أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، نجاح تحدي القراءة العربي في إحداث تحول نوعي في نظرة النشء العربي إلى القراءة بشكل عام ومشرع تحدي القراءة بشكل خاص، حيث نشر سموه في تدوينة عبر حسابه الرسمي في «تويتر» صوراً لطلبة من دول عربية مختلفة يعبرون عن مشاعر فرح شديدة لفوزهم بتحدي القراءة، معلقاً سموه: «نقطة تحول»، كما حملت الصور التي نشرها سموه تعليقاً جاء فيه: «عندما ينهار الطلاب فرحاً ليس بسبب الفوز بمسابقة غنائية، ولكن بفوزهم بتحدي القراءة العربي.. هنالك أمل جديد»، في إشارة إلى الحراك المعرفي الضخم الذي أحدثته مبادرة تحدي القراءة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في 2015 على مستوى العالم العربي، وسيتم تنظيم تصفيات الدورة الثالثة من التحدي في دبي 25 مايو ا

وكشفت الإحصاءات الخاصة بالدورة الثالثة من التحدي عن مشاركة 10 ملايين طالب وطالبة، في منافسات التحدي، يمثلون 52 ألف مدرسة، وموزعين على 44 دولة من أنحاء العالم، من بينها 14 دولة عربية، و30 دولة أجنبية، وذلك في أول مشاركة رسمية للطلبة العرب المقيمين في دول المهجر.

واستطاع تحدي القراءة أن يحدث حراكاً شعبياً وثقافياً جذرياً في المجتمعات العربية، ليبدو في دورته الثالثة، والمقرر أن يتم الإعلان عن الفائز بها في أكتوبر المقبل، في حفل ضخم تستضيفه دبي، قد حقق إنجازات لافتة، حيث تشير الإحصائيات إلى أن عدد المشاركين في الدورة الثالثة من التحدي بلغ 10 ملايين طالب وطالبة، يمثلون 52 ألف مدرسة، ويشرف عليهم 86 ألف مشرف قراءة، فيما يتوزع الطلبة على 44 دولة من أنحاء العالم، من بينها 14 دولة عربية، و30 دولة أجنبية، وذلك في أول مشاركة رسمية للطلبة العرب المقيمين في دول المهجر، حيث جاء ذلك تطبيقاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في ختام الدورة الثانية من تحدي القراءة العربي، الذي أقيم في أكتوبر الماضي، لتحويل التحدي إلى العالمية، بهدف تلبية شغف الشباب العربي خارج منطقته، ليكونوا جزءاً من السباق المعرفي.

رلى حسين من لبنان

وانطلاق تصفيات تحدي القراءة في الدول العربية والأجنبية، سيكون في 25 الجاري، وفق ما حددته الأمانة العامة لتحدي القراءة العربي، من خلال تنافس الطلبة في مدارسهم على مستوى المناطق والمديريات التعليمية في كل دولة على حدة، بحيث يتم إثر ذلك اختيار العشرة الأوائل على مستوى دولهم، ثم يتم إخضاعهم لمرحلة التقييم والاختبارات، التي ستفضي إلى اختيار الفائز الأول في كل دولة، تمهيداً لتأهلهم إلى النهائيات، حيث يخوض فيها الطلبة من كل الدول المشاركة التصفيات النهائية، التي ستقام في دبي، والتي ستفضي في النهاية إلى الإعلان عن بطل تحدي القراءة العربي 2018، الذي سيتم تتويجه بحفل كبير.

ووفق الإحصائيات، فقد عمل فريق تحدي القراءة العربي، هذا العام على طباعة وتوزيع 100 مليون جواز من جوازات التحدي، ليتمكن الطلبة المشاركون في الدورة الثالثة، من استخدامها في كتابة ملخصات الكتب التي يقرؤونها، تحت إشراف ومتابعة معلمي ومشرفي المدارس المشاركة في التحدي الذين يستندون في عمليات تحكيمهم إلى معايير واضحة، حيث يتوجب على كل طالب مشارك، الانتهاء من قراءة 50 كتاباً في شتى أنواع المعارف الأدبية والفكرية والعلمية، وأن يتمتع الطالب بالقدرة على التعبير عن أهم ما يطرحه الكتاب بلغة عربية سليمة، والقدرة على إعادة صياغة المفاهيم الواردة في هذه الكتب، حتى يتمكن من امتلاك القدرة التحليلية والنقدية، الأمر الذي يرفع من مستوى إمكانياته المعرفية.

