دعا الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د.عبداللطيف الزياني إلى ضرورة تبني نهج دولي شامل للتعامل مع القضية الإنسانية للاجئين يفرض على دول العالم قاطبة تحمل مسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية والإسهام في تخفيف معاناة اللاجئين في مختلف دول العالم من خلال توفير الموارد المالية اللازمة للوفاء بالالتزامات المطلوبة.
وأكد الزياني ان استمرار الحرب المدمرة في سوريا واشتداد الصراع في العراق وغيرها من الدول فاقم أزمة اللاجئين فاضطر حوالي 850 ألفاً من اللاجئين السوريين والعراقيين والأفغان وغيرهم الى عبور البحر متجهين الى أوروبا ولكن المعاناة لم تنته في ظل الإجراءات القاسية التي اتخذتها بعض الدول في مواجهة تدفق اللاجئين، مشيداً بجهود العون والمساعدة التي قدمتها بعض الدول وضربت مثالاً رائعاً للتآخي والتآزر الدولي عند اشتداد المحن والأزمات.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الأمين العام لمجلس التعاون في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر «الشراكة الفعالة وإدارة المعلومات الإنسانية» الذي عقد أمس في الكويت.
وقال الأمين العام إن الكويت باستضافتها وللمرة الخامسة على التوالي لهذا المؤتمر المتميز الذي أصبح ملتقى مهماً لتبادل الآراء والأفكار بشأن السبل الكفيلة بتعزيز الجهود الدولية لتنشيط العمل الإنساني تؤكد من جديد دورها الراسخ في دعم الجهود الدولية الرامية إلى تعزيز الشراكة الفعالة بين الأمم المتحدة والأقاليم العالمية في مجال الأعمال الإنسانية.
مشيداً بالنجاحات السابقة للمؤتمر وبالنتائج الملموسة لجهود التعاون والتنسيق المشترك بين الدول الإقليمية وبين الأمم المتحدة بكافة هيئاتها ومنظماتها العاملة في مجال الرعاية الإنسانية، مشيداً بمبادرة الكويت بتنظيم عقد مؤتمر دولي بالتعاون مع الأمم المتحدة من أجل مساعدة الصومال لتطوير التعليم في هذا البلد الشقيق.
وأعرب عن أسفه للأوضاع الإنسانية والصراعات الخطيرة التي تعيشها المنطقة منذ أربع سنوات وما يحدث من تدمير للمدن والمنشآت والبنى التحتية واستمرار أزمة المهاجرين واللاجئين والنازحين في فلسطين وسوريا واليمن والعراق وليبيا والصومال في حين أن المجتمع الدولي يقف عاجزاً عن تقديم الدعم الكافي لهم أو الوصول إلى حل ينهي مأساتهم وأوضاعهم المؤلمة.
وثمن الجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة في هذا المجال متمثلة بمناقشة الجمعية العامة للأمم المتحدة في 20 نوفمبر الماضي لوضع اللاجئين السوريين كمشكلة إنسانية دولية واستعداد الأمم المتحدة لعقد قمة إنسانية في مدينة اسطنبول التركية في مايو المقبل.
وأشاد الأمين العام بالجهود الكبيرة التي تبذلها دول مجلس التعاون على كافة المستويات الرسمية والأهلية من أجل مساعدة اللاجئين على تجاوز الظروف الصعبة التي يعانونها، مشيراً الى استضافة دولة الكويت لثلاثة مؤتمرات دولية للمانحين للشعب السوري بالتعاون مع الأمم المتحدة، والتي بلغت تعهدات الدول المانحة سبعة مليارات وسبعمئة مليون دولار منها حوالي أربعة مليارات دولار تعهدات من دول مجلس التعاون.