تعود اليوم الذكرى التاسعة والأربعون لاتحاد دولة الإمارات المجيد، والذي جاء بفضل المؤسسين الراحلين، حكام دولة الإمارات العربية المتحدة، الذين تآخوا وتعاونوا على تحقيق أسمى الغايات والأهداف، ليواصل أصحاب السمو الشيخ “خليفة بن زايد آل نهيان” رئيس الدولة، والشيخ “محمد بن راشد آل مكتوم” نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ “محمد بن زايد آل نهيان” ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو حكام الإمارات، وسمو أولياء العهود، حفظهم الله، الخطى التي رسمها المغفور له بأذن الله تعالي الشيخ “زايد بن سلطان آل نهيان”، بثبات وشموخ نحو الريادة والمجد.
وتتبوأ الإمارات حاليا مكانتها المتميزة على خارطة العالم، راسخة في عيون وعقول الجميع، بعد سيرها على الخط الذي رسمته تلك المبادئ والقيم التي اتخذتها القيادة منذ قيام اتحادها وحتى يومنا هذا.
وترتكز سياسة القيادة على العديد من المبادرات والرؤى ذات الأهمية الكبيرة، والتي يتمحور جلّها حول نشر المحبة والتسامح بين أفراد مجتمعها، ومع غيرها من الشعوب، كمبادرة “التربية الأخلاقية” التي أطلقها صاحب السمو الشيخ “محمد بن زايد آل نهيان” ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
حكام الإمارات، بانطلاقهم في قراراتهم من سعادة المواطن والمقيم على أرض الدولة، جسدوا مثالاً لكل بلدان العالم في احترام المواطن، فأسسوا وزارة للسعادة لم تسبقهم إليها دولة أخرى، ولم تكن سوى خطوة من خطوات عديدة توالت خلال العام الماضي. وترافق ذلك مع إنشاء مجالس شبابية في جميع إمارات الدولة، لتحتضن الشارقة وعجمان وأبوظبي ودبي وباقي إمارات الدولة، حلقات نقاش ومبادرات مبنية على العصف الذهني التي استهدفت الشباب، والتي سيكون لها الأثر الكبير في إشراكهم ودفعهم إلى المزيد من الانخراط في الشأن العام.
نقلات نوعية في الابتكار والتعليم والحكومة الذكية والاقتصاد وغيرها، شهدتها دولة الإمارات، ساهمت في ترسيخ الهوية الوطنية الإماراتية، وقيادتها بثقة نحو المستقبل، كـ”قانون القراءة” الذي أعلن عنه صاحب السمو الشيخ “خليفة بن زايد آل نهيان” رئيس الدولة، والذي سينقل الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة للقراءة والثقافة والفنون بمختلف أبعادها ووجوهها، إلى حيز تنفيذي.
دولة الإمارات اليوم، وبفضل سياسة وكفاءة قيادتها المتمثلة بأصحاب السمو حكام الإمارات، صعدت على كافة مؤشرات التنمية العالمية، فبدأ اسمها يزيّن درجات المقدمة في معظم تقارير الإحصاء، وأبحاث مراكز الدراسات في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياحية وغيرها. فالإمارات حاليا تقف في مقدمة الصفوف حينما يتعلق الأمر بحماية الأمن القومي العربي وتعزيز أركانه والتصدي للمخاطر التي تهدد الوطن العربي، ليتجلى ذلك بمشاركتها الفاعلة في التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن، مقدمة عبر هلالها الأحمر دروسا في الإنسانية وحب الآخر.
وتحضر الإمارات بقوة في مقدمة الثورة الصناعية في العالم، مواصلة تطوير بنيتها التحتية والرقمية ومختلف القطاعات الحيوية، ما انعكس إيجابا على اقتصاد الدولة ونموه وتنوعه، رغم استمرار التباطؤ في الاقتصاد العالمي والتراجع في حركة التجارة الدولية.
حكومة الإمارات تتقدم بخطى واثقة في إنجاز مؤشرات “الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021” التي تهدف إلى الارتقاء بشتى مجالات ومقومات الدولة، معتمدة سياسات واستراتيجيات وطنية للابتكار والإبداع والتميز والبحوث واستشراف المستقبل، إضافة إلى الإسكان وتمكين المرأة والشباب وتعزيز السعادة.
فعلى الرغم من تباطؤ الاقتصاد العالمي جراء تداعيات أزمة فيروس كورونا وتراجع أسعار النفط، حافظ الاقتصاد الإماراتي على موقعه في صدارة أفضل 20 اقتصادا تنافسيا في العالم، وتصدرت دول المنطقة في أكثر من مائة مؤشر تنموي، كما احتلت المركز الأول عالميا في مؤشر الثقة بمتانة الاقتصاد.
ويعتبر قطاع السياحة من الروافد الأساسية للاقتصاد الوطني وأحد المرتكزات المهمة لسياسة التنويع الاقتصادي التي تتبعها الإمارات، حيث أصبح هذا القطاع محركا رئيسيا لقطاعات التجزئة والتسوق والترفيه والطيران، فضلا عن دوره الأبرز في توفير الوظائف وتنشيط حركة الاستثمار في قطاعات الضيافة والفنادق والبنية الأساسية.
وسعيًا منها لرفع نسبة رضا المتعاملين، عملت الحكومة جاهدة على النهوض بمستوى الخدمات الحكومية الذكية والأنظمة المالية الإلكترونية، إلى جانب توفير شبكة من الطرق الحديثة والخدمات الحكومية المتميزة، رافقها تحديث محطات الكهرباء والماء، واستقطاب رؤوس الأموال الخارجية وتوظيفها في مشروعات صناعية وتجارية وعقارية حيوية.
