في مشهد هو الأول من نوعه داخل قاعة مجلس الأمة الكويتي، غيب الموت النائب نبيل الفضل أثناء انعقاد جلسة المجلس العادية امس، إثر سقوطه مغشياً عليه، بعد نحو ساعة من انعقاد الجلسة.

وكان الفقيد تحدث في جلسة البرلمان قبل نحو نصف ساعة من وفاته، منتقداً المشهد، الذي وصفه بغير الحضاري والمشين والمتمثل في توقيع بعض النواب لمعاملات من الوزراء أثناء الجلسات.

وأوصى الفضل في حديثه رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم بوقف هذه الفوضى، كما أوصى رئيس مجلس الوزراء في كلمته أيضاً بالتنبيه على الوزراء بعدم توقيع أي معاملة أثناء الجلسة.

وشاءت الأقدار أن تكون الجلسة، التي قال عنها الفضل «إنها الجلسة الأولى، التي يعقدها المجلس الحالي في موعدها، أي الساعة التاسعة صباحاً أن تكون هي الأخيرة بالنسبة له، حيث سقط في تمام العاشرة مغشياً عليه، وهو جالس على مقعده، وفي دقائق معدودة لفظ أنفاسه».

وودع النائب الكويتي الحياة في «قلب» قاعة عبد الله السالم وسط زملائه النواب والوزراء أثناء تأديته الواجب الوطني، التي تعد المرة الأولى من نوعها في تاريخ الحياة النيابية في دولة الكويت.

وكان الفضل، الذي كان يعاني من أمراض عدة (وأجرى العام الماضي عملية زرع كلية)، جالساً على مقعده النيابي في قاعة عبد الله السالم في حديث جانبي مع وزير الإعلام وزير الشباب الشيخ سلمان الحمود، ثم فجأة سقط مغشياً عليه، وعلى الفور توقفت جلسة المجلس، وهب وزير الصحة علي العبيدي ووكيل الوزارة د. خالد السهلاوي، وطبيب المجلس والنائب د. منصور الظفيري والمسعفين بهدف إسعافه، وتم تركيب جهاز التنفس الصناعي له، إلا أنّه فارق الحياة بعد أقل من خمس دقائق.

ووضع علم كويتي على المقعد، الذي كان يجلس إليه النائب الفضل.

وبعد نحو ساعة من وفاته أعلن رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم نبأ وفاة الفضل، وتأجيل الجلسة، التي كان مقرراً لها الانعقاد ليومين ومدرج على جدول أعمالها استجواب وزير الصحة إلى 14 يناير، كما أصدرت الحكومة بياناً نعت فيه الراحل.

ووفق الدستور الكويتي فإنه يجب إجراء انتخابات تكميلية في الدائرة الانتخابية الثالثة، وفق نظام الصوت الواحد في الاختيار بالنسبة للناخبين لاختيار نائب بديل عن الفضل، الذي وافته المنية خلال شهر من تاريخه.