|  آخر تحديث نوفمبر 14, 2020 , 2:42 ص

حياة قلبك .. وما أدراك ما قلبك


حياة قلبك .. وما أدراك ما قلبك



هو ذلك الجزء الصغير الذي حير علماء العالم ولازال يحيرهم .. ونعلم كثيرا أنه إذا كان قلب الإنسان بخير فلابد أن تكون باقي الأعضاء بخير أما إذا إختل توازنه سيؤثر ذلك علي الجسم بأكمله.
وفقا للأبحاث الأخيرة التي أثبتت أن القلب هو الجهاز الأول الذي يعمل في غضون نحو 20 يومًا من الحمل، ولكن الدماغ لا يعمل حتى بعد ما يقرب من 90 يومًا.
وللقلب ذاكرة قوية.. فسرت هذه الظاهرة أنه يوجد في داخل خلايا قلب الإنسان برامج خاصة للذاكرة يتم فيها تخزين جميع الأحداث التي يمر فيها الإنسان، وتقوم هذه البرامج بإرسال هذه الذاكرة للدماغ ليقوم بمعالجتها، كما أن معدل نبضات القلب يتغير تبعاً للحالة النفسية والعاطفية للإنسان، ويؤكد الدكتور J. Andrew Armour أن هناك دماغ شديدالتعقيد موجود داخل القلب وداخل كل خلية من خلايا القلب، ففي القلب أكثر من أربعين ألف خلية عصبية تعمل بدقة فائقة على تنظيم معدل ضربات القلب وإفراز الهرمونات وتخزين المعلومات ثم يتم إرسال المعلومات إلى الدماغ، هذه المعلومات تلعب دوراً مهماً في الفهم والإدراك.ولذلك توجه العلم حاليا  إلي إنشاء مراكز تهتم بدراسة العلاقة بين القلب والدماغ وعلاقة القلب بالعمليات النفسية والإدراكية ودوره الحاسم في التفكير والإبداع وذكاء الإنسان.
ومن الأبحاث الهامة التي أجريت في معهد “رياضيات القلب” HeartMath أنهم وجدوا أن المجال الكهربائي للقلب قوي جداً ويؤثر على من حولنا من الناس، أي أن الإنسان يمكن أن يتصل مع غيره من خلال قلبه فقط دون أن يتكلم حيث ان المجال الكهرومغناطيسي الذي يخرج من القلب، يمكن أن يتجاوز مسافة بضعة أقدام عن الجسم، وأنه من  الممكن أن تسكن الذاكرة عمق قلوبنا، وإلى جانب توليد مجال كهرومغناطيسي قوي، فالقلب أيضًا لديه ذكاء تلقائي، وهو السبب الذي يجعل البعض يصفه بأنه الرأس الثانية.
وتحدث  الدكتور Schwartz عن قيامه بزرع قلب لطفل من طفل آخر أمه طبيبة وقد توفي وقررت أمه التبرع بقلبه، ثم قامت بمراقبة حالة الزرع جيداً، وتقول هذه الأم: “إنني أحس دائماً بأن ولدي ما زال على قيد الحياة، فعندما أقترب من هذا الطفل (الذي يحمل قلب ولدها) أحس بدقات قلبه وعندما عانقني أحسست بأنه طفلي تماماً، إن قلب هذا الطفل يحوي معظم طفلي”!
والذي أكد هذا الإحساس أن هذا الطفل بدأ يظهر عليه خلل في الجهة اليسرى، وبعد ذلك تبين أن الطفل المتوفى صاحب القلب الأصلي كان يعاني من خلل في الجانب الأيسر من الدماغ يعيق حركته، وبعد أن تم زرع هذا القلب تبين بعد فترة أن الدماغ بدأ يصيبه خلل في الجانب الأيسر تماماً كحالة الطفل الميت صاحب القلب الأصلي.
ما هو تفسير ذلك؟ ببساطة نقول إن القلب هو الذي يشرف على عمل الدماغ، والخلل الذي أصاب دماغ الطفل المتوفى كان سببه القلب، وبعد زرع هذا القلب لطفل آخر، بدأ القلب يمارس نشاطه على الدماغ وطوَّر هذا الخلل في دماغ ذلك الطفل.
سبحان الخالق المبدع.
ويقال إن الدماغ والقلب في بعض الأحيان يعملان بشكل متعارض، ونحن نحاول باستمرار التركيز على التوافق بين أفكارنا والمشاعر، فالعقل يحسب المخاطر للخروج من أي أزمة بأقل خسائر، أما القلب فهو الأفضل على المستوى الداخلي، من خلال ما يعرف باسم الحدس، ومن خلال التوازن بين القلب والعقل، تتكون البصيرة بالنسبة للشخص.

