية وخماسية، وأرقاما مميزة أيضاً للهواتف المتحركة من كلٍ من “دو” و”اتصالات”.

ويشارك في مزادات “أنبل رقم” الخيرية نخبة من رجال الأعمال ورواد العمل الخيري والإنساني وأصحاب الأيادي البيضاء الممدودة للعطاء والإحسان والتضامن الإنساني في دولة الإمارات مع المحتاجين دون تمييز بين عرق أو دين أو منطقة جغرافية.

ويساهم ريع مزادات “أنبل رقم” الخيرية، التي تقام بدعم من هيئة الطرق والمواصلات بدبي وشرطة أبوظبي وشركتي “اتصالات” و”دو”، ضمن فعاليتين رئيسيتين في كلٍ من دبي وأبوظبي الأسبوع المقبل بالإضافة إلى مزاد 555 الإلكتروني على أرقام مميزة للوحات المركبات في أبوظبي، في توفير المواد الغذائية الأساسية التي يحتاجها الملايين من الجوعى في الدول الخمسين التي تغطيها مبادرة “المليار وجبة” ودعم إرسال مليار رسالة أمل وتضامن من الإمارات إلى المحتاجين حول العالم.

وكانت النسخة الأولى من مزاد “أنبل رقم” التي رافقت حملة “100 مليون وجبة” في شهر رمضان 2021 حققت 50.45 مليون درهم في ليلة واحدة، وساهمت في مضاعفة الحملة لهدفها النهائي، وصولاً إلى ما يعادل 220 مليون وجبة قدمتها الحملة للمحتاجين في 47 دولة حول العالم.

المعروضات أنواع

وتنظم دور المزادات العالمية مزادات خيرية متعددة الأنواع لدعم العمل الإنساني، منها المزادات على الأعمال الفنية لرواد الفن القديم أو الحديث أو المعاصر، أو المقتنيات الفردية للمشاهير، أو كؤوس البطولات وميداليات الرياضيين، أو التحف والنفائس الموجودة في القصور، أو المنازل التاريخية، أو عتاد مهمات استكشافية أو فضائية، أو الطوابع والبطاقات البريدية والعملات القديمة، أو صور موقّعة، أو تذاكر إلى فعاليات حصرية، أو تذكارات من محطات مهمة أثّرت في مسارات التاريخ الإنساني.

وفيما تذهب السلعة المعروضة لمن يقدم أعلى عرض وتصبح من نصيب المزايد الذي يعرض السعر الأكبر، يحظى الحاصل على تلك السلعة أيضاً بشعور الرضا والسعادة بكونه يدعم عملاً خيرياً وإنسانياً هادفاً.

أكبر لوحة في العالم بيعت بمبلغ قياسي في دبي

وفيما تعد دولة الإمارات عاصمة عالمية للمزادات الخيرية الهادفة التي تدعم قضايا إنسانية كبرى ومنظمات دولية فاعلة في العمل التنموي على مستوى العالم، شهدت دبي بدولة الإمارات إحدى تلك المزادات الخيرية ذات الأرقام القياسية عام 2021، حيث تم بيع أكبر لوحة فنية على القماش في العالم بعنوان “رحلة الإنسانية” وبمساحة 1980 متراً مربعاً تعادل أربعة ملاعب كرة سلة للرسام ساشا جفري مقابل نحو 228 مليون درهم، أي ما يعادل 62 مليون دولار، ما جعلها من بين أغلى الأعمال الفنية التي بيعت في التاريخ.

وتم تخصيص ريع المزاد لدعم برامج تعليم وصحة الأطفال التي ينفذها شركاء مبادرة “إنسانية مُلهَمة” التي نظمت المزاد الخيري حينها في دبي، وهممنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف”، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، ومؤسسة “دبي العطاء”؛ إحدى “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية”، ومؤسسة “جلوبال جيفت”.

ابتكار  في العمل الإنساني

وتترجم المزادات الخيرية المقامة في الإمارات نهجها المستمر، بتوجيه من قيادة الدولة ومشاركة شاملة من كافة شرائح المجتمع وفعالياته الاقتصادية، في الابتكار في العمل الإنساني وتوظيف مختلف الأدوات والمنصات والسبللتوسيع مداه بحيث يشمل المزيد من المستفيدين من المبادرات الإنسانية العالمية التي تنطلق من الإمارات نحو العالم، لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية وتمكين المجتمعات والارتقاء بمستويات الرعاية الصحية والتوعية الوقائية ونشر المعرفة ودعم التعليم في المجتمعات الأقل حظاً حول العالم.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com