تقول العرب ” الصيت ولا الغنى” وهذا المثل هو شعار للسمعة وأهميتها عند العرب والمجتمع خصوصاً عندما تكون السمعة حميدة فقد قارن العرب فيها المال والذي هو أعز ما يقدره الأنسان ، ولكن السمعة هي المناط الحقيقي في الحياة كما هي كذلك الدمار الشامل للإنسان فيما إذا كانت السمعة سيئة .

السمعة إما أن تكون دعاء لك للأبد أو دعاء عليك للأبد ومن هنا هي صناعة يديك لحياتك ومماتك ، إنها أول مشروع يتبناه الوالدان في حياتنا من خلال تربيتنا لكي يكون مساراً حقيقيا لحياتنا ولسمعتهم كذلك ، فقد يجتهد الوالدان على تعليمنا الأخلاق والسلوك الحسن وتقدير الذات وأجترام الأخرين وكذلك عدم الخوض في السيء من السلوك مهما كان .

كثيرون هم من عاشرناهم من خلال الحياة وهم على مناصب وذوي ألقاب ولكن بعد زمن هناك من إذا تراه تجري لتسلم عليه وتقبل رأسه إذا لزم الأمر من حسن السمعة ومن باب التقدير لهذه الشخصية الخلوقه ، ومنهم ما إذا رأيته أزحت وجهك إلى الجانب المعاكس ولربما غيّرت المكان لوجوده فيه مرافقا هذا السلوك الدعاء عليه وتصل عند البعض الشتيمة .

كما أن هناك من يسعى إلى تشوية سمعتك ويستهدف ذلك ويعتبرها بطولة وهذا من سوء ظنه بالآخرين كما أنه ضعيف وعاجز من أن يأتي بسمعه تشبة سمعتك وانجازك وأخلاقك فيسعى جاهداً للنيل منك بشتى الطرق المشروعة والغير مشروعة ليثبت للأخرين بأنك لا تستحق كل هذه السمعة ولا المكانة  في أنفس الأخرين ولا يدرك أن السمعة صناعة تعود إلى الأصل والتربية والأخلاق و أن التسامح والتغافل أرقاها .

“ما يهزك ريح يا مركب هوانا ” إن كنت صنعتها تلك السمعة الحميدة فلا خوفٌ عليكم ولا أنتم تحزنون مهما يسعى المغرض للنيل منها فقد قال الله عزّ  و جلّ في سورة آل عمران ((قَدْ بَدَتِ ٱلْبَغْضَآءُ مِنْ أَفْوَٰهِهِمْ وَمَا تُخْفِى صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ)) هكذا هم ويدّعون أنهم على حق كما قال الله عز و جل في سورة الكهف ((  الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا )) هنا نقف على صناعة للسمعة لا يجيدها الضعفاء فالسمعة أعز من المال والقوة فهي دنيا وآخرة.

لكم التحية

بقلم: عبدالله سعيد بن شماء