تصدرت الإمارات لائحة المانحين للمساعدات الخارجية منذ بداية العام 2015 بحسب تقرير للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر.
وأفاد التقرير أن الإمارات احتلت أيضاً المرتبة الأولى كأكبر مانح للمساعدات الخارجية عالمياً عن سنة 2013، حيث بلغت قيمة دعمها لمختلف بلدان العالم 5.89 مليارات دولار خصصتها 38 جهة مانحة حكومية وغير حكومية لمساندة الشّعوب الأكثر فقراً أو تأثراً بالأزمات، وللمساهمة في مشاريع تنموية في أكثر من 140 دولة حول العالم.
وعلى الصعيد ذاته أكد تقرير أصدرته وكالة الأنباء الإسلامية الدولية التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، أن الإمارات الأولى عالمياً كأكبر مانح للمساعدات لمعالجة الأزمة الإنسانية في اليمن خلال 2015، وهو ما يمثل 31% من إجمالي المساعدات المقدمة من البلدان في جميع أنحاء العالم، ولفت التقرير إلى أن إعلان الإمارات المانح الأكبر للمساعدات الخارجية يأتي ليؤكد على دور الدولة البارز في الحقل الإنساني على الصعيد العالمي.
وبلغ إجمالي المساعدات الخارجية المقدمة لجمهورية اليمن حتى نهاية أكتوبر الماضي نحو 1.3 مليار درهم منها 844.2 مليون درهم قيمة المساعدات المدفوعة فيما تم تخصيص مبلغ 494.7 مليون درهم لمشاريع سيتم تنفيذها لإعادة تأهيل مرافق البنية التحتية في اليمن.
وعلى الصعيد الخارجي، نفذت الهيئة الإغاثات العاجلة والطارئة للشعوب المنكوبة والمتضررة من جراء الكوارث والأزمات وبلغت كلفة المعونات الإغاثية التي قدمتها الهيئة خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام 2015 نحو 169 مليوناً و494 ألفاً و843 درهماً، استفاد منها عدد من الدول، شملت سوريا وفلسطين والأردن والصومال والسودان وتونس وماليزيا وصربيا.
كما بلغت قيمة المشاريع الإنشائية والتنموية خارج الدولة (114) مليوناً و(765) ألفاً و(355) درهماً، فعلى الصعيد الإنساني، كانت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي السباقة إلى مد يد العون الإنساني للشعب اليمني الشقيق.
عونك يا يمن
وأطلقت الهيئة حملة كبرى لدعم الأوضاع الإنسانية في اليمن، ومساعدة نحو 10 ملايين شخص تأثرت أوضاعهم نتيجة الأزمة الأخيرة، وذلك تحت شعار «عونك يا يمن»، لحشد الدعم لمصلحة برامج ومشاريع الهيئة الموجهة إلى المتأثرين من الأحداث في اليمن وتخفيف معاناتهم.
وتمكنت الهيئة من إدخال أكثر من 15 ألف طن من مواد الإغاثة المتنوعة إلى داخل الأراضي اليمنية، من خلال تسيير تسع سفن وعدد من القوافل البرية، إلى جانب تحسين خدمات الكهرباء، من خلال تأهيل المحطات وتوفير مواد الطاقة لبعض المرافق الحيوية.
ورصدت مبلغ 300 مليون درهم، لتنفيذ برامج إغاثية ومشاريع تنموية في اليمن، وأنه تم تخصيص 50 مليون درهم لمشروع «سقيا الإمارات» في اليمن، كما تم نقل مكتب الهيئة من صنعاء إلى عدن بعد الاستقرار والهدوء الذي شهدته المدينة بعد تحريرها.
وفي أحدث تقرير لهيئة الهلال الأحمر عن مساعداتها في اليمن، فإن نحو 994 ألف يمني استفادوا من مساعدات الهلال الأحمر حتى الآن وتعتبر الهيئة من أوائل المنظمات الإنسانية التي وصلت إلى هناك في هذه الظروف الاستثنائية ووزعت مساعداتها على الأهالي مباشرة، واستفادت من تلك المساعدات حتى الآن (10) آلاف أسرة في تعز، و(7) آلاف و(500) أسرة في باب المندب، وألف و(900) أسرة في لحج، وألف و(500) في أبين، و(10) آلاف في شبوة، و(109) آلاف و(568) في عدن، إلى جانب ألف و(500) أسرة في مديرية الصبيحة بمحافظة لحج.
