تُولي الإمارات اهتماماً كبيراً بالطفولة التي تعتبر من القيم المتوارثة والمتأصلة في المجتمع الإماراتي، وحرصت بتوجيهات قيادتها الرشيدة ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على الاهتمام بالطفل وتذليل كافة الصعوبات التي تحول دون تنشئته بصورة سليمة تؤهله ليكون فرداً صالحاً وفاعلاً في المجتمع.
وفي أكثر من مناسبة أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات» أن هناك حرصاً تاماً على كافة المستويات الحكومية والأهلية على ترجمة استراتيجية الدولة بوضع استراتيجية وطنية للأمومة والطفولة بعيدة المدى لتحقق أهداف التنمية المستدامة للدولة وتؤصل البعد الحضاري لحقوق الطفل التي أقرتها المواثيق الدولية بمشاركة عالمية مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف».
وفي إطار تنفيذ توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بتقديم المساعدات الإنسانية والتنموية ودعم القطاع الصحي وتعزيز برامجه الوقائية بجمهورية باكستان الإسلامية وضمن مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ومن خلال الدور المحوري لإدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان، فقد تكللت مهام حملة الإمارات للتطعيم خلال عامي 2014 و2015 بالنجاح مع إعطاء 86 مليوناً و582 ألفاً و923 جرعة تطعيم لأطفال باكستان ضد شلل الأطفال.
وبلغ إجمالي المساعدات التي وجهتها المؤسسات الإنسانية الإماراتية لدعم ورعاية الأطفال في مختلف أنحاء العالم نحو 2.02 مليار درهم خلال الفترة من 2010 – 2014.
وكانت دولة الإمارات من أوائل الدول التي انضمت إلى اتفاقية حقوق الطفل منذ 15 ديسمبر 1996 وصدقت عليها كما سنت في دستورها مادة تنص على أن يشمل المجتمع برعايته الطفولة والأمومة.
ولقد أحرزت الإمارات تقدماً كبيراً في حماية حقوق الأطفال، حيث يحصل كافة الأطفال على أفضل معايير التعليم والرعاية الصحية وأماكن التسلية والترفيه.
وأطلقت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي الرئيس المؤسس لـ«جمعية أصدقاء مرضى السرطان» سفيرة «الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان لسرطانات الأطفال» «الصندوق الدولي لسرطان الأطفال» بهدف دعم الأطفال المصابين بالسرطان.
وعملت الدولة على إصدار قانون بشأن الأحداث الجانحين وآخر بشأن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وثالث بشأن دور الحضانة والقانون رقم 1 لسنة 2012 بشأن الأطفال مجهولي النسب والذي ينظم إنشاء وإدارة دور رعاية الأطفال مجهولي النسب.
وكانت وزارة الشؤون الاجتماعية قد قامت بإجراءات دمج الأطفال المعاقين في دور الحضانة في خطوة رائدة، حيث وضعت معايير ملائمة لاستيعاب الطفل تتضمن عدداً من الشروط الصحية والاجتماعية والتربوية بالإضافة إلى شروط البناء والمرافق وتلائم الأطفال المعاقين.
كما حرصت وزارة الداخلية على تحقيق رؤية الإمارات بجعلها إحدى أفضل دول العالم في مجالات حماية الطفل انطلاقاً من رؤية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بجعل الإمارات منبر إشعاع حضاري ومركزاً للتميز في جميع مجالات حماية الطفل. وأخيراً؛ حصلت الإمارات رسمياً على رئاسة القوة العالمية الافتراضية بعد اختيار وزارة الداخلية بالإجماع وتم تسليم الإمارات رسمياً الرئاسة في حفل افتتاح اجتماعات مجلس القوة العالمية الافتراضية خلال شهر نوفمبر 2015.
مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية تُقدّم أفضل الممارسات العالمية
تُطبّق مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة أفضل الممارسات العالمية وفق الإطار العام لخطتها الاستراتيجية لتحقيق هدفها المنشود في العمل على دمج الفئات المشمولة برعايتها من فئات ذوي الإعاقة التي تسمح حالاتهم بذلك في المجتمع.
وتعد المؤسسة إحدى المبادرات الإنسانية والاجتماعية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – وهي إحدى المؤسسات المنفذة لسياسات وبرامج حكومتنا الرشيدة لخدمة رعاية وتأهيل وتعليم فئات ذوي الإعاقة من أبنائنا لتحقيق هدف الحكومة في أجندة السياسة العامة لحكومة أبوظبي 2030 وهو الاندماج الاجتماعي وتشجيع بناء مجتمع تتوفر فيه فرص متساوية لجميع المواطنين مستفيدين من جهود الرعاية والاهتمام المستمر الذي توفره القيادة ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» والدعم الكبير لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ومتابعة سموه المستمرة لمشاريع المؤسسة ومراكزها وبرامجها لخدمة أبنائها من هذه الفئات.