إحدى المتأهلات من السودان

وكانت تصفيات الدورة الثالثة النهائية، في بعض الدول العربية، قد أفضت إلى تتويج الطالبة مريم لحسن أمجنون من مدرسة الداخلة في منطقة فاس – مكناس التعليمية بطلة للتحدي على مستوى المملكة المغربية، بينما شهدت المملكة العربية السعودية تتويج بطلين لتحدي القراءة العربي، وهما الطالب عمر معيض القرني من مدينة مكة على مستوى الطلاب الذكور، والطالبة سديم عبدالعزيز المبدل من مدينة الرياض على مستوى الطالبات، متفوقين بذلك على 20 طالباً وطالبة بلغوا التصفيات النهائية، ممثلين لمختلف مدارس المملكة من بين أكثر من مليون طالب وطالبة خاضوا مختلف مراحل السباق المعرفي الأكبر عربياً على مدار العام الدراسي، فيما تنافست في دورة هذا العام على لقب المدرسة المتميزة 12 ألفاً و420 مدرسة من مختلف مناطق ومحافظات المملكة العربية السعودية و18 ألفاً و254 مشرفاً ومشرفة.

مريم امحسون من المغرب

ومن الكويت، توجت الطالبة زهرة منصور الشمري، بطلة للتحدي على مستوى الكويت، بعد خوضها منافسة شديدة مع الطلبة العشرة الأوائل الذين بلغوا المرحلة النهائية ممثلين عن مختلف المناطق التعليمية في الكويت، فيما بلغ عدد الطلبة الذين شاركوا في تحدي القراءة العربي في دورته الثالثة على مستوى الكويت 41,127 طالباً وطالبة من 432 مدرسة، في القطاعين العام والخاص، في حين بلغ عدد المشرفين على التحدي 1158 مشرفاً ومشرفة.

بينما توجت الطالبة مريم عبد السلام بلقب بطلة تحدي القراءة العربي على مستوى مصر، التي شهدت هي الأخرى منافسة قوية في التصفيات النهائية، في حين توجت السودان الطالب عمر النور آدم محمد، بطلاً لتحدي القراءة العربي، حيث شهدت النسخة الثالثة من التحدي في السودان مشاركة 700 ألف طالب يمثلون 3093 مدرسة من بينها 212 مدرسة من أصحاب الهمم.

عمر النور من السودان

قفزات

منذ انطلاقته في 2015، تمكن تحدي القراءة العربي من تحقيق قفزات نوعية واضحة، في أعداد المشاركين به، ففي الوقت الذي شهدت فيه الدورة الأولى مشاركة نحو ثلاثة ملايين ونصف مليون طالب من مختلف الدول العربية، قفز هذا الرقم في الدورة الثانية ليتجاوز حاجز 7.4 ملايين طالب مشارك، فيما بلغ عدد المشاركون في الدورة الثالثة 10 ملايين طالب، بعد أن اتخذ التحدي صبغته العالمية.

يذكر أن الدورة الثانية من تحدي القراءة العربي، قد شهدت تتويج الطالبة عفاف شريف من فلسطين، بطلةً للتحدي، فيما انتزعت مدارس الإيمان من البحرين، لقب المدرسة المتميزة، كما ذهبت جائزة المشرف المتميز للمغرب، من خلال المربية الدكتورة حورية الظل، وتميزت تلك الدورة بمشاركة عربية لافتة، حيث تمكن الطلبة خلالها من قراءة أكثر من 200 مليون كتاب، وتميزت النسخة الثانية من التحدي، بمشاركة عربية لافتة، إذ تجاوز عدد الطلبة الذين خاضوا التحدي 7.4 ملايين طالب، من مختلف المراحل الدراسية، من 25 دولة عربية وأجنبية، قرؤوا ولخصوا أكثر من 200 مليون كتاب، تحت إشراف أكثر من 75 ألف مشرف، من معلمين ومعلمات.

