فيسبوك وآتسآب والطلاق مرّتان
نعم نعم..
لا إمساكَ بالمعروف، ولاتسريحَ بإحسان .. وإنّما..
الطلاقُ مرّتان، مرةً خدّرتني، ومرة غَدَرَتني..!
والمرّة الأخيرة فارقتني، فأقمت لها المآتم وسرادقاتَ العزاء لمدة سبع ساعات أفتُقِدن فيها العشيقات الثلاث من الرّادار، ورأيت الرابعة للمرة الأولى بين الجدران والتي كانت قبِلت يوماً دخول بيتي من الباب تاركةً بيتَ ذوَيها وأمَّها وأباها.!
وما أكثرهم المتزوّجون بفيسبوك وضرّتها الأولى الوآتسآب، والثانية الإنستغرام، ثم الثالثة بالإضافة إلى الرابعة (أم الأولاد) بعد أن كانت هى الأولى يومَ دخلت بيتي أمّاً وزوجةً .. صديقةَالعمروشريكةَالحياة .. ثم نالت فجأةً التقاعد الإجباري من جميع مناصبها والتصنيف التعسّفي لتبق(الرابعة) او لاتبق، أو تهبط الى الخامسة والسادسة إلى مالانهاية إن أرادت البقاء (وهى نازلةً) مهمّشةً بين جدرانٍ (انتَ فيها صاعداً) جنداًمجنّداً لشاشاتٍ لك منها وعليها زوجتك الأولى فضُرّتها الأولى والثانية والثالثة والخامسة إن كنت على مذهبٍ يسمح لك أكثر من أربعة إلى مالانهاية.!
نواسيهم العُشّاق الذين إفتقدوا العشيقات الثلاث هذا الأسبوع لمدة سبع ساعات، نواسيهم العزاء على تلك الساعات السبع أحسن الله عزائكم فيها .. اللهم الا ان رقم سبعة لم يكن قاسيا على رؤوسكم وحسب، بل هو الآخر نفس الرقم، رقم سبعة كان الفأس على رأس زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك الذي خسر في غضون سبع ساعات، سبعة مليارات دولار أمريكي بسبب إختفاء ملكات جماله الثلاثة (فيسبوك وآتسآب وإنستغرام) وفقا لوكالة بلومبرغ ..
وانخفضت أسهم ستّ الكلّ(فيسبوك) بقرابة 5% بعد هذه الغيبوبة العالمية، والإختفاء الّلإرادي من أحضان العُشّاق لمدة سبع ساعات، لتخسر فيها الشركة 47مليار دولارأمريكي من قيمتها السوقية..!
هؤلاء العشاق وزوجاتهم، او هذه الزيجة إن صحّ التعبير، لم يكن لها مأذون ولا قاضي، ولاعقدُ قرآنٍ ولامحاكم الأحوال الشخصية وتوثيقات .. ليس لأن القضاة منشغلون بما هو أهم، أو لايعترفون بها، وإنما:/
لأنّهم هم الآخَرون منشغلون بها دون عقود حقيقية ولاشهود واقعيون، ذلك لأنهم الآخَرونَ، هم القضاة الرقميون المفتَرضون، الذين يغسلون ملابسهم في الليل ولايجدون في النهار مايلبسون .. فأولئك هم المفلِسون.!
وعلى رأس قائمة هؤلاء المفلِسين، هم المفلسون بالعقل والتدبير بين ظهرانينا، أليست السماء أكدت علينا مرارا بالتساؤل:/ أفلايعقلون.؟ أفلا يتدبّرون.؟
أَتَفقَه يافقيه.؟
وأمِنَ العقل أيها العقلاء.؟ ان تكون بكل خصوصياتك في قائمة هؤلاء 1.5 مليار المُرعَبون في تلك الساعات السبع، وتحت رحمة صفحتك في أحضان الحاضنة والمحتضة لمليار ونصف المليار بتلك الآنسة العانس”فيسبوك” وهى عُرضةٌ للإختراق في اي وقت ثم للإنتهاز والإبتزاز في كل الأوقات.!
إنّي لأستشفُّ من هذا الحدث صورة مستنسَخة لكورونا، بفرقٍ بسيط، الأول فعل فعلته دون ان يجسّ نبض عشرة مليارات من سكان كوكب الأرض، بينما الأخير بدأ يجس نبض ربع سكان كوكب الأرض فيما قد يأتي يوما بما لم يكن في حسبان البقية الباقية..!
بقلم: أحمد إبراهيم – كاتب إماراتي