|  آخر تحديث يناير 6, 2021 , 14:51 م

دكتور رياض نعسان آغا فى حوار مع #صحيفة_نبض_الإمارات


في رياض الرياض

دكتور رياض نعسان آغا فى حوار مع #صحيفة_نبض_الإمارات



الوزير السفير الأسبق معالي الدكتور رياض نعسان آغا ، واحد من أئمة الثقافة في هذا الزمان ، سمح لصحيفة (نبض الإمارات) أن تجس نبض ماضي وحاضر ومستقبل الحركة الثقافية العربية عبر الحوار التالي :

 

 

1 – حدثنا عن علاقتك بالشاعر العربي الكبير نزار قباني

عرفت قصائد نزار ورتلتها منذ كنت يافعاً ، ولقد كتبت عن تلك المرحلة وأشرت إلى أن نزاراً كان يمثل لي عالماً مختلفاً عن ذاك الذي ورثته عن والدي وعن أساتذتي، فهم سلموني بعض مفاتيح التراث، وأدخلوني إلى حجرات امرىء القيس والنابغة وزهير وطرفة والمتنبي وأبي العلاء، فلما دخلت حجرة نزار وجدتها شيئاً مختلف الأثاث، نوافذها مشرعة مفتوحة، تتدلى منها عرائش الياسمين، وتطل على حديقة النارنج والدراق والليمون، وينداح منها أريج عطور فرنسية، توحي بأن امرأة مرت من هنا ، وأخرى يتنفس جسدها تحت الشمس.

 

 

وحين كتب نزار في السياسة بعد هزيمة حزيران وجدته صوت الشعب الهادر الغاضب ، وكان شقيقه الدكتور صباح قباني (سفير  سورية في الولايات المتحدة) صديقاً حميماً لي، وهو الذي وطد الصلة الشخصية بيني وبين نزار، وقد أجريت حواراً متلفزاً مهماً مع نزار، وكتبت عنه دراسات نقدية وتأريخية.

 

نزار مدرسة  شعرية متميزة  في  أدبنا العربي ، وكنت أشعر بنشوة  أن أعرفه عن قرب وأن أحظى بصداقته، وقد زرته زيارة خاصة شبه رسمية في جنيف ، وأمضيت معه أياماً نتحدث بحميمية عن كل القضايا الراهنة، وهو رجل شفاف وصادق، ورجل قيم  ومبادىء  ، وهو الصوت  الإبداعي المتفرد للوجدان العربي في القرن العشرين.

 

 

2 – هل صحيح أن العمل الحكومي قلل من إبداعاتك ؟

بالطبع العمل  الرسمي  أخذ من وقتي  ومن اهتمامي الكثير ، وشغلني  عن التفرغ للكتابة  ، لكن أكثر عملي الحكومي  كان في الإعلام والثقافة، وهذا ما أتاح لي  أن أستمر  في النشاط الفكري  والفني  إبداعياً ولاسيما في  مجال  الدراما  وفي إنتاج البرامج  الثقافية .

 

 

 

 

3 – ما رأيك بالمناخ الثقافي الإماراتي ؟

ج – الإمارات تشهد نهضة ثقافية وإبداعية مهمة، وتسهم الحكومة في تأسيس القواعد والبيئة للنهوض الثقافي مثل المكتبات  الضخمة ودور الأوبرا والسينما والمسارح، وإقامة الأنشطة العالمية وكذلك تسهم هيئة الثقافة في دفع  هذا النشاط الضخم وتدعمه بالتواصل العميق مع  الثقافات العالمية.

والإمارات رائدة  في تشجيع  القراءة وفي برامج الترجمة، وفي رعاية المواهب الشابة ، وتكريم  المبدعين  وفي  تقديم جوائز  مهمة لهم.

 

 

 

4 – كيف ترد على من يقول : الثقافة العربية انتهت ؟

من يقول ذلك يكشف أن ثقافته هو انتهت، وبات جاهلاً، الثقافة العربية اليوم في المحصل العام في حالة تقدم، ولاسيما بعد  انتشار  كثيف للجامعات  في الوطن العربي ، وبعد التوسع  في البعثات التعليمية  للخارج والتواصل مع الجامعات الدولية الكبرى، لكن السنوات العشر الأواخر شهدت اضطرابات أثرت في مسارات العمل الإبداعي ( مع وجود أنشطة و إنتاج نوعي مهم) لكن بعض المناشط  اضطربت مثل السينما والمسرح والدراما التلفزيونية ، ولكنها تختمر مع عمق التجربة الفريدة الراهنة، لتظهر قوية في الأعوام القادمة إن شاء الله.

 

 

5 – هل ابتعد الشارع عن الشاعر بسبب ابتعاد الشاعر عن الشارع ؟

لا أرى أن الشارع  ابتعد عن الشاعر المبدع ، لكنه يبتعد عن أنصاف الشعراء، وحاليا  تبدو الساحة فارغة من شعراء كبار من طراز نزار قباني  ومحمود درويش، ولكن  لايوجد خواء نهائي، فهناك حركة اصطفائية مهمة لإتاحة الفرصة للشعراء الشباب في روابط شعرية عديدة ، وأنا أتابعها  وسيخرج منها  شعراء كبار.