أما الدورة الأولى فقد شهدت تتويج الطالب الجزائري عبد الله جلود، بطلاً لتحدي القراءة العربي، بينما نالت «طلائع الأمل الثانوية للبنات» في فلسطين جائزة «المدرسة المتميزة»، وخلالها قام الطلبة بقراءة 150 مليون كتاب خلال عام واحد.

مثقفون: تحدي القراءة أحدث حراكاً ثقافياً واضحاً في المجتمعات العربية

أشاد مثقفون بالإنجازات التي حققها تحدي القراءة العربي، منذ انطلاقته وحتى الآن، وأكدوا في تصريحات لـ«البيان» أنه أحدث حراكاً ثقافياً واضحاً في المجتمعات العربية، بعد تمكنه من زرع حب القراءة في نفوس الأجيال العربية الصاعدة، وتحويلها إلى قيمة حضارية وفكرية، قادرة على منحهم أدوات التعامل مع مختلف المعارف.

ويقول سعيد محمد النابودة، المدير العام بالإنابة في هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة): «لقد نجحت مبادرة، تحدي القراءة العربي، في إحداث نقلة نوعية حقيقية في مشهد القراءة على مستوى الوطن العربي، بل إنها تؤسس حالياً لجيل يُقبل على القراءة، ويتخذ منها نمط حياة. ويلاحظ أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قد تحققت على أرض الواقع، بعد أن أسهمت بالفعل في غرس حب القراءة في نفوس الصغار، لتؤدي في نهاية المطاف إلى ترسيخ أسس التقدم والتفوق في جميع البلدان العربية.

سعيد النابودة

لقد جسّدت هذه المبادرة جهود المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لنشر العلم والمعرفة، وذلك من خلال مبادراته الحضارية التي غطت العالم، كما تعكس محاور القيم والمعرفة في مبادرة، عام زايد 2018، في الإمارات، ويواصل شيوخنا وقادتنا المضي على نهج الوالد المؤسس، ويحرصون على نشر العلم والمعرفة وحب المطالعة بين أبناء الشعوب العربية. لقد لمسنا صداها الإيجابي بأنفسنا عن طريق الأهداف التي تتحقق من خلال الاستراتيجية الوطنية للقراءة 2026، وما يخرج عنها من مبادرات وفعاليات وأنشطة تطلقها مؤسساتنا في جميع أنحاء الدولة التي تحولت بحق إلى واحة للكتاب والمؤلفين والناشرين.

إذن.. يمكننا القول بثقة تامة إننا على أبواب حقبة من تنمية الوعي العام بواقع القراءة العربي، ليقودنا جميعاً للارتقاء به، كي نستعيد مكانتنا بين أمم العالم وشعوبه. وستسهم أيضاً في تعزيز الشعور بالانتماء إلى وطن عربي واحد، في وقت نحتاج فيه إلى الحس الوطني والعربي، ونشر قيم التسامح والاعتدال وقبول الآخر.

وعلى المدى القريب، سينشأ جيل من المتميزين والمبدعين القادرين على الابتكار في جميع المجالات، وتقديم نموذج متكامل قائم على أسس علمية لتشجيع مشروعات ذات طابع مماثل في الوطن العربي، وهي جانب من الأهداف الاستراتيجية التي تسعى إليها مبادرة «تحدي القراءة العربي» لتحقيقها.

ويقول جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، حول هذه المبادرة النوعية على مستوى العالم العربي: «تحدي القراءة العربي مشروع رائد لا مثيل له في العالم، فقد أخرج العرب من نقطة ما يسمى قلة ومحدودية القراءة، إلى أكثر من سبعة ملايين ونصف المليون قارئ من أبنائنا وبناتنا العرب مع قراءة أكثر من 150 مليون كتاب في السنة، والذي سيُخرّج مع السنوات الماضية والمقبلة أمة قارئة من الدرجة الأولى، وينتقل بها من القراءة إلى القرائية، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يزرع في نفوس وقلوب شبابنا العرب حب القراءة الذي سيؤسس لنهضة حضارية متقدمة، وكأنما غرس سموه شجرة مثمرة مباركة، وفي هذا يكمن تميز المبادرة وتميز صاحبها وتميز النتائج التي تخرج وستخرج في المستقبل، وأود بهذه المناسبة شكر جميع القائمين والعاملين الذين أسهموا ويسهمون في نجاح هذا المشروع الضخم».

