أكد سالم حميد المري، مساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية ومدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء في مركز محمد بن راشد للفضاء، أن الإناث يشكلن 20% من المرشحين الـ39 الذين نجحوا في الاختبارات الجسدية والنفسية لرواد الفضاء الإماراتيين.
مشيراً إلى أن المرحلة قبل النهائية الحاسمة تبدأ اليوم ولمدة 3 أيام لاختيار 4 رواد فضاء إماراتيين الذين سيشاركون في مهمات علمية استكشافية، تبدأ بواكيرها بإرسال أول رائد ضمن بعثة الفضاء الروسية لمدة 10 أيام أبريل المقبل.
وذكر مساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية ومدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء، أن الـ 4 رواد فضاء الإماراتيين الذين سيقع عليهم الاختيار، سيتم إرسال واحد منهم ضمن بعثة فضاء روسية إلى محطة الفضاء الدولية على متن مركبة «سويوز إم إس» الفضائية، لمدة 10 أيام.
فيما سيتم إجراء 25 تجربة فضائية خلال هذه الفترة، تكون معنية بمجالات الأمن الغذائي، والطاقة وغيرها من المحاور التي تضمنتها استراتيجية ورؤية المريخ 2117 الهادفة إلى بناء مستوطنة بشرية على الكوكب الأحمر.
وقال إن تخصصات المتقدمين للجنة الاختبارات تنوعت بين المهندسين والأطباء والعلماء والطيارين الحربيين والمدنيين، فضلاً عن المعلمين، مؤكداً أن هذا التنوع الكبير في التخصصات يعكس الإقبال الكبير الذي حظي به برنامج الإمارات لرواد الفضاء من كافة التخصصات والأعمار، وهذا أمر جيد وإيجابي يعكس النجاح الكبير الذي لاقاه البرنامج وتأثيره بين أوساط الشباب الإماراتي.
مبيناً أن مركز محمد بن راشد للفضاء يسعى بكل قوة من خلال مشروعاته المتنوعة إلى التأسيس لقطاع فضاء من طراز عالمي وبطابع إماراتي يمكنه المنافسة على المستوى العالمي، فضلاً عن إطلاق وتنفيذ جملة من الخطط والاستراتيجيات والبرامج النوعية الداعمة للتنمية المستدامة وركيزتها الأساسية الاقتصاد القائم على المعرفة والابتكار والإبداع واستشراف المستقبل.
وتابع المري أن فريق لجنة الاختبار بلغ عددهم 20 شخصاً من ضمنهم 4 من الخبراء العالميين من وكالات فضاء دولية، فيما تتنوع تخصصاتهم بين رواد فضاء وأطباء نفسيين في الطب النفسي الفضائي، فضلاً عن الطيارين، وأن هذا التنوع يؤكد على مراعاة أن يكون هناك تقييم شامل وفق معايير عالمية، موضحاً أن الاختبارات شملت الذكاء، والقدرات.
واختبارات القدرة العصبية، والاختبارات الشخصية، فضلاً عن اختبارات الذاكرة العاملة، كما قيمت المقابلات الفردية، شخصية المرشحين من مختلف الجوانب الذهنية والنفسية للتأكد من تحملهم الظروف القاسية وغير المعتادة في الفضاء الخارجي.
وتطرق إلى أن المقابلات التي تتم حالياً، ستعمل على اختيار صفوة المتقدمين من خلال اعتماد معايير عالمية من الاختبارات، وأنها ستكون معنية بالتطرق بشكل أكثر عمقاً لشخصيات المتقدمين من حيث التأكد من قدرتهم على الاندماج بشكل إيجابي والتواجد ضمن فرق عمل.
فضلاً عن التركيز بشكل أكبر على الاختبارات النفسية والأمور التخصصية أكثر، ووقوعهم تحت ضغوطات أكبر وملاحظة ردود أفعالهم، التي يمكن من خلالها التنبؤ بكيفية تصرفهم في المواقف التي قد يتعرضون إليها في الفضاء الخارجي.