وعلى صعيد المرأة، وبفضل الدعم المتواصل واللامحدود من سمو الشيخة “فاطمة بنت مبارك” رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، تمكنت المرأة الإماراتية من الوصول إلى أعلى المراكز الوظيفية، حيث تشغل المرأة 66 بالمائة من وظائف القطاع الحكومي، من بينها 30 بالمائة من الوظائف القيادية العليا المرتبطة باتخاذ القرار.
القطاع الصحي في الإمارات، شهد تطوراً ملحوظا، تصدرت الإمارات على إثره عربيا وإقليميا، واحتلت المرتبة التاسعة على قائمة أكثر نظم الرعاية الصحية كفاءة على مستوى العالم، والأولى عالميا في عدد المرافق والمنشآت الطبية الحاصلة على الاعتماد الدولي، بعدد تجاوز 100 مرفق صحي.
إمارة دبي منفردة، أضافت هذا العام سلسلة من مشاريع الجذب السياحي في أنحاء المدينة، بهدف جذب الزوار، وإضافة عنصر تشويق وبهجة إلى فعالياتها الحيوية التي اشتهرت بها، متفوقة من عدة نواحي على عديد بلدان ومدن العالم الشهيرة.
فبعد أن كشفت النقاب عن مغامرات “اي ام جي وورلد”، أكبر متنزه ترفيهي مغطى في العالم، والذي يضم أربع وجهات مغامرات، افتتح “دبي باركس اند ريزورتس” ثلاث حدائق ترفيهية، منها “بوليوود باركس دبي، وليغولاند دبي”.
ومساهمة منها في تحقيق رؤية دبي السياحية 2020، التي تهدف إلى استقبال 20 مليون زائر سنويا مع بداية العقد المقبل، تعتزم الإمارة إضافة وجهات ترفيهية في 2017، ومنها “دبي سفاري” التي تغطي مساحة 119 هكتارا، وتضم 8 مناطق تحتضن 10500 حيوان من جميع أنحاء العالم، بما فيها 350 من أندر الحيوانات المعرضة للانقراض، مما يعزز مكانة وشهرة دبي كوجهة جذابة للمسافرين من رجال الأعمال.
وفي قطاع الطيران، تعد الإمارات ضمن أسرع أسواق النقل الجوي نموا في العالم، ولديها حاليا 172 اتفاقية للنقل الجوي، ومؤخرا، أكد الاتحاد الدولي للنقل الجوي “اياتا” أن الإمارات ستحقق معدل نمو في حركة المسافرين يصل إلى 6.3 % في العام 2035، وهو الأعلى في منطقة الشرق الأوسط. ويوجد في الإمارات ثمانية مطارات دولية، وينتظر أن يبلغ حجم الاستثمارات في مطارات الدولة خلال الأعوام الخمسة المقبلة نحو 100 مليار درهم، وتوقع مجلس المطارات العالمي أن تصل الطاقة الاستيعابية في مطارات الدولة القائمة والجديدة إلى ما يزيد عن 250 مليون راكب بحلول العام 2020.
ووفقاً لقائمة “ترافيل اند ليجر” لأفضل 5 شركات طيران في العالم من حيث خدمة الركاب، حصلت شركة “طيران الإمارات” على المركز الثاني، فيما جاءت “الاتحاد للطيران” في المركز الرابع، لتجسدا بالتالي دور الحكومة الإماراتية في تطوير قطاعات النقل بشكل عام، وقطاع الطيران الذي يعتبر أهم وسائل النقل على وجه الخصوص.
غزو الفضاء يعتبر أحد أبرز الإنجازات الإماراتية في 2015، إذ شهد إطلاق مشروع “مسبار الأمل” كأول مسبار عربي وإسلامي يصل إلى كوكب المريخ، لتصبح الدولة واحدة من تسع دول فقط في العالم لها برامج فضائية لاستكشاف الكوكب الأحمر.
وخلال العام الماضي أيضا بدأت المراحل التنفيذية لبناء القمر الصناعي “خليفة سات”، الذي يتم تصنيعه بالكامل في الإمارات بكفاءات وطنية، كأول قمر صناعي بإنتاج عربي.
المكانة المرموقة لدولة الإمارات بين دول العالم، والتي ارتفع عدد التي تسمح منها لمواطني الإمارات بدخول أراضيها بجواز السفر العادي من دون تأشيرة مسبقة، إلى 91 دولة في العالم، ما كانت لتتحقق لولا القيادة الحكيمة والأساليب الدقيقة التي يتبّعها رئيس الدولة “خليفة بن زايد آل نهيان”، وباقي حكام الإمارات، الذي أكملوا ما بدأ به المغفور له بأذن الله تعالي الوالد الشيخ”زايد بن سلطان آل نهيان”، مستغلين نهجه خير استغلال.
اليوم وفي الإحتفال الـ 49 على قيام دولة الإمارات والإعلان التاريخي عن الإتحاد، تمكنت البلاد خلال هذه الفترة القصيرة من عُمر الشعوب، أن تكون في مقدمة صفوف الدول المتقدمة في مختلف المجالات والأصعدة. فدولة الإمارات اليوم، تعتبر رائدة في المنطقة في مجال أبحاث الفضاء. كما أنها قِبلة بارزة ومهمة في مجال الأدب والفنون لجميع المهتمين. لا تكف عن البحث العلمي في مختلف مجالاته. وأضف إلى ذلك كله، أن البلاد تحولت خلال 48 عاماً، إلى واحدة من أبرز الوجهات السياحية في العالم على الإطلاق.