جمال بن حويرب

موزة غباش – رئيسة رواق عوشة بنت حسين الثقافي، قالت: فتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بوابة أمل جديد لكل الأجيال في الوطن العربي تبدأ بما قاله المولى عز وجل في أول ما نزل الوحي على نبينا محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ (اقرأ)، كادت القراءة الخارجية والمطالعة أن تنتهي عند الطالب العربي إلا من قلة قليلة منهم، والغالبية كادوا لا يعيرون للأمر اهتماماً لأسباب اجتماعية أو اقتصادية أو نفسية، وما إن فُتح هذا الباب ووفق معايير دقيقة مدروسة وحوافز كبيرة ومشجعة حتى توافد لبوابة الأمل هذه الآلاف من الطلبة، هكذا هو الفعل الثقافي الجبار وتلك هي إرادة التغيير نحو الأسمى والأرقى ونحو مجتمع عربي يزدهر بالأجيال الواعية المدركة لمسؤولياتها في بناء المجتمع وتطوره، وليس فقط تتعلم من أجل الشهادة.

موزة غباش

هذا هو التحدي الفاعل والمؤثر ثقافياً واجتماعياً، والمحفز على النهوض واستبدال اليأس والقنوط بالأمل والإرادة.

ويقول عبدالعزيز الشوملي، تنفيذي الإعلام في جمعية الناشرين الإماراتيين: برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أثبتت «مسابقة تحدي القراءة العربي» أنها قادرة على تشجيع الملايين من الطلبة العرب، وغرس مفهوم القراءة والتنافس على قيمة حضارية ألا وهي «القراءة»، الأمر الذي يسهم في خلق جيل جديد زُرع فيه حب الاطلاع والمعرفة، اللذين غابا عن العرب مع مرور الزمن، ولكن برؤية ومبادرات القيادة الرشيدة، فإن دولتنا تعمل على ترميم عادة القراءة في مجتمعنا العربي.

الروائي علي أبوالريش قال: إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لا يخرج عن ديننا الحنيف، فأول كلمة نزل في أول آية في القرآن الكريم هي كلمة (أقرأ). وأضاف: إن القراءة مثل الماء والهواء لا تعيش الشعوب من غير القراءة، فالقراءة هي التي تنقل المشروعات إلى العالم، مهما بلغت الدولة من تطور وتعايش مع الآخر.

علي أبوالريش

وأوضح أبوالريش: عندما يغرد صاحب السمو الشيخ محمد راشد وهو فارس الكلمة ومبدع كبير، حول تحدي القراءة فإن شبابنا ومثقفينا يحذون حذوه، فهو أيقونة الإمارات في مجال الإبداع. وأضاف: إن تغريدته وسام على صدر كل مثقف، وتاج على كل شخص مؤمن بأهمية القراءة.

وذكر أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يدرك أن الإمارات لا تعيش بمعزل عن محيطها العربي، ومن هذا المنطلق حاكى بتحدي القراءة الشعوب العربية، من المحيط إلى الخليج. وأوضح: هو ما يجعل العرب يخرون من بوتقة العزلة التي مرت بهم منذ العام 2011 وقال: هناك احتراق في جسد الأمة العربية والقراءة هي السبيل الوحيد لإخراج الجسد من الحرائق، كونها تصل بالإنسان إلى مراتب الوعي التي توسع له وتضيف وتحقق وجوده.

أحمد العامري

الكاتب والإعلامي وليد المرزوقي قال: نحن الآن كشعوب وكمؤسسات إعلامية ومؤسسات ثقافية بالدولة علينا أن ندرك الرسالة التي يوجهها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، بأنه قد حان الوقت لاهتمام الجميع بالقراءة وللاهتمام بالثقافة. وأوضح: هذا ما نحتاج إليه أمة تقرأ وأمة تكتب، ونحتاج إلى جيل من القراء، وجيل من الواعيين.

وليد المرزوقي