أعفت جمهورية الصين الشعبية مواطني دولة الإمارات من حملة جوازات السفر العادية من تأشيرة السفر المسبقة.
و أعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي أنه واعتبارا من 16 يناير 2018، سيكون بإمكان مواطني دولة الإمارات السفر إلى جمهورية الصين الشعبية بدون تأشيرات مسبقة مع إمكانية البقاء فيها لمدة زمنية أقصاها / 30 / يوما في كل زيارة.
وقد صدر قرار الاعفاء بناءً على مذكرة تفاهم تم توقيعها مؤخراً بديوان عام وزارة الخارجية بأبوظبي، حيث وقّع المذكرة بالإعفاء السفير أحمد الهام الظاهري وكيل وزارة الخارجية والتعاون الدولي المساعد للشؤون القنصلية .. فيما وقّعها عن الجانب الصيني “ني جيان” السفير فوق العادة والمفوض لجمهورية الصين الشعبية لدى الدولة.
قرار الحكومة الصينية باعفاء مواطني دولة الإمارات من تأشيرات السفر المسبقة لم يأت من فراغ، وإنما جاء ثمرة لمجموعة من العوامل التي شجعت الحكومة الصينية لاتخاذ هذه المبادرة، والتي تعكس بدون شك مكانة الدولة وسمعتها القوية على المستوى الدولي، وقوة ومتانة شبكة علاقتها الدولية، وهو ما أكده معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في تغريدة له بالقول: ” لقد بلغ عدد الدول التي تعفي الجواز الإماراتي من التأشيرة 138 دولة، ما يعكس سمعة الإمارات والثقة في نموذجها، ويسهل من مهمتنا في تسهيل إنتقال مواطنينا عبر العالم”.
وفي تعليقه على قرار الحكومة الصينية باعفاء مواطني الدولة من تأشيرات السفر المسبقة، قال سعادة السفير أحمد الهام الظاهري أن هذه المبادرة تأتي في ضوء تنامي العلاقات الثنائية بين الإمارات والصين، وهي تفتح آفاقا جديدة لمواطني الدولة للسياحة والاستثمار والتجارة.
وأشار الظاهري إلى أن المواطن الإماراتي يمثل الأولوية الرئيسية في اهتمامات القيادة الرشيدة التي تعمل على تحقيق السعادة للمواطنين وهذا بدوره يعمق لدى المواطن الإماراتي قيم الانتماء للوطن والولاء للقيادة وأنهم على قناعة بأن جهود التنمية في الإمارات ومكتسباتها تستهدف تحقيق السعادة لهم.
وأضاف أن الإمارات أصبحت عنوانا للحكم الرشيد والاعتدال والتعايش والسلام وفي الوقت ذاته رمزا للإنجاز والتفوق والتميز على المستوى العالمي وذلك بما ينسجم ورؤية دولة الإمارات لعام 2021.
وأوضح السفير الظاهري أن إعفاء مواطني الدولة من تأشيرة جمهورية الصين الشعبية له مردود إيجابي ويعكس مكانة الإمارات على الساحة الدولية وما تتمتع به من احترام وثقة وخاصة من الصين ورغبتها في توثيق العلاقات معها وتعزيز المصالح المشتركة في جميع المجالات من خلال فتح منافذها لمواطني الإمارات من دون تأشيرة مسبقة.
وبين أن الصورة الإيجابية للمواطنين الإماراتيين في الخارج كونهم يعبرون عن نموذج الإمارات في الانفتاح والتعايش المشترك والاندماج في الثقافات والحضارة الصينية كان أحد الدوافع الرئيسية لهذه المبادرة .. مؤكدا أن ذلك يعمق ثقة المجتمع الصيني بالمواطن الإماراتي وسلوكه الحضاري.
..
العلاقات الإماراتية – الصينية تعتبر مبادرة الحكومة الصينية باعفاء مواطني دولة الإمارات من تأشيرات السفر المسبقة إنجازاً مهما يضاف إلى قائمة الإنجازات التي حققتها الدبلوماسية الإماراتية بقيادة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي. كما جاء هذا القرار ترجمة للعلاقات التاريخية القوية، والتي بنيت على أسس التعاون المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية.
فقد أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية في نوفمبر 1984، وافتتحت دولة الإمارات سفارتها في بكين في 19 مارس 1987. كما افتتحت الدولة قنصلية عامة في هونج كونج في أبريل عام 2000 وقنصلية عامة في شانغهاي في 6 يوليو 2009 وقنصلية عامة في كوانجو 13 يونيو2016. وافتتحت جمهورية الصين الشعبية سفارتها في أبوظبي في أبريل 1985 وقنصلية عامة في دبي نوفمبر 1988.
وترتبط الدولتان الصديقتان مع بعضهما البعض بعلاقات إقتصادية وتجارية قوية ومتنامية باستمرار، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال النصف الاول من عام 2017 حوالي 20.25 مليار دولار أمريكي، منها 13.97 مليار دولار أمريكي قيمة صادرات الصين الى الامارات وما يعادل 7.871 مليار دولار أمريكي قيمة وارداتها من الامارات.
وفي مجال الطيران، الذي يشكل أحد أعمدة التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، بلغ عدد الرحلات الأسبوعية المباشرة التي تقوم بها الناقلات الوطنية الإماراتية (60 رحلة جوية أسبوعياً).
ولا شك أن التعاون المتنامي في المجال الاقتصادي والتجاري قد تحقق في بيئة اقتصادية واستثمارية مناسبة أرسى دعائمها ووطد أركانها قادة البلدين الصديقين على مدى السنوات الماضية، وقد تعززت هذه العلاقات في ضوء الزيارات المتتالية من كلا الجانبين..حيث قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بزيارة إلى بكين في ديسمبر 2015، ثم أعقبها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي بزيارة أخرى في مايو 2017. كما شهد مايو من العام 2017 زيارة كل من معالي محمد بن أحمد البواردي وزير دولة لشؤون الدفاع ومعالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة .
ومن الجانب الصيني، فقد استقبلت دولة الإمارات في إبريل 2017 “سان تشون لان” عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى، وكان قد سبقها في نوفمبر 2016 زيارة منغ جيان قوه، الأمين العام للجنة القانونية للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى، وفي مايو 2015، زيارة تشاو لى جي، رئيس إدارة التنظيم بالحزب الشيوعى الصينى، وفي فبراير 2015، زيارة وانغ يي، وزير الخارجية، بالإضافة إلى زيارة غونغ زياوشنغ، المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط في نوفمبر2014.
من جهة أخرى، توصلت الحكومتان إلى مجموعة من الاتفاقيات التي وضعت الأطر القانونية والتشريعية، وحددت الأسس التي تحكم طبيعة علاقات التعاون بين البلدين، حيث وقعت الإمارات العربية المتحدة والصين على اتفاقية منع الازدواج الضريبي وتشجيع الإستثمار، بالإضافة إلى اتفاقية موقعة بين الطرفين في مجال الطيران. كما أسهمت اللجان المشتركة للتعاون بين البلدين في تعزيز آفاق الاستثمار والتعاون المشترك، وكان آخر اجتماعات هذه اللجان قد عقدت بتاريخ 2 مايو 2017.