كل يوم تشرق شمس الكاتب. وتنير كلماته صفحاتٌ صيغت حروفها من عبق الأجداد، ومزجت بحب ثرى الأوطان. واستوحت من روح المجد التليد قصة عشق تروي بها ظمأ الصفحات.

يستمدُ إلهامهُ من كلمة قامت على أساسها دولة عظيمة. تنافس الدول التي سبقتها تقدماً. يتلقى كلماتهُ قارئ تاقت نفسه إلى كل جديد ينشره كاتبه المفضل.

فتهب من سطورهِ أنسامُ حياةٍ، ويرى في كلماتهِ صورة الإنسان الأشم، تراه يعبرُ الزمن تلو الزمن بخطاً وثابة. لكن حنينه لتراثه لصيق به كظله. معتزاً مفتخراً بحكمة من رسخ أوتاد اتحاده … زايد. حين شددموصياً، بأن من “لا يحفظ ماضيه لن يحفظه مستقبله”.

وصدق الرجل. وصدقها رجالهُ وأبناؤه. فهاؤم اليوم يصوغون كل شغف في مواهبهم بعبق من الماضي ويصقلونه بمهارات الحاضر متطلعين لمستقبلٍ استثنائي. آخذين بيد غيرهم نحو المجد. مؤصلين فيهم حب الوحدة التي تبعث القوة وتزهر بالأمل المستمر وتشرق بإبداعاتٍ مالها مثيل.

شغف الاحتفال باليوم الوطني يراود كل من يعيش على ثرى هذا الوطن الغالي.

من داخل البيت الإماراتي، هنا حيث يتأهب الجميع. وفي جمعاتهم الأسبوعية لا حديث يشغلهم هذه الأيام سوى الحديث عن هذا الحدث العظيم، بِدأً بشوارع وأحياء الإمارة التي يقطنونها، وانبهارهم بالاستعدادات للحفل، وانتهاءً بخطة الاستمتاع الخاصة بهم في حفل أسري يمجدُ الاتحاد. فيغرفون تارة من عبق الماضي أمثالاً، وتارةً أزياءً، وتارة يخوضون في قيم تأصلت فينا ومازالت، ويعرجون تارة إلى الحرف التراثية.

وتحت عريشهم احتفلوا. وعرضوا صنوفاً من الأواني التراثية المصنوعة من الطين وأخرى من الخوص، وأدوات صيدٍ وغوصٍ يعكس صداها صوت نهام. وأهازيجُ ألعابِ الأطفالٍ هناك عند المريحانة.

يرحبون بكل من انضم إليهم محتفلاً. بل وتأنس الجدات بسؤال الأحفاد عن كل ما يرونه معلقٌ في العريش.

أجل يحتفلون تحت عريش الكرم. بناءٌ من سعف النخيل، لا يتنازل عنه الإماراتيون وقت احتفالهم باليوم الوطني وكأنه بيتُ وحدتهم.

في ظلهِ هُدهد الطفل في منزه، وسُردت الخراريف للعيون الساهرة، وخُطط للمستقبل، وأُكرم الضيف بالقهوة والتمر.

وبما أن احتفالات هذا العام ستشهدُ وفوداً من أقطار الدنيا. فقد غدا الاتحاد حضن للأمم المتدفقةِ من كل حدبٍ وصوب، لأجل إكسبو 2020.فهم سيجربون حتماً ظل العريش وحضنه وسيرون قصة الاتحاد على جوانبه، معلقةً مذهبةً تروي كفاح شعب وصمود وحدة.

بقلم: رقية سالم الكعبي