أطلقت دائرة الطاقة في أبوظبي أول نموذج متكامل للمياه (IWM) اليوم في جناح هيئة أبوظبي الرقمية ضمن أسبوع جيتكس للتقنية 2021 بحضور وكيل دائرة الطاقة. المهندس محمد جمعة بن جرش الفلاسي.
وطورت الدائرة نموذجا جديدا لمحاكاة نمو الطلب على المياه وتوزيعها واستخداماتها ضمن مختلف السيناريوهات البيئية والاجتماعية والاقتصادية واستراتيجيات الإدارة من أجل تحقيق الاستفادة القصوى من جميع مصادر المياه، وإرشاد صنع القرار والسياسات المتعلقة بالمياه.
ويقدم النموذج المتكامل للمياه نظرة شاملة عن مصادر المياه الثلاثة في الإمارة بما فيها المياه المحلاة والمعاد تدويرها والمياه الجوفية لتوجيه سياسة توزيع المياه وتعزيز القدرة على تطوير خطط للإدارة المتكاملة لموارد المياه.
يذكر أن النموذج هو عبارة عن برنامج حوسبي يعتمد على أحدث بروتوكولات تخزين البيانات كمدخلات ومخرجات لتحديد الطلب الفعلي والمتوقع على المياه، ومحاكاة تطور القدرة الإنتاجية للمياه وتوزيعها في المستقبل استجابةً لمختلف السيناريوهات الاجتماعية والاقتصادية، وتداعيات تغير المناخ وخيارات إدارة المياه على الأمن المائي.
ويمكن استخدام النموذج المتكامل للمياه لبحث أوجه التفاضل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية بين مختلف خيارات إدارة المياه، مما يتيح للجميع الاستفادة القصوى من مصادر المياه المختلفة، والأهم من ذلك، أن النموذج يساعد أصحاب المصالح الرئيسيين في قطاعات المياه والطاقة والغذاء والبيئة والزراعة على معرفة التداعيات المتعلقة بالأمن المائي وتطوير خطط محكمة في الإدارة المتكاملة لموارد المياه.
وقال المهندس محمد جمعة بن جرش الفلاسي: “إن الأمن المائي يشكل قضية ذات أهمية استراتيجية تتثمل في ضمان وفرة المياه وجودتها لتلبية الطلب في المستقبل، والحفاظ على أمننا الغذائي واستدامة النمو الاقتصادي ونظرا للتأثير السلبي لتغير المناخ على توافر المياه وجودتها وكميتها باتت الحاجة إلى معلومات إضافية عن المياه وإلى نهج متكامل في إدارتها أمرا ملحاً”.
وأضاف “أن النموذج الجديد سيوفر رؤى معمقة حول أطر الإدارة المتكاملة لموارد المياه والخيارات الاستراتيجية المتاحة، وبالتالي ستدعم جهودنا نحو استدامة المياه، ومن خلال التقييم المتكامل للسيناريوهات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية المتعلقة بإدارة المياه، فنحن قادرون على توفير معلومات محورية لمختلف أصحاب المصلحة وصناع السياسات في أبوظبي، مما يعزز من قدرات الإمارة في التخفيف من المخاطر على أمن المياه مع الدفع بالحلول المبتكرة واستراتيجيات استخدام المياه للحفاظ على هذا المورد الحيوي واستدامته للأجيال القادمة”.
وفي ظل النمو السكاني المتزايد وتوسع التنمية الاقتصادية في أبوظبي، فإن تلبية الزيادة الكبيرة في الطلب على المياه والتخفيف في نفس الوقت من آثار تغير المناخ على وفرة المياه ستتطلب استراتيجيات وسياسات قائمة على بيانات علمية.
ومن أجل ضمان دقة البيانات المدخلة، وعمليات تقييم العرض والطلب على المياه في مختلف القطاعات – الزراعة والصناعة والغذاء والطاقة والبيئة – اتبعت دائرة الطاقة في أبوظبي نهجا منفتحا لإشراك مختلف الأطراف للوصول إلى نموذج شامل لشبكة المياه.
ويعد النموذج المتكامل للمياه إضافة هامة لنظام النمذجة لدى دائرة الطاقة في أبوظبي، ويوفر بعدًا مائيًا لنموذج أبوظبي المتكامل للطاقة IEM ويعتمد النموذج المتكامل للمياه على ذات التكنولوجيا المستخدمة في نموذج “بناء قدرات نمذجة الطاقة” الذي أعدته دائرة الطاقة بالتعاون مع شركة Energy Exemplar وهي شركة عالمية رائدة في برامج محاكاة وتحليلات الطاقة والمياه. ومن شأن ذلك أن يوفر المرونة الكافية لإضافة متغيرات تتعلق بالمياه، واحتمالية ربط النموذج في المستقبل بنموذج أبوظبي المتكامل للطاقة لتطبيق نهج ترابطي عند وضع سيناريوهات الطاقة والمياه والغذاء التي يحتاجها صانعوا السياسات.
وفي المرحلة التالية من مشروع النموذج المتكامل للمياه التابع لدائرة الطاقة ستتم دراسة العديد من السيناريوهات الرئيسة؛ بهدف إصدار “توقعات المياه” طويلة الأمد.