وحققت المؤسسة خلال العام 2015 العديد من الإنجازات لعل أبرزها توصيل خدمات الرعاية والتأهيل لذوي الإعاقة إلى مناطق الإمارة كافة وافتتاح مراكز ومقار جديدة للرعاية والتأهيل والتوسع في الخدمات التي تقدمها المراكز التابعة لها واستحداث وحدات علاجية وشعب جديدة وإطلاق بوابة إلكترونية لتوظيف فئات ذوي الإعاقة وإبرام عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات.
ووصل عدد خدمات المؤسسة التي تقدم إلى حوالي ألفين و400 من فئات ذوي الإعاقة مسجلين في 16 مركزاً للرعاية والتأهيل وناديين رياضيين منتشرة على مستوى أبوظبي تحت مظلة قطاع ذوي الإعاقة إلى 27 خدمة تقدم منها سبع خدمات رئيسية و12 خدمة فرعية وخمس خدمات مساندة إضافة إلى ثلاث خدمات لاحقة وكل منها تضيف للطفل من ذوي الإعاقة مهارات جديدة.
ومن الخدمات التي تقدمها المؤسسة «التعليم الأكاديمي» وهي خدمة متخصصة مجانية للطلاب من ذوي الإعاقة من المواطنين فقط ويتم في بعض الحالات المحددة قبول بعض الحالات لأبناء المقيمين من باب مشاركة المؤسسة المجتمعية.
ومن هذه الخدمات «التقييم الشامل» وهو عملية متخصصة ومتكاملة تمنحها مؤسسة زايد مجاناً للمواطنين ويتم في بعض الأحيان تقديم الخدمة لأبناء المقيمين من باب مشاركة المؤسسة المجتمعية وتهدف إلى تحديد احتياجات الفرد من ذوي الإعاقة من خدمات تربوية ونفسية واجتماعية وتأهيلية، بحيث تحدد وتوجه وتتابع وتقوم هذه الخدمات وتصوبها لترتقي بقدرات الفرد لأقصى قدر ممكن بما يسهم في تكيفه مع مجتمعه.
واستحدثت المؤسسة خدمة الرعاية الصحية في جميع مراكزها التابعة وافراد طاقم متخصص للإشراف عليها بالتنسيق والشراكة التامة مع الخدمات العلاجية الخارجية التابعة لشركة أبوظبي للخدمات الصحية – صحة والتي تعاقدت معها المؤسسة لخبرتها الواسعة في تقديم الخدمات الصحية المتخصصة، وتوفر هذه الخدمة كادراً طبياً وتمريضياً متخصصاً وعلى قدر عالٍ من الكفاءة والخبرة الطبية والتمريضية لتقديم أفضل سبل الرعاية الصحية المبنية على الأدلة والبراهين لتعزيز الوضع الصحي لجميع الطلاب في المراكز.
و«العلاج الطبيعي» هي خدمة رائدة تبنتها المؤسسة، حيث قامت بإيجاد مشروع متكامل لخدمات العلاج الطبيعي والوظيفي وفقا لأرقى المعايير العالمية.
وتعتبر خدمة «التدخل المبكر» خدمة تأهيلية وتعليمية تقدم لجميع الأطفال من ذوي الإعاقة المواطنين في الدولة مجاناً منذ الميلاد حتى سن خمس سنوات.
وتقدم المؤسسة خدمة الأندية الرياضية المتخصصة لذوي الإعاقة في ناديين مميزين، أحدهما يحمل اسم نادي أبوظبي لذوي الاحتياجات الخاصة والثاني في العين وهو نادي العين للمعاقين وهما الناديان الوحيدان المتخصصان برياضة المعاقين في أبوظبي والعين، حيث يقدمان جملة من الخدمات المتخصصة لتلك الفئات.
كما نفذ الفريق الطبي لمبادرة «نبضات» التي تنظمها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية بالتعاون مع هيئة الصحة بدبي ضمن الحملة الخيرية الطبية لعلاج الأطفال من التشوهات الخلقية الولادية في جمهورية موريتانيا الشقيقة برعاية مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، برنامجاً للفحوص الطبية المجانية للأطفال الموريتانيين مرضى القلب المصابين بالتشوهات والذين تراوحت أعمارهم بين أقل من شهر وحتى ثماني عشرة سنة.
وتؤكد استضافة دولة الإمارات للدورة الثانية للقمة الدولية لمكافحة الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت الوجه الإنساني للنهج التنموي الإماراتي الشامل، الذي يرعى الإنسان ويضعه في لب أولوياته ويسعى لتنشئته منذ الصغر في بيئة تخلو من الصعاب ومن جميع المشكلات التي قد تؤثر سلباً في فرص بناء شخصيته بالشكل السليم.