قالت مجلة “فوربس” في تقرير نشر اليوم الإثنين، أن اسم “دولة الإمارات” يجب أن يرتبط ويقترن ذكره بمرتادي الفضاء السحيق بدءاً من يوم الثلاثاء، لتكون من بين الدول التي تتصل بشكل وثيق وواضح بقطاع الفضاء، وتترسخ بالأذهان بمهمتها الفضائية المرتقبة، تماماً كروسيا والولايات المتحدة والصين واليابان، وغيرها.
وأفاد التقرير أن دولة الإمارات ستشهد أول مهمة لها على الإطلاق لاستكشاف الكوكب الأحمر، فيما سيكون في واقع الأمر أول مهمة للدولة بين الكواكب.
يسترسل التقرير بأن مركبة الفضاء التي أطلق عليها مسمى “الأمل” ستنطلق على متن صاروخ ياباني وبالتحديد من مركز تانيغاشيما الفضائي باليابان.
والمسبار الذي كُرس وصمم لدراسة أجواء المريخ، بيان لنوايا دولة الإمارات التي لم يسبق لها القيام بمهمة خارج مدار الأرض، لذلك وبحسب “فوربس” فإنها تطرح الآمال بأن تكون تلك الخطوة الجديدة بداية لاقتصاد جديد تقوده العلوم.
ومن جهته، نقل الموقع عن المهندس عمران شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل”: “ترغب الإمارات بتكثيف الدعم لإيجاد اقتصاد مبتكر وتنافسي قائم على المعرفة لمرحلة ما بعد النفط”. مضيفاً “أنه لإنجاز ذلك فإن قطاعات العلوم والتكنولوجيا المتقدمة تعد عوامل حاسمة وبمنتهى الأهمية لأن هذه المهمة محفزة لإحداث التغيير”.
ستستغرق المركبة الفضائية بحجم السيارة حوالي سبعة أشهر للوصول إلى المريخ، وستصل في فبراير 2021. وبعد ذلك ستدخل المركبة الفضائية إلى مدار الكوكب الأحمر لتبدأ بعد وقت قصير مهمتها في دراسة الغلاف الجوي للكوكب في مايو 2021.
وأوضح شرف أنها “مهمة علمية لمدة عامين”. ومع ذلك فإن تصميم المسبار الفضائي أنجز ليعمل لمدة 4 سنوات أرضية.
وقال شرف: “اعتمادًا على النتائج التي نحصل عليها في نهاية العامين سنقرر كيف يمكننا تمديد المهمة”.
تركز الأهداف العلمية لمسبار “الأمل” على دراسة الطقس المريخي، وقد وصفت المركبة الفضائية بأنها أول قمر اصطناعي لدراسة الطقس المريخي لتوفر مجموعة متنوعة من المناظر لسطح الكوكب الذي لطالما حير العلماء.
رحلة إلهام
تؤكد المجلة بأن مهمة الإمارات للمريخ ليست مجرد مسعى علمي، بل تأمل الدولة الخليجية أيضاً ببث الإلهام للسعي للتغيير في البلاد وبناء حقبة جديدة من العلوم والتكنولوجيا.
ونقلاً عن معالي سارة الأميري، وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة قائد الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (مسبار الأمل): “إن أحد أسباب تأسيس البعثة في دولة الإمارات كان يصب في صالح تنويع مصادر الاقتصاد وتطوير الخبرات في مجال العلوم والتكنولوجيا”.
تم تصميم المركبة الفضائية لأول مرة في عام 2014، بهدف الوصول لكوكب المريخ بحلول ديسمبر 2021، وهو أمر ليس سهلاً نظراً لأن خبرة دولة الإمارات محدودة في هذا القطاع وتقتصر على تشغيل الأقمار الاصطناعية في مدار الأرض. ولكن ذلك لا يعني أن الإمارات العربية المتحدة أتممت هذه المهمة بمفردها.
فبصرف النظر عن إطلاق المسبار على متن صاروخ ياباني، فقد اعتمدت الإمارات أيضًا على خبرة وكالة “ناسا” الفضائية للمساعدة في تصميم المهمة، بما في ذلك استخدام شبكة الفضاء العميق التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية (DSN) للتواصل مع مسبار “الأمل” حينما يكون في نقطة بعيدة عن الأرض.
تردف الأميري: “لدينا فريق علمي دولي على متن البعثة مع أشخاص من فرنسا والولايات المتحدة، جميعهم يعملون معًا في هذا البرنامج”. إن نهج الإمارات الذي أسس قبل أقل من 50 عامًا مبني على التعلم وكان هذا أيضًا نهجنا عندما يتعلق الأمر باستكشاف الكواكب، تقول الأميري.
تختتم مجلة فوربس تقريرها بأن طموحات دولة الإمارات لا تنتهي عند برنامجها الفضائي عبر هذا المسبار. إذ تحدثت الدولة عن إنشاء مستوطنة بشرية على كوكب المريخ في عام 2117، في حين أنه من المرجح أن يكون هناك المزيد من المهام بين الكواكب في المستقبل. وتوضح معالي سارة الأميري: “نأمل أن يتم الإعلان عن (المهمة التالية) في الوقت المناسب “.
حتى ذلك الحين، هناك مسألة صغيرة تتمثل في لحظات الترقب المشوب بالتوتر للوصول إلى المريخ بنجاح، بعد إطلاق المسبار. لذلك غدًا يمكن لدولة الإمارات العربية المتحدة الانضمام للنادي الحصري من الدول التي أرسلت بنجاح مركبة فضائية لكوكب المريخ، في تجسيد حقيقي لنواياها المستقبلية.