|  آخر تحديث يوليو 4, 2021 , 19:15 م

مستقبل العلاقات الخليجية – الإيرانية (1)


مستقبل العلاقات الخليجية – الإيرانية (1)



على مدى العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين، اتسمت العلاقة بين إيران ودول الخليج العربي الست ( السعودية- الإمارات -قطر -البحرين – عمان – الكويت ) بالصراع أحيانا وبالانفراج احيانا أخرى ، ففي عهد الشاه كانت العلاقات الخليجية – الإيرانية قوية بعد أن طرح نفسه كمناهض للتوسع الشيوعي السوفياتي في المنطقة، غير أنه وضع بذور التوتر بين الجانبين، باحتلاله الجزر الإماراتية الثلاث ( طنب الكبرى، طنب الصغرى، أبو موسى ) سنة 1979.

 

 

ومع قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 ، ازداد التوتر في العلاقات الخليجية – الإيرانية، نظرا للاطماع الإيرانية في تزعم العالم الإسلامي، وازداد الأمر سوءاً مع حدوث الحرب العراقية – الإيرانية بحكم دعم بعض دول الخليج للعراق.
وعادت أجواء التوتر في العلاقات الخليجية – الإيرانية مع الغزو الأمريكي للعراق وتولي ” أحمد نجاد ” السلطة سنة 2005 .
لذا يتوجب علينا توضيح مسار العلاقات الخليجية – الإيرانية من خلال مراحل وهي :

 

 

المرحلة الأولى: توتر العلاقة بعد الثورة :

 

 

بعد نجاح الثورة الإيرانية عام 1979 ، اتسمت العلاقات الخليجية – الإيرانية بالعداء الإيراني خاصة أن الدول العربية الخليجية كانت إحدى نقاط الارتكاز التي يريد النظام الإيراني الاعتماد عليها لتصدير الثورة .

 

ومع نشوب الحرب العراقية – الإيرانية ، وجدت الدول الخليجية أن تلك الحرب تمثل خطرا على وجودها مما استدعى الدعوة إلى تأسيس كيان عربي خليجي موحد لمواجهة التهديدات المحتملة، في الوقت الذي كانت الدول العربية قد قاطعت جمهورية مصر العربية على خلفية توقيع اتفاقية السلام في ” كامب ديفيد ” مع إسرائيل، ومن ثم نقل مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية من ميدان التحرير في وسط العاصمة المصرية القاهرة ، الى الجمهورية التونسية.

 

 

ومع خروج مصر من معادلة القوة في مواجهة إيران وانشغال العراق في حرب لا يمكن التنبؤ بنتائجها مع إيران، وضع ذلك الدول العربية الخليجية في مأزق نتيجة تحييد أكبر دولتين عربيتين.

 

ولقد اتخذت إيران موقفا مضادا عند تأسيس مجلس التعاون الخليجي، وتبنت نظرة سلبية تجاه الدول العربية التي وقفت الى جانب العراق في حرب الخليج الأولى ، واعتبرتها بأنها حلف عسكري موجه ضدها .
كما أن وجود مجلس التعاون الخليجي يمثل خطوة للاندماج الاقتصادي والسياسي العربي مما يشكل وضع غير ملائم للمصالح الإيرانية، واعتبرت إيران ذلك انه امتداد للنفوذ السعودي .

 

المرحلة الثانية: الهدوء :

 

 

بعد الغزو العراقي للكويت عام 1990 ، بدأت مرحلة الهدوء في العلاقات الخليجية – الإيرانية حتى منتصف تسعينيات القرن الماضي، باعتبار إيران من الدول الرافضة لهذا الغزو ، إلا أن القضايا بين الخليج وإيران كمسألة تصدر الأفكار الثورية واحتلال إيران الجزر الإماراتية الثلاث( طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى ) ظلت عالقة بين دول الخليج وإيران.

ومع وصول “محمد خاتمي” للرئاسة سنة 1997، شهدت العلاقات الخليجية – الإيرانية تطورات إيجابية وانفتاحا سواء على صعيد الخطاب السياسي أو السلوك العملي الإيراني، حيث أن خاتمي حاول تعزيز سياسة رفسنجاني المنفتحة على الخليج بل وضم الى الخليج دولا أخرى مثل مصر والاردن.

 

 

كان لإيران حينها تمثيل دبلوماسي رفيع المستوى في العواصم الخليجية، حيث أنه كان لإيران سفيرين في المملكة العربية السعودية أحدهما في العاصمة الرياض، والآخر في جدة مقر منظمة التعاون الإسلامي.

 

في عام 2005 عاد التوتر للعلاقات بين دول الخليج وإيران بعد فوز ” محمود أحمد نجاد ” بالانتخابات، إلا أن الطابع الاستفزازي في السلوك السياسي الإيراني اتخذ منحنى نوعيا بالتزامن مع المفاوضات التي سعى لها الغرب بشأن برنامج إيران النووي، والتي أسفرت عن توقيع اتفاق بين الطرفين في عام 2015 ، وهو ما يعرف ب ” خطة العمل الشاملة المشتركة ” أو الاتفاق النووي .

 

 

المرحلة الثالثة: مرحلة القطيعة :

بدأت مرحلة القطيعة في عام 2011 موعد اندلاع الثورة السورية وتناقض موقف إيران والخليج حول انتقال السلطة وبقاء نظام الرئيس بشار الأسد، وخريف 2014 عندما انخرطت إيران في دعم الانقلاب الحوثي على الشرعية في اليمن وما تبعه من توغل إيراني واسع في أغلب الدول العربية جنبا الى جنب مع مباحثات الاتفاق النووي ، وهو ما عنى ان إيران تريد أن تحصل على مكاسب ميدانية وقت التفاوض حتى إذا ما تم الاتفاق، وهو ما حدث بالفعل ، يكون وجودها في العواصم العربية أمرا واقعا لا يمكن التفاوض بشأنه.

 

 

 

 

بقلم: فاتن الحوسني


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com