مشيراً إلى أنهم يعملون بشكل حثيث على انتقاء أفضل العناصر المؤهلة للقيام بهذه المهمة التاريخية التي ستضيف إنجازاً نوعياً جديداً للإمارات في مجال صناعات المستقبل. ونوه إلى أن لجنة الاختبارات المعنية بإجراء المقابلات الأولية لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء.
والتي أعلنت عن وصول عدد المرشحين إلى 39 أخيراً، كانت تتخذ قراراتها بناء على استراتيجيات اختيار متكاملة، اعتمدت على تقييم كافة الاختبارات وليس فقط المقابلات الفردية بهدف تحديد الأكثر الكفاءة من الكوادر الإماراتية، لينتقلوا إلى المرحلة التي ستبدأ اليوم، والتي ستعتبر مرحلة جديدة وأكثر دقة لبدء الطريق لاختيار 4 رواد فضاء إماراتيين.
وأشار إلى أن هناك رائد فضاء إماراتياً آخر سيكون على أهبة الاستعداد في حال تم استبدال المقرر إرساله إلى محطة الفضاء الدولية، وأنه بعد الانتهاء من هذه الرحلة المقرر إطلاقها أبريل 2019، سيتم التجهيز لمرحلة أخرى من الاستعدادات الأكبر التي سيبدأ العمل خلالها على اختيار رحلة فضائية أخرى، تكون مدة مكوثها بالمحطة الدولية أكبر وتصل إلى شهور.
وذلك لإتاحة أكبر فرصة لتدريب رواد الفضاء الإماراتيين على تجارب متنوعة من شأنها التركيز على الخطة الاستراتيجية للدولة التي تدعم أهداف «مئوية الإمارات 2071» والتي تركز في جانب كبير منها على علوم المستقبل وتطويرها في مجالات الابتكار والفضاء والهندسة والطب، وغيرها.
وتطرق المري إلى اتفاق التعاون الذي تم أخيراً بين مركز محمد بن راشد للفضاء، ووكالة الفضاء الروسية «روسكوسموس»، لإرسال أول رائد فضاء إماراتي للمشاركة في الأبحاث العلمية ضمن بعثة فضاء روسية إلى محطة الفضاء الدولية على متن مركبة «سويوز إم إس» الفضائية.
موضحاً أنه جاء بعد دراسة متأنية وحثيثة لأفضل الفرص والبعثات الفضائية، خاصة أن هناك بين 3 ـ 4 رحلات يتم إطلاقها كل عام.
وأن اختيار هذه الرحلة تحديدا جاء انطلاقا من مناسبة أيامها الـ10 لكونها أول رحلة لرائد فضاء إماراتي، وحتى تكون تأهيلا واستعدادا جيدا لهم ولزملائهم، وصولا للاشتراك في رحلات أكبر من حيث المدة، وأشمل من حيث التكليفات والمهمات والتجارب الفضائية التي سيتم العمل عليها.
وأفاد أنه تم اختيار وكالة الفضاء الروسية نظرا لامتلاكها تاريخا مليئا بالإنجازات المتقدمة في مجال الفضاء، إذ من شأن هذه الشراكات العالمية، تطوير قطاع الفضاء الإماراتي بشكل قوي وإعطاؤه دفعة نوعية بهدف دعم السياسة والاستراتيجية الوطنية لقطاع الفضاء، مبيناً أن محطة الفضاء الدولية التي ستستقبل البعثة، تعد بمثابة قمر صناعي ضخم صالح لحياة البشر فيه.
يدعم صندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات الذراع التمويلية للهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، برنامج الإمارات لرواد الفضاء، بينما يعتبر الصندوق الذي أطلق في 2007، الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، ويهدف إلى دعم جهود البحث والتطوير في قطاع الاتصالات في الدولة، وإثراء ودعم وتطوير الخدمات التقنية وتعزيز اندماج الدولة في الاقتصاد العالمي.