قامت جمارك دبي بتطوير مبادرة سياج الذكية، ودعمها بعشر سيارات كهربائية صديقة للبيئة، تم تخصيص سيارتين منها لوحدة الكلاب الجمركية الـ k9، المساندة لعمليات التفتيش الجمركي، وذلك انطلاقاً من خطتها الاستراتيجية 2021 – 2026، نحو ريادة الجمارك الآمنة عالمياً، عبر تعزيز كفاءة الاستهداف والتفتيش الجمركي، وتعمل السيارات الجديدة كدوريات أمنية على مدار الساعة، لتغطية المراكز الجمركية البحرية: خور دبي، مرفأ ديرة، ميناء الحمرية، ميناء راشد والواجهة البحرية، حيث تُمكن هذه السيارات صغيرة الحجم، المفتشين من كشف وضبط المواد الممنوعة والمقلدة، لسهولة تنقلها بين البضائع على الأرصفة، وقدرتها على فرض طوق أمني للمناطق الساحلية دون أي إزعاج لزوار هذه المناطق التي تتميز بالجذب السياحي، بما يدعم دبي عاصمة السياحة العالمية.
ويُعد مشروع «سياج»، مبادرة مبتكرة لوضع حد فاصل بين الحرم الجمركي ومنطقة دخول إمارة دبي، من خلال سياج افتراضي ذكي، يتكون من كاميرات عالية الجودة، تغطي كافة أرجاء الحرم الجمركي للمنافذ، وحساسات، ورادارات للتحكم في عملية حركة البضائع والأشخاص، للقيام بعملية التحليل والاشتباه، وتسعى جمارك دبي من خلال الارتقاء بالمشروع، إلى تشديد الرقابة على المنافذ البحرية لحماية المجتمع والاقتصاد، بالاعتماد على التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي والأجهزة المتطورة لكشف المواد الممنوعة، بالاستعانة بطائرات بدون طيار «الدرون»، وزوارق مجهزة بأنظمة متطورة قادرة على مراقبة وتتبع السفن قبل دخولها إلى موانئ المنطقة الساحلية، كإجراء استباقي للإبلاغ عن أي مخاطر قد تحملها السفينة، وسيارات تعمل بالطاقة الكهربائية، تواكب تحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية للدولة.
وقال أحمد محبوب مصبح المدير العام لجمارك دبي: «تدعم مبادرة «سياج» المنظومة الأمنية في دبي ودولة الإمارات بالقضاء على عمليات تهريب المواد الممنوعة الصادرة والواردة عبر منافذ دبي وكشف الجرائم بناءً على عمليات البحث والتتبع و المراقبة وتحليل المعلومات، مع الأخذ بأهمية تسهيل وانسيابية التجارة، كما أنها تسهم بشكل مباشر في دعم حركة التجارة بين دبي وباقي دول العالم، وذلك انطلاقاً من استراتيجيتنا في ترسيخ موقع دبي عاصمة المال والأعمال وفق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، مشيراً إلى أن تطوير مشروع سياج بشكل مستدام سيعزز من الارتقاء بالأعمال الجمركية من خلال التنسيق و التعاون بين سلطة الجمارك و الموانئ والجهات ذات الصلة».
وأكد سعادته أن حماية المجتمع من أضرار ومخاطر المواد الممنوعة والمخدرات تأتي في مقدمة أولوياتنا من خلال القيام بدورنا الحيوي كخط الدفاع الأول عن أمن وسلامة المجتمع، وتؤدي مبادرة «سياج» دوراً رئيسياً في دعم هذا الدور وتحقيق رؤية جمارك دبي في أن تكون الإدارة الرائدة في العالم الداعمة للتجارة المشروعة، حيث يقوم قطاع التفتيش الجمركي بواجبه الوطني في الخطوط الأمامية لحماية المجتمع وتسهيل التجارة، مشيراً إلى أن جمارك دبي تتبنى سلسلة متكاملة من الإجراءات والتقنيات للتصدي لكافة محاولات التهريب، ابتداءً من تقنية الإنذار المبكر المتمثل في نظام محرك المخاطر الذكي لتشخيص كافة الشحنات المشتبه فيها مسبقاً، وصولاً إلى عمليات التفتيش حيث يتم تزويد المراكز الجمركية بأحدث أجهزة التفتيش المتطورة.
من جهته أوضح الدكتور عبد الله بوسناد المدير التنفيذي لقطاع التفتيش الجمركي في جمارك دبي أن تزويد «سياج» بعشرة سيارات كهربائية بحجم سيارات الجولف، سيدفع نحو سهولة الحركة بين البضائع على أرصفة الشحن وتوسيع قاعدة تفتيش السلع القادمة إلى الدولة، واستهداف الشركات والسفن المشتبهة بها وخاصة السفن الخشبية، حيث باشرت خطة إعادة توزيع السفن في المنطقة الساحلية حسب ملائمة الموانئ، بما يضمن كشف المواد المهربة والمقلدة في منطقة الخور والتي تمتد لنحو 12 كيلومتر.
وساهمت مبادرة «سياج» في العديد من الضبطيات التي أنجزتها جمارك دبي مؤخراً ومنها العملية النوعية التي نفذت في مركز جمارك الخور ومرفأ ديرة وتعد من أكبر الضبطيات حيث بلغ إجمالي كمية المواد المخدرة متعددة الأنواع التي تم ضبطها نحو 662 كيلو جرام، كما نجح فريق سياج بالتعاون مع كادر المفتشين في مركز جمارك الحمرية من الإطاحة بحاوية تحتوي على 76.31 كيلو جرام من المواد المخدرة، تبلغ قيمتها التقديرية نحو 47.5 مليون درهم، وزعت بنحو 30.15 كيلو جرام من مادة الكريستال و 46.16 كيلو جرام من مخدر الحشيش».