من الآباء من يكتشف أن أسلوب التربية الذي يتبعه يحتاج إلى تعديل، وخاصة لأطفال فترة ما قبل المراهقة. فيتجه البعض للدورات التدريبة التي تصقل مهاراتهم الوالدية، ويتجه البعض الآخر لقراءة كتاب تربوي عله يجد ضالته، ولا يكترث آخرون فتقوده دفة الحياة إلى حيث ما تشاء رياحها.
ومن يدرك منهم أهمية صقل مهاراته الوالدية. فهو يسعى جاهداً لاتخاذ أساليب تربوية مناسبة لهذه المرحلة العمرية. ولأن الأطفال في هذا السن قادرين على فهم الآخرين، وتحليل المواقف، واتخاذ قرارات مناسبة. فهذا الأمر يدعو المربي إلى استخدام التواصل الشفوي من خلال مناقشته، كوسيلة للإقناع اللطيف بدل أسلوب الجبر السابق الذي كان يتبعه. أياً كان الأسلوب كالضرب مثلا أو الأوامر الصارمة التي لا نقاش فيها.
كأن يقول المربي بعض الصيغ التي تفتح له مجال للنقاش مع طفله.
أنا أثق بك، وسأنتظر إتمامك لهذه المهمة بإتقان.
أخبرني ما هي الخطوات التي قمت بها لعمل هذا الإنجاز المذهل.
أعتقد أن هناك حلول أخرى للمشكلة، ما هي يا ترى؟
مثل هذه العبارات تحفز ابداع الطفل وتمهد له الطريق حتى ينجز ويعمل بشغف. وتعزز ميوله ومواهبه. في هذا الوقت سيبني الطفل تصورات ذهنية متزنة وواضحة وسليمة نتيجة البيئة الصحية التي يعيشها. هذه الرعاية تحيط به وتملأه عاطفةً إيجابية تجاه المجتمع وتجاه نفسه تؤثر في تطوره بشكل إيجابي في مرحلة لاحقة من حياته.
إن دعم الوالدين لفكرة اقترحها الطفل في محاولة منهما لتحويلها إلى مشروع، لهو أمر محفز له ودليل على ثقتهما به. ونقصد بالمشروع هنا، هي الأنشطة المناسبة لعمر الطفل، فهي بذرة لتنمية الابداع والتفكير في مشروع فعلي مستقبلا.
فتراهما يستخدما معه أسلوب الحوار والمناقشة منهجاً تربوياً. في إطار يزينه الرفق واللين. آخذين بيد ابنهم. ليكون الحوار والمناقشة أسلوب حياته.
فيحدثونه عن مزايا فكرته وعيوبها والاحتياطات الواجب اتخاذها واحتمالات الصواب والخطأ فيها. كل ذلك في حوار ودي راقي ذا هدف.
يشعره ذلك بالثقة بالنفس وباحترام والديه له. وبأنه ينشأ في بيئة جاذبة للمعرفة. فيكوّن صورة دقيقة عن ذاته.
كما يساعد الحوار في توطيد علاقتهم به، فيقلل ذلك من التصادم بينهما. ويساعده في التعامل بإيجابية في هذه المرحلة العمرية التي تتسم بالصراع الداخلي والخارجي للبحث عن ذاته وهويته.
ويحس بأن من حوله يمنحه الحب والسند والتقدير لأفكاره ومواهبه التي قد تكون مصدر لسعادته ونجاحه مستقبلا خاصة إذا ما امتلك رغبة ملحة وإصرار على تحقيق ما يدور في فكره.
بقلم: رقية سالم الكعبي