اللغة كلمة صغيرة بحروفها كبيرة بمعانيها فهي الشعب الذي ينطق بها والحضارة التي بنيت فيها والثقافة التي نشرت الرخاء بين أفرادها والتراث الذي حفظ على مر العصور بحروفها وكلماتها .نعم منذ سنوات وليست بقليلة أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة وخاصة إمارة دبي ملتقى الشعوب وايضا الثقافات المختلفة حول العالم فتجد انك لتتعلم لغة أيا كانت تستطيع القدوم إليها وتتعاون مع جهة تعليمية أو أكاديمية وستجد الجميل والمبهج أنك تمارس هذه اللغة مع اهلها أي الذين ينطقون بها وهي لغتهم الأم ،نعم أصبحت البوابة بين الشرق والغرب ،بين الأديان والجنسيات المختلفة واليوم الحادي والعشرون من شهر فبراير من كل عام بمناسبة اليوم العالمي للغة الام أريد أن أقول وهو الذي تم اعتماده في ال17من نوفمبر عام 1999الذي أقرته منظمة اليونسيكو في مؤتمرها العام .
تذكير بأهمية استخدام اللغة الأم وتعلمها واتقانها والعمل عليها وعدم إهمالها.
تجد الحرية المطلقة لتلك الميزة انك تستطيع التكلم مع الأفراد والجماعات من بني سيدنا آدم عليه السلام ممن يتكلمون لغتك الام ويمكنك عمل الكثير من غير شروط او حدود كما في باقي الدول الأخرى التي تُلزم العديد ممن يطمحون للحصول على باب رزق في بلد آخر بالاستثمار أو بدراسة لتخصص متميز يزيدهم في مجال شخصي او يرغبون بالانتماء لهذا البلد باكتساب جنسيته ليسهموا في إنجازه الحضاري المتألق والمبهر للجميع وليكونوا جزءا منه فيكون حاجز اتقان اللغة لهذا البلد.
تجد في الامارات العربية المتحدة تكفي أن تكون موهوبامتميزا مستثمرا في نفسك أو مالك ليكون مرحبا بك من غير قيد أو شرط نعم تلك الميزة يجب أن نمتن لها وننظر لها بإيجابية ونساعد البلد على الحفاظ على هويته في زرع محبة اللغة العربية اولا للوافد والمقيم وأن يعتز المواطن بهذه اللغة ليعبر عنها.
لقد نجحت وأثبتت للجميع دولة الإمارات العربية المتحدة تطورها الحضاري والتكنولوجي ولأن الرؤية كانت واضحة لم تنسى السعي لتطوير الوسائل في تعليم لغتها الأم وهي اللغة العربية.
فقد راعت بقيادتها الحكيمة والرشيدة دعم تطور اللغة العربية بالحفاظ عليها من خلال الحفاظ على التراث التقليدي وايضا هوية اللغة العربية فصحى مفهومة محكية وكذلك اللهجات المحلية فذلك جزء من التطور الحضاري والثقافي .
لقد نشأت منذ عام 2010/2011 مبادرات جادة من أجل دعم اللغة العربية وكان أهمها تحدي القراءة باللغة العربية من قبل سمو الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي رعاه الله فكانت قفزة نوعية في المنطقة العربية والعالمية وتلتها مبادرة المليون مبرمج أيضا باللغة العربية فكانت إنجازا نوعيا بربط الواقع التكنولوجي باساس لا يمكن التقدم من غير تطويره وهو استخدام اللغة العربية فيه وايضا دعم مراكز اللغة العربية ورفدها بالمتخصصين والأكاديميين والممارسين لها من جنسيات مختلفة لتوفير الحاجة والضروري لها ليتناسب مع التنوع السكاني المتميز ولتعليمها وتم العمل على أخذ الخطوة الاكثر تأثيرا بجعل مادة اللغة العربية لغة أساسية في المدارس الابتدائية وروضات الاطفال وتيسير كل مايمكن دعمه لهذه الحاجة الملحة بين الشباب من خلال المسابقات الشعرية والروائية والإنشادية والغنائية وغيرها من المسرح وفنونه ولازالت تعمل في إمارة الشارقة التي تعتبر في احتضانها لمعرض الشارقة للكتاب الداعم الأول لهذا الانجاز على الصعيد الدولي والمحلي فنجد حركة الترجمة والتاليف في ازدياد داىم وايضا ظهور القنوات الإذاعية والتلفازية أو الرائية وايضا في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من التطبيقات للالعاب الإلكترونية تدعم اللغة العربية والتحبيب بتعلمها وغيرها من المكتبات العامة والمشاريع في الحدائق ومعارض الكتب في الامارات السبعة والفعاليات والنشاطات الفردية والجماعية الخاصة والعامة المتنوعة ،ورغم ذاك نسأل ونحاول كانت جميعا أن نكون جزء من هذا الإنجاز بأن نضع تميزنا الفردي وكذلك الجماعي بأي تخصص اكاديمي أو فني فردي في خدمة هذه الميزة في تيسير تعليم ووصول اللغة العربية والتعامل معه وإيجاد ممارسين له بصورة أكبر بزيادة عادة القراءة ومهارة القراءة والكتابة بالحروف العربية, ومن هنا أريد الذكير بهذه المناسبة الجميلة أن دولة الإمارات العربية المتحدة كان لها الريادة والسيف في الإنتباه لإيجاد أدوات صحيحة لتعليم اللغة العربية لغير العرب فكانت في قصة مدرسة البحث العلمي في إمارة دبي عندما تم إنشاؤها وتم الطلب من قبل القائمين عليها أنهم يريدون منهجا متميزا ومناسبا للغة العربية الام يتناسب مع تنوع الجنسيات والتطور التكنولوجي والاقتصادي الحالي فطلبت بمهنيةعالية من المملكة العربية السعودية المتمثلة بحمل لواء الحفاظ على اللغة العربية فصيحة نقية ونشرها لأنها حامل لواء الدين الاسلامي وحماية مقدساته المتمثلة بالحرمين الشريفين الحرم المكي في مكة المكرمة والحرم النبوي الشريف في المدينة المنورة وتم الطلب من المتخصصين بعد المشاورة بتوجيه أحد المتميزين من شيوخ المملكة والمتمثل بشخص المهندس محمد فاروق الراعي الذي قام بإيجاد وإخراج القاعدة النورانية لجده الشيخ الجليل محمد نور حقاني رحمه الله الذي حصل على براءة الابداع والاختراع والحقوق الفكرية كطريقة أكاديمية انتشرت وتم اعتمادها في دول العالم أجمع لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها وتبعها الكثير فيمابعد من المناهج المماثلة وقد جُعلت لهذه المبادرة الطيبة المفعمة بكل الحب والتقدير والامتنان للغة العربية الام والحصول عليها من منبع اللغة العربية في شبة الجزيرة العربية المتمثل بالمملكة العربية السعودية ودعمها فكان أجر كل تعلم بهذه الطريقةفي صحيفة هذه المبادرة العظيمة والتي ننعم بفضلها بهذا التنوع في التعليم للغة العربية.
ونجد شيوخ الامارات العربية المتحدة وحكامها يكملون مسيرة سمو المؤسس للاتحاد الشيخ محمد بن زايدرحمه الله وطيب ثراه ويتبعون نهجه في دعم التعليم وتطوره وخاصة اللغة العربية وفقهم ورعاهم الله أجمعين وزادهم بركة وعز بعز لغة القرآن والعمل على خدمتها ونشرها .
بقلم: ندا محمد مختار