استعرض أدباء ومختصّون مقومات القصّة الناجحة وأبرز عناصر تمكينها وتعزيز أثرها الخطابي، وتحديداً في نقل الرسائل والسياسات الحكومية للفئات المستهدفة، وذلك خلال الجلسة الثالثة والأخيرة من جلسات اليوم الأول للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2021، والتي جاءت بعنوان “السرد القصصي.. ماهيته ودوره في الأثر الخطابي”. وشهدت الجلسة مشاركة كلاً من راشد الفلاحي، عضو المجلس الاستشاري- مبادرة السرد القصصي المتمحور حول الكرامة”، والسعد المنهالي، رئيس تحرير مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية، ونايلة الخاجة، مخرجة ومعد وكاتبة سيناريو إماراتية، والكاتب والمصوّر ويل ستور، وادار الجلسة الإعلامي اللبناني، مالك مكتبي.
وبيّن المشاركون أن هذه العناصر والمقومات تتمثل في: البساطة، والواقعية، والمصداقية، والتشويق واللمسة الوجدانية، وسرد الحقائق والمعلومات الداعمة لها، موضحين أن توفّر هذه العناصر في القصة يعزز من دورها المؤثر والقادر على تغيير القناعات المجتمعية والفردية على حدّ سواء.
السرد القصصي ودعم السياسات الحكومية
وأوضح راشد الفلاحي أن أحد أهم أهداف الاتصال الحكومي يتمثل في دعم السياسات والمشاريع والمبادرات الحكومية، وبإمكان السرد القصصي في هذا الموضع أن يسهم في ايصال الرسائل للفئات المستهدفة، وتحويل المتلقي إلى ناقل لهذه الرسائل، إذ أن السرد القصصي يثبّت الرسالة في أذهان المتلقي. مؤكداً أن دولة الإمارات نجحت وتعتبر نموذجاً في توظيف السرد القصصي في رسائلها ومبادراتها، وذلك عبر القرارات الحكومية واستحداث الوزارات الملهمة كوزارة السعادة وغيرها، إذ أنّ خلف هذه القرارات والمبادرات قصصاً ملهمة، وتجارب غنيّة، وهي امتداد لأحداث مستمرة من الماضي إلى الحاضر.
القصة بين الموهبة والاكتساب
من جانبها أشارت نايلة الخاجة إلى أن السرد القصصي يمكن أن يكون موهبة وفطرة، ويمكن كذلك أن يكتسب اكتساباً عبر التجربة والتدريب، موضحةَ أنّ القدرة على الكتابة والجذب التسويقي وفهم توجهات الجمهور يسهم في تحقيق النجاح الكبير للقصة، إلى جانب المصداقية والشغف، وأن يكون العمل القصصي واضحاً ومباشراً، ودون تفاصيل زائدة عن الحاجة، والتي من شأنها أن تضعف وربما تدمّر القصة.
وأكدت السعد المنهالي أنّ المجتمعات القوية قامت فعلاً على قصص جمعت ما بين رواية الحزن والألم من جهة، والأمل والبهجة والانتصار من جهة أخرى. واستعرضت المنهالي منهجية مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية، في السرد القصصي مشيرة إلى أنّ الشعار الذي ترفعه المجلة يتمثل في “العلم منهجنا والاستكشاف نبراسنا والحكاية أسلوبنا في تغيير العالم”، وقد سردت عدداً من القصص التي تترجم هذا الشعار إلى واقع ملموس يمسّ جوانب حياتية عديدة.
وبدوره قال ويل ستور: “إن القصة الرائعة هي تلك التي ترتبط بمدى الفهم، ومصدر رواية القصة، وأن تكون القصة محددة، وتسرد أحداثاً معينة، بأشخاص محددين، وجمهور مستهدف، ومثيرة للاهتمام، ولا بدّ من تجنّب النظرة العامة، واللغة العامة التي لا قيمة لها، فمهمة الكاتب أن يجعل الأمور غاية في الوضوح”. وأجمع المتحدثون خلال الجلسة على أن أسلوب السرد القصصي يختلف من مجتمع لآخر، حسب العادات والتقاليد والثقافة التي يتمتع بها المجتمع، الأمر الذي يتطلب فهم حاجيات الجمهور المستهدف واهتماماته.