كما ربطت الدراسات الفسيولوجية والعاطفية بين القلب والدماغ، خاصة من خلال مشاعر الحب، فعند رؤية الحبيب، تضطرب ضربات القلب ويعاني الشخص من بعض التوتر العصبي ،وهو ما يؤدي إلى تكرار تلك الأحاسيس بمجرد رؤية الحبيب.

وعلي الرغم من كل هذا الإجتهاد العلمي 
إلا أن علم الإعجاز هو علم مستمر لقوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) فلابد أن تظهر في كل يوم حقائق جديدة تؤكد وتؤيد وتثبت صدق ما جاء في هذا الكتاب العظيم.
صحة قلبك..
 أظهرت الدراسة التي نفذها باحثون من جامعة “ييل” الأمريكية، أن الضغوط النفسية اليومية والعاطفية قد تحفز نمو الأورام، وأن أي صدمة، عاطفية أو جسدية،  يمكن أن تكون بمثابة “ممر” بين الطفرات السرطانية التي تؤدي في النهاية إلى الإصابة بأورام خطيرة.
وقد بدأ استخدم مصطلح “متلازمة القلب المكسور” مطلع تسعينات القرن الماضي للتعبير عن الحالة التي تؤدي للشعور بألم في الصدر ليس بسبب انسداد أوعية دموية ولكن بسبب حالة نفسية ناتجة عن انفصال عاطفي أو فقدان عزيز.
ومع الوقت ربط العلماء هذه الظاهرة بالأعراض التقليدية التي تحدث بعد علاقة حب فاشلة أو صدمة عاطفية، مثل الشعور بوجع في القلب وقلة النوم وألم البطن والقلق المستمر وعدم القدرة على التركيز، علاوة على ضعف جهاز المناعة وضيق النفس. ورغم قسوة هذه الأعراض في بعض الأحيان، إلا أن غالبية الناس يمكنهم تجاوز الأمر دون مساعدة متخصصة سواء طبية أو نفسية.
فلنعود ونتذكر حديث الرسول الكريم عليه وعلى آله الصلاة والتسليم: (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)  هذا الحديث موافق للحقائق الطبية الحديثة والتي تقرر الأهمية الفائقة للقلب وصحته وسلامته وتأثير ذلك على جسد الإنسان وصحته بشكل كامل.
إن الله تعالى قد فطر كل خلية من خلايا دماغنا على صوت القرآن فإذا ما استمعنا إلى القرآن شعرنا بالحنين وكأن أحدنا طفلاً يحن إلى صوت أمه! 
لذلك نصيحتي لكل أخ وأخت: استمعوا إلى هذا القرآن قدر المستطاع، فكلما سمعت أكثر تأثر قلبك ودماغك أكثر حتى تصل إلى درجة لا تعاني معها من أي مرض، بل إن المرض يكون بمثابة تطهير لك من الذنوب ويساعدك على الاستماع أكثر إلى القرآن.
إن القرآن له أثر عظيم في الشفاء لأنه ليس مجرد نغمات موسيقية بل هو كلام له معاني ودلالات ولحروفه قوة تأثير على الدماغ والقلب، ولذلك إذا كانت الموسيقى تؤثر على المرض فإن تأثير القرآن هو أضعاف كثيرة، ببساطة لأن خالق المرض هو منزل القرآن وهو أعلم بأنفسنا منا.
وسؤالي: أليس الأجدر بنا ونحن أصحاب أعظم كتاب على وجه الأرض أن نستفيد من هذا الكتاب العظيم فنستمع إليه كل يوم ولو لمدة ساعة؟ لنتأمل هذه الآية العظيمة والتي تتحدث عن تأثير القرآن على أولئك الذين يخافون الله ويمكنك أن تطبق هذه الآية على نفسك لتختبر درجة خشيتك لله تعالى: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) 
إن سعادة الانسان وهناؤه الجسمي والفكري منوط بصحة الروح والجسد وسلامتهما معاً. لهذا كان على طالب السعادة ومبتغيها أن يعنى بهما عناية فائقة تضمن صحتهما وازدهارهما،ولتعلم أن سلامة روحك من سلامة قلبك  فسلِّم قلبك من أدران الآثام والمعاصي ومن أن يكون فيه غلٌّ أوحقد أوحسد على أحد.
فلنحيي قلوبنا! 
بقلم: رشا أبو العز 
إعلامية وباحثة 

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com