 

 

 

6 – كتبت الداراما التلفزيونية ، لماذا لم تكتب الرواية ؟

 

كنت كلما فكرت بكتابة رواية  تصارعني فكرة  أن أحولها  إلى دراما تلفزيونية، والمسلسلات التي كتبتها كلها كانت مشاريع روايات، مثل الشك، وغرباء في المدينة ، وامرأة لاتعرف اليأس ، وغيرها كثير، كانت روايات تحولت إلى دراما، ربما لأن عائدها الشعبي  والمادي  أفضل بكثير .

 

 

7 – هل ترقى نصوصك إلى مسمى ( قصيدة النثر ) ؟

  • لا أظن أنها أدنى من قصيدة النثر كي ترقى  إليها ، وأنا لم أكتب قصيدة النثر بل كتبت نثراً وشعراً  ، ولم أقدم نفسي شاعراً ، أكتب للتعبير عن نفسي  فقط ، وأحرص على الموسيقى الشعرية دائماً ، ولم أصنف نفسي مع الشعراء .

 

 

 

 

8 – هل تصنف أدونيس ضمن المفكرين أم ضمن الشعراء ؟

 

  • هو شاعر حداثي وعنده  قدرة هامة على  كتابة الشعر الكلاسيكي،  لكنه يخضع لمنظومة فكرية  سياسية تحاول هدم  تراثنا الثقافي كله ، و بناء معرفي  منقطع  عن  الماضي بذريعة  الحداثة وخواء ما بعد  الحداثة ، وهذا ما أرفضه فكرياً . فمن لاجذور له  لن تنبت له أغصان هو مثقف كبير لكنه قرمطي الهوى .

 

 

9 – ما أثر الترحال في نصك الدرامي ؟

  • السفر ثقافة ومعرفة واتساع أفق ، وتواصل اجتماعي، ولابد من أن تنعكس ثقافته  على النشاط  الإبداعي عامة، وفي الدراما فسحة للإفادة من كل معرفة جديدة .

 

 

10 – لماذا لم تكتب مسلسلات بالعربية الفصحى رغم تخصصك بها ؟

  • كتبت  الكثير  من الأعمال بالفصحى، وبخاصة سلسلة ( ديوان  العرب التي ضمت : طرفة بن العبد، النابغة الذبياني ، والمرقش الأكبر ) وكتبت ملحمة  الخليج بالفصحى، وأمهات الكتب في نحو  مئة حلقة ، ومسلسل (احتملات) بالفصحى، لكن المسلسلات الاجتماعية المعاصرة لاتصلح بالفصحى.

 

 

 

11 – برأيك من هو البرلماني الناجح ؟

هو الصادق في التعبير عن قضايا الشعب، ومن يمتلك قدرة على هذا التعبير، وشجاعة معنوية، ودبلوماسية تعينه في طرح القضايا الشائكة.

 

 

 

12 – حدثنا عن تجربتك في البث التلفزيوني العربي المشترك

 

  • كنا في التلفزيون السوري أول من استخدم آليات البث التلفزيوني الفضائي المشترك في سهرة  ثنائية  مع تلفزيون  تونس عبر  القمر  عربسات في بدء عمله في الثمانينات ، قدمت سهرة خاصة مع  الإعلامي التونسي الصديق  المرحوم نجيب خطاب، وقد كان لنجاح  هذه البداية  دور في إقبال المحطات العربية على البث المشترك في المناسبات العربية، وقد  شاركت في  كثير من هذا  البث  حين كنت  مسؤولاً في التلفزيون السوري.

 

 

13 – بماذا يختلف ( سارح في الزمان ) عن ( سارح في المكان ) ؟

سارح في  الزمان  يحكي  الأحداث ببعدها الزمني بعيداً عن الأمكنة  ، بينما سارح في  المكان يجعل  المكان بطل  الحدث .

 

 

 

14 – ( الرمز اليوناني في شعر محمود درويش ) قربه من البساطة و العفوية أم أوغله في الغموض و الإبهام ؟

  • هو استلهام  بسيط لأساطير تخدم القضية مثل يوليسيز، وتلماخوس وفينلوبي التي رمزت لفلسطين  .. لكن توظيفها شعرياً كان إبداعياً.

 

 

 

 

15 – هل واقع الإعلام العربي ( واقع ) نهائيا أم بإمكاننا انتشاله ؟

الإعلام  العربي مرتبط بالسياسة  العربية، فهي تملكه وتوجهه ، وحين تنهض السياسة المالكة ينهض الإعلام، على الصعيد  التقني إعلامنا العربي متقدم ، لكنه في المضمون يعاني معاناة السياسة وظروفها الإقليمية.

 

 

 

حوار – د. أحمد طقش


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com