حرص السودان على جذب المستثمرين والحصول على تعهدات بسداد متأخراته لصندوق النقد الدولي في مؤتمر في باريس ما يمهد الطريق لتخفيف أوسع للديون الخارجية بما لا يقل عن 50 مليار دولار. يأتي ذلك بعد أن تراكمت على السودان متأخرات ضخمة على ديونه، لكنها أحرزت تقدماً سريعاً نحو التنازل عن جزء كبير منها بموجب خطة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
وحصل السودان على تعهدات بمليارات الدولارات في مؤتمر باريس لدعم الانتقال الديمقراطي في السودان، حيث أعلنت فرنسا عن أنها ستقدم قرضاً تجسيرياً يبلغ 1.5 مليار دولار إلى السودان لسداد متأخراته لصندوق النقد الدولي، في خطوة تمهد لتخفيف أوسع نطاقاً لديون خارجية لا تقل عن 50 مليار دولار. كما كشف نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة شرق وجنوب أفريقيا، حافظ غانم، عن منحة لدعم السودان بمبلغ ملياري دولار، بجانب دعم برنامج الأسر ومكافحة جائحة كورونا، فيما اتخذت النرويج قراراً بإلغاء جميع الديون الثنائية. كما التزم عدد من الدول بدعم الاستثمارات في السوداني، بينما وجّه العام للأم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، رسالة دعم قوية للسودان، وقال: «لدينا مسؤولية تجاه السودان لتعزيز انتقاله نحو الديمقراطية وإعادة بناء اقتصاده».
وأعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، عن تطلع السودان لدعم المجتمع الدولي للتمكن من بناء السلام.
جاء ذلك لدى مخاطبته ظهر اليوم بالعاصمة الفرنسية باريس مؤتمر باريس لدعم الانتقال الديمقراطي في السودان، وذلك بحضور رئيس مجلس الوزراء د. عبدالله حمدوك والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيسة دولة إثيوبيا سهروك زودي والرئيس الرواندي بول كيغامي ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي د. موسى فكي وعدد من المسؤولين والسفراء ممثلين لأكثر من 40 دولة.
التزام مصري
من جهته أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي التزام مصر الراسخ بمواصلة دعم الأشقاء في السودان لتحقيق الاستقرار والتنمية التي يستحقها الشعب السوداني، داعياً جميع شركاء السودان لمواصلة دعم ومساندة الجهود السودانية.
وقال: «إن مشاركة مصر في هذا المؤتمر الهام إنما تأتي انطلاقاً من اقتناع راسخ لدينا بأن أمن واستقرار السودان هو جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر والمنطقة، كما تعكس التزام مصر وإرادتها السياسية الثابتة بألّا تدخر جهداً لدعم استدامة السلام والتنمية والاستقرار في السودان، والحفاظ على وحدة أراضيه. وهو ما يأتي بالتوازي مع ما تشهده العلاقات الثنائية من قفزات متسارعة لتحقيق التكامل الفعلي بين البلدين في عدد من المجالات الحيوية».
وأكد رئيس مجلس السيادة الانتقالى دعم السودان لجهود تعزيز مسيرة السلام والأمن الإقليمي. كما أكد أيضاً التزام السودان بكافة المواثيق والعهود الدولية وحقوق الإنسان وحسن الجوار والتعاون والمساهمة الفاعلة والتعاون الإقليمي والدولي.
وقال الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان إن الشراكة بين مكونات الفترة الانتقالية تعمل وتسير بخطى واثقة، موضحاً أن ترتيبات الفترة الانتقالية ماضية بكل ثقة لتحقيق الحرية والسلام والعدالة قائلاً: «نسعى لنكون أنموذجاً يُحتذى».
وأشار إلى أن السودان يسير في الاتجاه الصحيح بعودته إلى المنظومة الدولية وإجراء العديد من الإصلاحات بمختلف القطاعات لتحقيق أهداف الثورة وتحقيق السلام بجهد مشترك بين المدنيين والعسكرين مع الحرص على إكماله، مشيراً إلى أن السودان يمر بمنعطف تاريخي والقوات المسلحة هي الضامنة للانتقال الديمقراطي. والضامن الوحيد للثورة السودانية، مجدداً حرص السودان على محاربة الإرهاب والجريمة العابرة.
من جهته كشف نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة شرق وجنوب أفريقيا، حافظ غانم، عن منحة لدعم السودان بمبلغ ملياري دولار، بجانب دعم برنامج الأسر ومكافحة جائحة كورونا وقطاع الطاقة خاصة الطاقة الشمسية وتعزيز استخدام التقنية.
رسالة دعم
الأمين العام للأم المتحدة أنطونيو غوتيريس وجّه رسالة دعم قوية للسودان، وقال: «لدينا مسؤولية تجاه السودان لتعزيز انتقاله نحو الديمقراطية وإعادة بناء اقتصاده». وأضاف خلال كلمته خلال مؤتمر باريس لدعم الانتقال الديمقراطي في السودان: «ندعو كافة المانحين للاستثمار في السودان».