وأفاد تقرير من الهلال الأحمر أن جملة ما أنفقته الهيئة على المشاريع التنموية والتعليمية والصحية في محافظة عدن ومديرياتها الثماني بلغ 462 مليوناً و279 ألفاً و586 درهماً، ليستفيد منها أبناء الشعب اليمني الذين تضرروا من جراء الأحداث التي يشهدها بلدهم.
مساعدة اللاجئين
وأعلنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أن إجمالي قيمة المساعدات الإنسانية المقدمة من الهلال للاجئين السوريين بلغ 602 مليون و402 ألف و989 درهماً من إجمالي ما قدمته المنظمات والهيئات الإنسانية بدولة الإمارات.
وقالت الهيئة إن برنامج المساعدات الإنسانية الذي وضعته منذ اندلاع الأحداث في سوريا، لا يزال مستمراً لتوفير الدعم الإغاثي والإنساني لأكبر شريحة ممكنة من اللاجئين السوريين في دول الجوار السوري.
وتعمل الهيئة على تكثيف جهودها الإغاثية والإنسانية، وتوفير كل المعونات الشتوية خلال الفترة المقبلة، للتخفيف من معاناة اللاجئين السوريين والفلسطينيين في الأردن، والنازحين العراقيين في إقليم كردستان العراق، والعديد من الأسر الضعيفة في باكستان والبوسنة وألبانيا ودول البلقان الأخرى، تحسباً للأحوال الجوية القاسية التي تضرب العديد من الدول، وتؤدي إلى أضرار في الأرواح والممتلكات.
وفي كردستان العراق، حظي اللاجئون السوريون والعراقيون باهتمام كبير من جانب هيئة الهلال الأحمر الإماراتي التي أرسلت طائرات تحمل أطناناً من المواد الغذائية والإغاثية إلى اللاجئين.
حملة «تراحموا»
تنفيذاً لبرامج الهلال الإنسانية على جميع الصعد، فقد أعلنت خلال العام عن حملة «تراحموا» لمساعدة المتضررين من العاصفة الثلجية التي ضربت بلاد الشام والعراق، وقد وجدت الحملة تجاوباً مهماً من جانب المحسنين أفراداً ومؤسسات، وجمعت مئات الملايين من الدراهم، وقام الهلال الأحمر ولا يزال بصرفها على المشاريع الإنسانية والمساعدات الإغاثية للاجئين السوريين في دول الجوار، وكذلك للنازحين في إقليم كردستان العراق.
ووجه سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر، بتخصيص 20 مليون درهم من المبالغ التي تم جمعها من حملة «تراحموا»، لتوفير الاحتياجات الشتوية، وإغاثة اللاجئين والمتأثرين من الظروف المناخية السائدة في كردستان العراق.
فلسطين
وحظيت فلسطين باهتمام هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، فواصلت تقديم العون والمساعدات لها بشتى أنواعها الإغاثية والتنموية التي تفيد أكبر عدد ممكن من الأسر المحتاجة في المدن والمخيمات الفلسطينية داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها.
وفي الأردن، قدمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مليون دولار، دعماً لبرامج مركز الحسين للسرطان الإنسانية التي يقوم بها في علاج المرضى.
ووقعت هيئة الهلال الأحمر مذكرات تفاهم واتفاقيات مع عدد من الجهات الأخرى خلال العام 2015 تستهدف التعاون في الجوانب الإنسانية والإغاثية، وتساعد على تنفيذ استراتيجية الهيئة في هذا المجال، حيث وقعت الهيئة مذكرات تفاهم مع المجلس النرويجي للاجئين، وبرنامج الأغذية العالمية، ومع منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»، بخصوص مساعدة أبناء قبيلة الطوارق شمالي مالي، تتعلق بتقديم الخدمات التعليمية وتأمين المستلزمات الدراسية لعدد كبير من الطلبة.
وأعلنت الهيئة عن إطلاق عدد من الخدمات الجديدة، لتعزيز البرامج وتجويد الأداء ومواكبة المتغيرات نحو التحول التقني، تماشياً مع الاستراتيجية العامة لدولة الإمارات، بهدف توفير جميع الخدمات للمتعاملين مع الهلال الأحمر بسهولة ويسر منها عدد من الخدمات الإلكترونية التي تخدم المحسنين والمانحين للهيئة من خلال التبرع عبر الموقع الإلكتروني.
