|  آخر تحديث يونيو 29, 2021 , 22:00 م

التزامنا جوهر حصانتنا


التزامنا جوهر حصانتنا



مواجهة الإمارات المستمرة مع فيروس «كورونا» المستجد، التي تقدم في جميع مراحلها نماذج متفوقة في تدابيرها الحريصة على سلامة المجتمع بكل أفراده، اعتمدت منذ البداية على استراتيجية مثابرة، تضع في التقييم الدائم للتطورات والمتغيرات، سواء المحلية أو العالمية، أساساً علمياً لإنجاح جهود المكافحة، وهو ما تتعامل معه الجهات المختصة في الدولة بشفافية وموضوعية ودقة عالية، وتسارع إلى مواجهة مستجداته بمواكبة حثيثة، وبأعلى الإجراءات والتدابير والوسائل الكفيلة بتعزيز المكتسبات الكبيرة التي تحققت في تحصين مجتمعنا صحياً.

وحرص الجهات المعنية على وصول المعلومات الدقيقة حول هذه المستجدات إلى جميع شرائح المجتمع، بكل شفافية ووضوح، مؤشر على الأهمية القصوى التي تضع من خلالها الإمارات الشراكة مع المجتمع، والالتزام الجماعي لأفراده، جوهراً أساساً وعاملاً حاسماً في إنجاح استراتيجيتها في الانتصار على الجائحة وتبعاتها.

العالم اليوم يتحدث بقلق عن المتحورات، وخصوصاً متحور «دلتا» الأسرع انتشاراً، ورغم أنه ليس المتحور الأكثر انتشاراً في الإمارات، إلا أن هذه المتغيرات العالمية تستدعي بقوة أن نجدد الحذر، كما تستدعي أن يحتكم الجميع إلى العقل، وعدم البناء على المعلومات المخلوطة، بل المسارعة إلى الأخذ بأسباب حماية النفس وتحصين الوطن، واتباع ما أثبتته الدراسات العلمية الموثوقة، بما لا يدع مجالاً لشك، بأن اللقاح هو الطريق الأسلم لتجنب العواقب الوخيمة، وعودة الجميع إلى الحياة الطبيعية المعتادة.

فالدراسات أظهرت بوضوح أن اللقاحات حققت نجاحاً كبيراً في خفض الإصابات، وتقليل دخول المصابين إلى المستشفيات، إضافة إلى خفض الوفيات، وفي الدولة كانت نسبة الحالات الأعلى التي أدخلت العناية المركزة هي لغير المطعمين وبلغت 92 %، فيما كانت نسبة المطعمين 8 %، وهو فارق كبير على كل من يتلقى اللقاح أن ينظر إليه بجدية كبيرة، وإضافة إلى ما يظهره العلم بأبحاثه، فإن على النسبة القليلة المتبقية ممن لم يتلقوا اللقاح، أن تحتكم إلى خيار الأغلبية الصائب، فقد وصلت الإمارات بحملة التطعيم الناجحة، إلى نسبة مرتفعة ممن أقبلوا على تلقي اللقاح تجاوزت 71% من إجمالي السكان، ونحو 91.8 % من الفئة المؤهلة.

وإضافة إلى ذلك، يبقى الالتزام بالإجراءات والتوجيهات الدقيقة في هذا التوقيت بالذات أمراً في غاية الفاعلية، فمع انتشار المتحورات عالمياً ونحن في فصل الصيف وموسم الإجازات والسفر، تشير المستجدات إلى ضرورة زيادة حرص المسافرين على تدابير الوقاية، وعدم السفر لغير الحاصلين على اللقاح، أو من لم يستكملوا الجرعات، ومسارعة متلقي اللقاح أيضاً إلى أخذ الجرعة الداعمة.

مجتمع الإمارات أظهر وعياً استثنائياً، في جميع مراحل المواجهة، ولكن حماية النجاحات والوصول إلى الانتصار الكامل يتطلبان عدم الركون إلى الإنجاز، ومضاعفة مسؤوليتنا والتزامنا الجماعي بأدق وأحدث الإجراءات والتدابير.

 

 

 

 

بقلم: منى بو سمرة


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com