زهير بن جمعه الغزال – متابعات
قدم والد أحد المدمنين المتعافين الشكر والتقدير إلى شرطة أبوظبي وشركائها من الجهات المختصة على جهودهم في مساعدته لعلاج ابنه من تعاطي المخدرات والاستفادة من خدمة “فرصة أمل” التي اطلقتها مديرية مكافحة المخدرات بقطاع الأمن الجنائي للوقاية من المخدرات والتي تتيح العلاج لمتعاطي المواد المخدرة بطريقة تضمن السرية التامة و تقدم برامج توعوية بما يدعم جهود الوقاية وترسيخ أمن واستقرار المجتمع، ويضمن مستقبلاً مشرقاً للأجيال المقبلة .
وروى والد الشاب قصة تعاطي ابنه للمخدرات خلال لقاء مع برنامج “لمسيان اليوم” على قناة أبوظبي موضحاً أنه لاحظ انطواء الشاب لمدة طويلة في غرفته مع ظهور علامات الإعياء الشديد وشعوره بالدوخة وظهور السواد تحت عينيه مشيراً إلى أنه في بادئ الأمر توقع انه مرض عادي ولكن ازداد قلقه لحالته وقرر مواجهته بأنه يبدو غير طبيعياً ومع الاستمرار في السؤال والضغط عليه بالحديث اعترف الشاب بأنه مدمن لنوع معين من المخدرات.
وذكر يوسف لوالده أن احد أصدقائه عرض عليه حبة مخدرة وقال له انها ستساعده في المذاكرة وتجعله يشعر بالنشاط فتناول الحبة المخدرة للمرة الأولى والثانية حتى وصل لمرحلة اصبح لايستطيع الاستغناء عنها .
واضاف انه شعر بالحيرة والقلق والخوف من الفضيحة وهو يفكر جديا في إيجاد حل لعلاج ابنه من مشكلة المخدرات إلى ان شاهد عبر مواقع التواصل الاجتماعي خبراً عن مبادرة “فرصة أمل ” وبدأ التفكير في انها ستكون المخرج لمشكلة ابنه خصوصاً و انها تتعامل بخصوصية وسرية تامة مع متعاطي المخدرات وعلاجهم من هذه الآفة .
وأشار إلى انه على الفور عرض الفكرة على ابنه بالتسجيل في المبادرة للعلاج وتفاجأ بسرعة شرطة ابوظبي واسلوبها الراقي في التواصل معه بكل سرية وخصوصية وشفافية وأمان لافتاً إلى أن مديرية مكافحة المخدرات اوفت بالوعد واودعت ابنه في مصحة العلاج من الإدمان حتى عودته للمجتمع معافى وقدم الشكر والتقدير لشرطة أبوظبي على هذه المبادرة الرائعة لعلاج مدمني المخدارت.
وكانت شرطة أبوظبي أطلقت بالتعاون مع دائرة تنمية المجتمع و الاتحاد النسائي العام ومركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية “إيواء”، حملة شاملة لمكافحة المخدرات تستمر لمدة شهر، تستهدف فئة الشباب، وأولياء الأمور والأسر والمجتمع المحلي، وتسعى إلى تعزيز وعي المجتمع بالأسباب والآثار المدمرة للمخدرات والنتائج الوخيمة لتعاطيها وتطويق انعكاساتها السلبية على الفرد والأسرة والمجتمع.
وذكر العقيد طاهر غريب مدير مديرية مكافحة المخدرات بقطاع الأمن الجنائي ان بعض الأسر لديها فكرة خاطئة بأن متعاطي المخدرات من الصعوبة علاجه مشيراً إلى ان الفرصة متاحة للعودة الى الطريق الصحيح متى ماتوفرت الرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية مشيراً إلى أن متعاطي ومدمن المخدرات يمكن بنجاح أن يعود انساناً طبيعياً ويترك الإدمان ويصبح فاعلأً في المجتمع .
وأوضح أن الجهات الرسمية في الدولة أتاحت فرصة العلاج للمتعاطين دون ملاحقة قضائية حسب المادة 43 من القانون الاتحادي رقم (8) لعام 2016 والتي نصت على أنه ” لا تقام الدعوى الجزائية على متعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية إذا تقدم من تلقاء نفسه أو زوجه أو أحد أقاربه حتى الدرجة الثانية إلى وحدة علاج الإدمان أو النيابة العامة أو الشرطة طالباً العلاج فيودع لدى الجهة المختصة إلى أن تقرر إخراجه”.
وأكد ضرورة تجاوب الاسر في حال كان احد افرادها من متعاطي المخدرات بالإبلاغ عن هذا الشخص لتقديم الرعاية اللازمة له وعلاجه من الإدمان موضحاً أن هذا هو دافع رئيسي لإطلاق خدمة “فرصة أمل ” بشكل يضمن السرية والخصوصية للمتقدمين للعلاج .
وأشار إلى ان الخدمة شهدت اقبالاً كبيراً واستغل متعاطي و مدمني المخدارت الخدمة المتاحة لطلب العلاج بالسرية والخصوصية الكاملة بالتنسيق مع المركز الوطني للتأهيل ( والعلاج من الإدمان) وبالفعل تلقوا العلاج اللازم بعد تقنين إجراءات مكتب النائب العام بإمارة أبوظبي، لافتاً إلى ان برنامج فرصة أمل مخصص لجميع قاطني دولة الامارات العربية المتحدة من المواطنين والمقيمين والزوار.
وأكد ان لجوء المتعاطي او مدمن المخدرات للعلاج يعتبر خطوة أولى والأهم منها متابعة المريض او المتعاطي بعد الخروج من العلاج حيث من المتوقع حدوث انتكاسة للشخص المتعاطي بعد العلاج ولذا يجب ان ينجز الفترة العلاجية المطلوبة ومطلوب من اسرته والمجتمع معاملته بصورة طبيعية كونه تعالج من هذه الآفة حتى لا يضطر إلى الرجوع لأصدقاء السوء من جديد .
واشار ان نحو 38925 شخصاً زاروا الصفحة الالكترونية لخدمة “فرصة أمل” خلال العام 2020 فيما تلقى الموقع نحو 207 طلباً و 64 استفساراً وتم مراعاة السرية التامة للمتقدمين مع الموقع وتقديم النصح والإرشاد للذين وقعوا في براثن هذه الآفة وتعريفهم بالإجراءات العلاجية التي تقدمها المؤسسات المختصة.