«الهلال الأحمر» تنفذ برامج إنسانية وخيرية خارجية في رمضان:
نفذت هيئة الهلال الأحمر برامجها الانسانية والخيرية خلال شهر رمضان الماضي وشملت المشاريع فلسطين والعراق واليمن والأردن ولبنان ومصر والجزائر والمغرب وموريتانيا والبوسنة والسنغال والصومال والسودان والفلبين والهند وأفغانستان وألبانيا والجبل الأسود وإثيوبيا وإريتريا وإندونيسيا وباكستان وبنغلاديش وبنين وبوركينافاسو.
كما شملت تايلاند وتشاد وتنزانيا ونيجيريا وتوجو والنيجر وتونس وجنوب أفريقيا وغامبيا وجزر القمر وجيبوتي وسيراليون وسريلانكا ورومانيا وغانا وغينيا وأنغولا ومالي وأوغندا وفيتنام وكازاخستان وقرغيزيا وماليزيا وكوسوفا وأوكرانيا وكمبوديا والمالديف وموريشيوس وأستراليا وتركيا وإسبانيا وبريطانيا وكينيا والمكسيك واليابان وإيطاليا ونيوزيلندا وتشيلي ومقدونيا.
وخصصت هيئة الهلال الأحمر مبالغ إضافية لتنفيذ مشاريعها الرمضانية في المناطق الملتهبة من العالم، والدول التي تواجه ظروفاً إنسانية استثنائية نتيجة للأزمات والكوارث التي ألمت بها.
وفي نيبال، ومنذ أن وقع الزلزال المدمر، وجّه سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر، الهيئة بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة لإغاثة المنكوبين في كارثة الزلزال، حيث شارك وفد من الهلال في عمليات الإغاثة الدولية في نيبال نفسها، في حين توجه وفد آخر إلى الهند لشراء مواد الإغاثة من السوق المحلية الهندية القريبة.
وقد سيرت الهلال نحو مئة شاحنة تحمل ألفاً ومئتي طن من مواد الإغاثة المتنوعة لمصلحة ضحايا الزلزال هناك.
وحصلت هيئة الهلال الاحمر على شهادات دولية لنجاحها في نشر العمل الانساني في العالم ولجهودها الخيرة في هذا المجال اذ حصل فيلم «موجة الأسى» من إنتاج هيئة الهلال الأحمر على عدد من الجوائز في مهرجان نيويورك الدولي للتلفزيون والأفلام.
وفاز الفيلم بجائزتين ذهبيتين عن فئتي الأفلام الوثائقية والدراما الوثائقية وجائزة فضية عن فئة القضايا الاجتماعية وبرونزية عن فئة القضايا الاجتماعية إضافة إلى شهادة تقدير عن فئة المسؤولية المجتمعية.
وكان فيلم «موجة الأسى» قد حصد جائزة «الدولفين الفضي» في مهرجان كان السينمائي للأفلام الوثائقية والترويجية وجوائز التلفزيون بفرنسا في أكتوبر من العام الماضي.
يجسد فيلم «موجة الأسى» قصة عائلة هندية فقدت ثلاثة من أطفالها خلال كارثة تسونامي التي ضربت عددا من الدول الآسيوية في عام 2005 وبمساعدة ودعم من هيئة الهلال الأحمر تمكنت الأسرة الهندية من تجاوز المحنة التي ألمت بها وأسست ملجأً يضم عشرات الأيتام الذين فقدوا ذويهم خلال الكارثة ووجدت الأسرة عزاءها في رعاية هؤلاء الأطفال والاهتمام بهم.
أنشأت هيئة الهلال الأحمر المخيم الإماراتي الأردني في «مريجيب الفهود» بمحافظة الزرقاء القريبة من عمان على مساحة 25 ألف متر مربع ومقسم إلى 7 حارات ليستوعب 10 آلاف أسرة سورية لاجئة تقيم في 110 كرفانات عالية المستوى ويعد أكبر مخيم للاجئين السوريين في الأردن، وعلى مستوى رفيع من الإعداد.
وتحتضن الإمارات المدينة العالمية للخدمات الإنسانية الّتي تضمّ أكثر من 50 منظّمة ومؤسسة متخصصة في توزيع المساعدات.
أنجزت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ثلاثة مشاريع تنموية في الأراضي الفلسطينية، بإجمالي ثلاثة ملايين و897 ألفاً و419 درهماً، حيث تم إنجاز المشروع الأول، وهو مسجد دير قديس الواقعة غربي مدينة رام الله بتكلفة مليونين و77 ألفاً و81 درهماً، إذ يتسع المسجد لنحو ألف و200 مصلٍّ من أهالي القرية، وتبلغ مساحته 1300 متر.