حثّ مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأحد من بيروت على “وقف فوري لإطلاق النار” بين حزب الله وإسرائيل فيما أطلق الحزب 160 مقذوفا على الدولة العبرية.
وغداة غارات إسرائيلية جديدة دامية في لبنان ولا سيما في قلب العاصمة بيروت، أعلن حزب الله الأحد أنه أطلق طائرات مسيّرة وصواريخ ضد أهداف عسكرية في تل أبيب وأسدود في جنوب إسرائيل.
في إسرائيل، أكد الجيش أن حزب الله أطلق 160 مقذوفا من لبنان نحو شمال ووسط إسرائيل، مشيرا إلى إطلاق صفارات الإنذار من الصواريخ وخصوصا في ضواحي تل أبيب الكبرى، وتم اعتراض عدد من الصواريخ ولكن لوحظت أضرار في بيتح تكفا.
في الأثناء، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية عن غارتين إسرائيليتين على ضاحية بيروت الجنوبية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن حزب الله “يوجه أنشطته الإرهابية من مبان (في الضاحية الجنوبية) لإلحاق الأذى بالمواطنين الإسرائيليين”، واتهمه بإقامة منشآته “عمدا” بين المدنيين.
كما تحدثت الوكالة الوطنية للإعلام عن قتال عنيف في العديد من المناطق الجنوبية، مع إعلان حزب الله تدمير ست دبابات ميركافا إسرائيلية الأحد، خمس منها في بلدة البياضة الساحلية الاستراتيجية.
من جانبه، أعلن الجيش اللبناني مقتل أحد جنوده وإصابة 18 آخرين، جروح بعضهم خطرة، في هجوم إسرائيلي على موقعهم في جنوب لبنان.
وقال بوريل خلال مؤتمر صحافي بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري “نرى سبيلا واحدا للمضي قدما: وقف فوري لإطلاق النار، وتطبيق كامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701” الذي أرسى وقفا لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في العام 2006.
“على شفير الانهيار”
ينصّ القرار الدولي 1701 على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.
ويعني القرار ضمناً انسحاب حزب الله من المنطقة الحدودية، ولكن أيضا انسحاب الجنود الإسرائيليين الذين يشنون هجوما بريا في جنوب لبنان منذ 30 سبتمبر.
وتقول إسرائيل إنها تريد تحييد خطر حركة حماس الفلسطينية وإضعاف حزب الله اللبناني، وتعهدت بتدمير حماس بعد هجومها غير المسبوق على أراضيها في 7 أكتوبر 2023 والذي أشعل فتيل الحرب في غزة وقاد حزب الله لفتح جبهة “إسناد” للقطاع غداة بدء الحرب.
بعد عام من القصف المتبادل عبر الحدود وبعد إضعاف حماس في غزة، نقلت إسرائيل مركز ثقل عملياتها إلى لبنان بشن حملة قصف مكثفة اعتبارا من 23 سبتمبر على معاقل حزب الله.
وتقدر وزارة الصحة اللبنانية أن ما لا يقل عن 3754 شخصا قتلوا في البلاد منذ أكتوبر 2023، معظمهم منذ سبتمبر من هذا العام.
وقالت الأحد إن 84 شخصا قتلوا في غارات إسرائيلية في أجزاء مختلفة من البلاد في اليوم السابق، من بينهم 29 في غارة استهدفت منطقة البسطة في وسط بيروت.
على الجانب الإسرائيلي، قُتل 82 عسكريا و47 مدنيا خلال 13 شهرا.
وحذّر بوريل الأحد من أن لبنان بات “على شفير الانهيار” بعد شهرين من المواجهة المفتوحة بين حزب الله وإسرائيل، مشددا على أنه “ينبغي زيادة الضغط على الحكومة الاسرائيلية ومواصلة الضغط على حزب الله للقبول بالمقترح الأميركي لوقف إطلاق النار”.
“رفض كل المساعي”
وكان المبعوث الأميركي آموس هوكستين ناقش الاقتراح المكون من 13 نقطة والذي يدعو إلى هدنة لمدة 60 يوما ونشر الجيش اللبناني في جنوب البلاد، خلال جولته المكوكية في وقت سابق من هذا الأسبوع بين لبنان وإسرائيل.
لكن لم يتم الإعلان عن أي نتائج بعد جولته، بل تسارعت وتيرة الضربات الإسرائيلية، خصوصا ضد معاقل حزب الله في لبنان.
وقال بوريل خلال المؤتمر الصحافي “في سبتمبر، كنت هنا وكان لدي أمل بأنه من الممكن تفادي حرب مفتوحة تشنّها إسرائيل على لبنان”.
من جهته، ندّد ميقاتي بالاستهداف الإسرائيلي للجيش اللبناني، معتبرا أنه “يمثل رسالة دموية مباشرة برفض كل المساعي والاتصالات الجارية للتوصل الى وقف إطلاق النار وتعزيز حضور الجيش في الجنوب وتنفيذ القرار الدولي الرقم 1701”.