في إطار جهودها لدفع مبادرة الحزام والطريق الصينية، وقّعت موانئ دبي العالمية، أمس، اتفاقية لتأسيس «سوق التجّار» في ميناء جبل علي الرائد والمنطقة الحرة في دبي، بالشراكة مع مجموعة «تشيجيانغ تشاينا كومودوتيز سيتي غروب».
وبموجب الاتفاقية، ستبني موانئ دبي العالمية «سوق التجّار» ضمن المنطقة الحرة لجبل علي في منطقة جافزا جنوب بالقرب من موقع «إكسبو دبي 2020» على مساحة ثلاثة ملايين متر مربع. وسيضم السوق مجمعات للتجار من مختلف أنحاء العالم، تضم بضائع متنوعة تحت سقف واحد، منها: الأغذية والمشروبات، والمجوهرات والأزياء، ومستحضرات التجميل والرعاية الصحية، والأثاث والتجهيزات المنزلية، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومواد البناء والأدوات، والمعدات والآلات، والطباعة والتغليف، والطاقة، والهندسة والتكنولوجيا.
تزامن الإعلان عن تأسيس «سوق التجار» مع زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للدولة، تأكيداً لالتزام موانئ دبي العالمية بدعم مبادرة «الحزام والطريق» التي أطلقتها الحكومة الصينية. وسوف يساعد «سوق التجار» المصنّعين الصينيين والمحليين والعالميين على الاستفادة من الموقع الاستراتيجي لدبي، بوصفها مركزاً تجارياً رائداً، وسيعزز التجارة في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، والشرق الأوسط وإفريقيا، وشبه القارة الهندية، ويفتح آفاقاً أوسع لدخول البضائع إلى الأسواق، ويشكّل منصة للبيع والشراء بأسعار تنافسية.
تتكامل هذه الشراكة الجديدة مع الاتفاقية التي وقّعتها موانئ دبي العالمية في وقت سابق من العام الجاري مع مجموعة «زيجانغ سيبورت إنفستمنت أند أوبيرايشن غروب» لإقامة مشروع «المستودع المباشر» (سترايت ثرو ويرهاوس) التجارة في مدينة ييوو الصينية التي تعد أكبر سوق في العالم لبيع السلع الصغيرة بالجملة، وسيتم استخدام المستودع للبضائع المتوجهة إلى دبي والشرق الأوسط.
ويتيح ميناء جبل علي والمنطقة الحرة للشركات الصينية إمكانية الوصول إلى الأسواق المحلية والإقليمية التي تضم أكثر من ملياري نسمة، بدعم من الشبكة العالمية التابعة لـ«موانئ دبي العالمية» التي تضم 78 محطة بحرية وبرية تحفّز التجارة في الدول التي تمثل أكثر من 50 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وقال سلطان أحمد بن سليم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة «موانئ دبي العالمية»: «تتمتّع الإمارات والصين بتاريخ طويل من التعاون التجاري والتبادل الثقافي وعلاقات الصداقة، وقد شهدت الروابط بين البلدين تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الماضية.
تكمن أهمية هذه الزيارة التاريخية في أنها تمثل بداية مرحلة جديدة تنتقل بالعلاقات إلى مستوى أعلى، وتفتح آفاقاً واعدة للتعاون في كل المجالات، خاصةً الاقتصادية».
وأضاف:«كمحفز رائد للتجارة العالمية، نؤمن بأهمية طريق الحرير في إحداث تأثير إيجابي في الاقتصادات والمجتمعات، ويسعدنا أن نكون لاعباً وشريكاً في إنجاز هذه المبادرة الرائدة خلال توظيف خبراتنا المتراكمة، خاصةً أن تجربتنا التنموية المتميزة في دولة الإمارات، ودبي، أصبحت نموذجاً يحتذى به عالمياً.
وقد حرصت دبي في إطار سعيها لتنويع الاقتصاد ومصادر الدخل استعداداً لمرحلة ما بعد النفط، وفي ضوء التوجيهات الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على تعزيز كفاءة القطاعات الحيوية، ومن بينها قطاع التجارة الذي شكّل ركيزة قوية لتطورها ونهضتها، وأسهم في تعزيز ريادتها على خريطة التجارة العالمية، بوصفها محوراً إقليمياً رئيساً يربط بين أسواق الشرق والغرب.
ويصبّ مشروع «سوق التجار» المبتكر في إطار هذا التوجه، إذ سيوفّر منصة مثالية للتجار، لعرض البضائع الصينية وبيعها للشركات المحلية والعالمية في دبي.