|  آخر تحديث أبريل 18, 2021 , 16:12 م

حياة الروح .. “أَيَّامًا معدودات”


حياة الروح .. “أَيَّامًا معدودات”



قد يأتينا الفرح علي هيئة شهر.. نعيش عاما كاملا من المد والجزر الطاقي لأرواحنا وأجسادنا وعقولنا ليأتي الشهر المبارك بفرحته ليطهرنا بطاقته الشفائية العالية بعد تحمل النفس لكم هائل من الطاقات السلبية خلال الإحدى عشر شهرا  الفائتة وما يحملا لنا من قناعات وبرمجة مكتسبة من العالم الخارجي ليخرج رمضان منا أفضل الصفات بالقدرة على مواجهة الأنا والعطاء والسخاء واعمام السلام النفسي والروحي، وكما تعلمنا من نظرية الاحتياجات الإنسانية لهرم ماسلو، وكيفية إدارة أولوية احتياجاتنا وإشباعها بالمعنى العام والشامل ،كذلك هناك نورانية لمثلث التطهير الرمضاني ذو الثلاثة أضلاع، لتحقيق التوازن بين قيادة أرواحنا وصحة أجسادنا وتنظيم عقولنا وفي حالة وجود أي خلل بأي جانب من جوانب هذا المثلث فذلك يعني اختلال الطاقة الداخلية لنا وفيما يلي أسس مثلث التطهير:
غذاء الروح
                                 
وهو رأس المثلث وفرصتنا الحقيقية للغوص في أعماقنا بالتواصل مع المصدر الخالق بالطاعات والصيام بأعلى شحنات طاقية إيجابية يمكن أن نحصل عليها في العام بأكمله وإعلان للحالة الملائكية الداخلية وكلما كبر الشق الملائكي تتلاشى مساحة الشيطان بداخلنا بجبر الخواطر وفعل الخير والعودة إلي الفطرة الإلهية التي خلقنا الله سبحانه وتعالى عليها لنحيا  وتزهر أنفسنا بالطاقة النورانية الإيجابية، والشعور بالوحدة الكلية مع الله، وفي صيامنا تفريج للكربات، وزيادة الرزق لنجد المخرج لكل عثراتنا من حيث لا نحتسب بتكبير الله وشكره بقلوبنا وإعلاء القيّم والقدرة على إدارة الشهوات لتتعافى أنفسنا من الغلظة والقسوة والحرام.
غذاء الجسد
 
فرصة لإعلان حالة التوازن للعادات الغذائية الغير صحية و لرعاية خلايا أجسادنا من السموم المتراكمة  والفيروسات  وتطهير أعضاء الجسد بالعناية بها والتخلي عن اكتظاظ موارد الطعام والأغذية منخفضة.
 الطاقة والترددات الضارة بأجسادنا مثل السكر والدهون  الغير مشبعة حيث أثبت العلماء القدرة الشفائية الرائعة للصيام .. وقال تعالى في كتابه بين آيتين: {… وَأن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ…} و { يُرِيدُ الله بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ….}
غذاء العقل

ولا يقل غذاء العقل أهمية عن غذاء الروح وهو في حالة ماسة للصوم وتدريبه علي الصمت وعن كل خارجي يزعزع سلامنا الداخلي بالتأمل والوحدةمع النفس وإدراك نوع المعلومات الواردة والصادرة من أفكارنا واختيار ولادة جديدة لواقعنا مع إبعاد الهوية الزائفة المكتسبة التي نعطيها لأنفسنا ،فلننتبه لأقوالنا وأفعالنا وننسجم مع نورانية طاقة الجماعة لتعلو مراتبنا بالتدريب ونأخذها معنا بعد مرور الشهر الكريم فتصبح أسلوب حياة وواقع ملموس بمجاهدة النفس والتبصر بالربط بين القلب والعقل فإن القلب يفكر ويعقل ويفهم ويتبصر وليس فقط  مضخة للدم ، وقد أكتشف العلماء بمعهد رياضات القلب الأمريكي أكثر من 40,000 الف خلية عصبية لا تزال مجهولة وكذلك وجدو أن للقلب مجالا كهربائيا أقوي من الدماغ بكثير وهو المسؤل عن توجيه الدماغ في عمله وكذلك أجهزة الجسد وقد أشار القرأن إلي ذلك بوضوح كامل في قوله تعالى (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ).

فلنسأل أنفسنا في هذا الشهر الكريم كيف يمكنني أن أضع مكانا  لروحي لتعود، وجسدي ليشفي، وعقلي ليدرك ويبصر؟..
ولنغتنم فرصة إحياء أنفسنا وارواحنا بالتواصل مع الطاقة النورانية لهذا الشهر الكريم.
بقلم: رشا أبو العز  

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com